دمشق 18 ديسمبر 2017 / بعد سنوات من الحرب الدامية التي استمرت لأكثر من ست سنوات في سوريا، وغياب شبه كامل لمظاهر أعياد الميلاد ورأس السنة، في عموم المحافظات السورية، بسبب تلك الحرب المجنونة وسقوط القذائف العشوائية على أحياء العاصمة دمشق، بدأت منذ أسبوعين تقريبا أسواق العاصمة دمشق تزدان بأشجار جميلة توضع على أبواب المحلات التجارية وفي صالات المطاعم، ابتهاجا بعودة الفرح وممارسة طقوس الأعياد لدى الاسر السورية.
ويدهشك فعلا منظر الأشجار المزينة بالأضواء الملونة والاجراس والمنتشرة بكثافة في منطقتي باب توما والقصاع شرق دمشق، واللتان كانتا من اشد المناطق سخونة لقربها من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في الغوطة الشرقية، وسقط فيها عشرات القذائف الصاروخية والهاون ، وسقط مئات القتلى والجرحى ، الامر الذي غيب مظاهر الاحتفال عنها لسنوات .
ومعظم الاسر السورية مشغولة اليوم في شراء الأشجار وتزينها ، مع اقتراب قدوم عيد الميلاد ورأس السنة ، في ظل وجود أجواء من الفرح والسعادة مع استعادة الجيش السوري السيطرة على اكثر من 90 بالمئة من الأراضي السورية .
وقالت ام جورج (56 عاما) وهي تشتري شجرة عيد الميلاد من سوق الحميدية الشهير لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق اليوم (الاثنين) " مضت سنوات صعبة علينا ، لم نكن نشعر فيها بالفرح ، واليوم وبعد أن انحسرت ظاهرة الإرهاب عن معظم المناطق السورية ، فيحق لنا أن نفرح ونضيء الأشجار ابتهاجا بأعياد الميلاد ورأس السنة ".
وأضافت " احتفالات عيد الميلاد سيكون لها طابع خاص ، لاسيما وانها تتزامن مع مرور عام على تحرير مدينة حلب من الإرهاب "، مؤكدة أنها تحضر لاحتفال يضم كافة افراد عائلتها.
من جانبه، قال مازن وهو صاحب متجر كبير في سوق مجاور لسوق الحميدية إن " المواطنين السوريين يقبلون على شراء شجرة عيد الميلاد، مع ملحقاتها " ، مشيرا إلى أنه باع عدد كبير منها منذ أيام ، وما يزال هناك طلب عليها.
وعزا مازن اقبال الناس على شراء شجرة الميلاد إلى تحسن الظروف الميدانية ، وحاجة الناس إلى الفرح والعودة إلى طقوس الاحتفالات التي تعم المناطق في مثل هذه الأيام ، مؤكدا أن أسعار الشجرة الصناعية غال بعض الشيء إلا أن الناس لديهم رغبة في اضاءة شجرة في منازلهم في عيد الميلاد.
وبدورها، قالت رؤى (24 عاما) وهي طالبة جامعية لوكالة (شينخوا) بدمشق " منذ سنوات وانا احلم بشراء شجرة عيد الميلاد ، وهذه السنة اشتريت شجرة وسأضعها في منزلي تعبيرا عن فرحي بعودة الأمان والاستقرار لبلادي التي غاب عنها الاحتفال لسنوات " .
وأشارت إلى أن أجواء الاحتفال تشعر الانسان بالفرح، مؤكدة أنها ومجموعة من رفاقها سينظمون احتفالية في إحدى ساحات العاصمة بمنطقة باب توما، دون خوف من اي شيء .
عشرات النساء كن يحملن بأيدهن شجيرات صناعية واخريات يحملن أكياس أخرى فيها الزينة المناسبة لتلك الشجيرات، لإضاءتها في منازلهن في عيد الميلاد.
كما إضاءات الكنائس في باب توما والقصاع أشجار كبيرة مزينة باجراس وتماثيل لبابا نويل، تعبيرا عن عودة الحياة والاحتفالات التي غابت لسنوات عن سوريا.
أجواء الفرح والاحتفال بدأت تعود إلى شوارع وساحات دمشق ، واغلب المطاعم والمقاهي قامت بوضع شجرة مزينة بالاضواء والاجراس، وبدأوا يجهزون انفسهم للاحتفال.