إن التعاون والثقة هما الأساس الأقوى لأي علاقة ثنائية بما في ذلك العلاقة بين الصين والولايات المتحدة.
وفي يوم الاثنين، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بأنها " قوة منافسة" و"تقوض المصالح الأمريكية بحزم حول العالم" في أول استراتيجية للأمن القومي تضعها إدارته.
ويشير الوصف، الفظ والمضلل، إلى أن إدارة ترامب لا تزال ترى العلاقة مع الصين بعقلية صفرية عفا عليها الزمن ولا يمكن أن تساعد على تقريب أكبر اقتصادين في العالم وأكبر شريكين تجاريين لبعضهما البعض.
وفي واقع الأمر، قد عادت العلاقة الصينية-الأمريكية، ولاسيما في القطاعين الاقتصادي والتجاري، بالنفع على البلدين.
وفي عام 2016، وصل إجمالي حجم التجارة الأمريكية في السلع والخدمات مع الصين إلى 648.2 مليار دولار، وتجاوزت الاستثمارات الأجنبية البينية المباشرة 60 مليار دولار أمريكي. ودعمت صادرات السلع والخدمات الأمريكية إلى الصين ما يقدر بـ911 ألف وظيفة في عام 2015.
وتثبت هذه الحقائق والأرقام أن الجانبين لديهما المزيد من الأسباب والفرص الكافية للعمل معا بدلا من الانقلاب على بعضهما البعض.
ولصون الأمن العالمي، عمل البلدان جنبا إلى جنب مع أطراف أخرى لإبرام الاتفاق النووي الإيراني والحفاظ على الاستقرار الاقليمي والدولي عبر الحلول الدبلوماسية والسلمية.
وبالرغم من الخلافات، حافظ البلدان أيضا على الاتصالات رفيعة المستوى.
وفي العام الماضي، أطلق الجانبان 4 آليات رفيعة المستوى للحوار بشأن الدبلوماسية والأمن، والاقتصاد، والتبادلات الاجتماعية والشعبية، وإنفاذ القانون والأمن السيبراني، وأحرزا تقدما في هذه المجالات.
وخلال زيارة ترامب إلى الصين في الشهر الماضي، وقع البلدان اتفاقيات تجارية بقيمة 250 مليار دولار، الأمر الذي أظهر حسن النوايا والثقة أيضا في مستقبل التعاون الاقتصادي الثنائي.
وحتى الآن، يسير التطور في العلاقات الصينية-الأمريكية بشكل سليم ومطرد ويكتسب زخما. وينبغي على البلدين التركيز على التعاون وتجاوز الخلافات وفقا للتوافق الذي تم التوصل إليه لضمان تطور العلاقات الثنائية في الاتجاه الصحيح.
وباعتبارهما أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم على الترتيب، ينبغي على الصين والولايات المتحدة تحمل مسؤولياتهما للحفاظ على السلام والاستقرار العالمي وكذلك تعزيز الرخاء الاقتصادي والتنمية العالمية.
وللقيام بهذه المسؤوليات، فإن البلدين بحاجة إلى بناء الثقة والنظر إلى بعضهما البعض كشريكين بدلا من منافسين. فهذا يصب في مصلحة البلدين ويخدم العالم بأسره أيضا.