تعليق: هل سيعود سيف الإسلام معمر القذافي الى الساحة السياسية الليبية؟

قال الناطق باسم القبائل الليبية وعائلة القذافي باسم الهاشمي الصول أن سيف الإسلام معمر القذافي ينوي الترشح لرئاسة ليبيا. وأضاف باسم الهاشمي الصول في تصريحات لصحيفة " مصر اليوم" مؤخرا، أن سيف الإسلام القذافي يحظى بدعم أكبر قبائل البلاد للترشح في انتخابات الرئاسة الليبية في عام 2018. مشيرا الى أن سيف الإسلام القذافي سيعلن عن برنامجه الانتخابي في المستقبل القريب، مرتكزا على خلق ليبيا مستقرة للشعب الليبي بالتنسيق مع الفصائل الليبية وفقا لوضع الدولة. هل أن اخلاء مجموعة ليبية مسلحة كتيبة أبو بكر الصديق سبيل النجل الاصغر للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي سيف الإسلام في يونيو هذا العام بعد ست سنوات من اعتقاله يعني أن الوريث السابق سيعود الى الساحة السياسية الليبية؟

وفقا لرويترز، يعتقد العالم الخارجي أن اعلان سيف الإسلام معمر القذافي الذي وقف بجانب والده خلال اندلاع الحرب نيته المشاركة في الانتخابات الرئاسية هذه المرة هو الالتزام بعهود عام 2011. ووفقا للغارديان، قال سيف الاسلام في عام 2011 إنه سيبقى في ليبيا "للدفاع عن أرضه أو يقتل شهيدا دونها".

يواجه سيف الاسلام القذافي الذي فقد حريته لمدة ست سنوات اليوم ليبيا الغارقة في مستنقع الحرب ومهدمة البنية التحتية، بالإضافة الى برلمانين معاديين آخرين: من جهة، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة فايز سراج التي تأسست في مارس من هذا العام والتي تدعمها الأمم المتحدة وأوروبا، يقع مقرها الرئيسي في طرابلس. ومن جهة أخرى، مجلس النواب المنتخب في مدينة طبرق (شرق) الذي يدعمه اللواء خليفة حفتر قائد عام للجيش الليبي، والمدعوم بدوره من قبل مصر ودولة الامارات وروسيا، ويعزم لكسب العاصمة.

ويعتقد بعض المحللين أن سيف الاسلام القذافي قد يكون قادرا على الاستفادة من حنين الشعب الليبي لعهد والده بسبب شعورهم بانعدام الأمن وعدم اليقين حاليا. لكن، غريغوري لوكانوف، خبير في الشرق الأوسط، نفى هذه النقطة. معتقدا أنه لا يمكن المبالغة في تأثير اسم القذافي، حيث ان ما يقرب من 80٪ من الليبيين حاليا هم أقل من 25 عاما أو حتى أصغر سنا، " كبروا في فترة ما بعد انهيار القذافي بالفعل".

كما أن سيف الاسلام القذافي الذي فقد اصبعه في الاسر ليس لديه خلفية دعم واضحة، والمعلومات حول صحته تكاد معدومة، كما لا يزال يواجه مطاردة من قبل المحكمة الجنائية الدولي. ويعتقد سيرجي بارمازوف محلل كبير في معهد الشرق الاوسط الروسي، أن امكانية تولي سيف الاسلام القذافي السلطة ليست كبيرة، أذا ما اخذنا بعين الاعتبار وضعه على مدى السنوات الست الماضية، ويمكن القول ان اعلانه المشاركة في الانتخابات الرئيسية هو " الصيد في المياه العكرة"، لزيادة تعقيد الوضع المعقد في ليبيا. ووفقا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية، قد تكون لعبة سياسية في ظل حالة برلمانين معاديين لبعضهما البعض، حيث اختارت الجماعات المسلحة المعارضة لحكومة الوحدة الوطنية ولها علاقة ودية مع مجلس النواب المنتخب في مدينة طبرق (شرق) الذي يدعمه اللواء خليفة حفتر الافراج عن سيف الإسلام القذافي الذي يعود بالمنفعة على اللواء حفتر المتقن للقدرات العسكرية.

ويرى المراقبون ان سيف الاسلام القذافي من المرجح أن يصبح قوة سياسية إذا ما جرت الانتخابات العام القادم. ومع ذلك، قال غسان سلامة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، أن اجراء الانتخابات لا يزال مجهولا في ظل الاضطرابات السياسية الطويلة التي تشهدها ليبيا والجو الحالي غير الآمن.