أثارت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب يوم الاثنين قلقا داخليا حيث وصفها خبراء وإعلام بأنها متناقضة وضد الاتجاه العام للتعاون الصيني-الأمريكي.
--تناقض الوسائل والغايات
وقال دوغلاس بال، نائب رئيس قسم الدراسات بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا))، إن "وسائل وغايات ترامب دائما على خلاف"، مشيرا الى استراتيجية الأمن القومي الجديدة.
وأضاف بال إن الاستراتيجية طويلة من حيث الصورة الكبيرة وقصيرة من حيث تفاصيل السياسات." تركتني في حيرة من أمري".
ودلل بقوله إن " المثال الرئيسي هو القضاء على العجز التجاري الثنائي من خلال العقوبات التجارية. هذا مستحيل نظريا وعمليا".
وأردف أن هناك فجوة بين وجهة نظر ترامب ومستشاريه للسياسة الخارجية. وقالت مجلة ((اتلانتك)) يوم الأربعاء " من وجهة نظره، الانقسامات العالمية المهمة ليست أيدلوجية بل حضارية ووطنية وشخصية: الغرب ضد الإسلام، أمريكا ضد الدول التي تسلب مالها".
-- الاعتماد الصيني-الأمريكي المتبادل
وفي يوم الاثنين، وصف ترامب الصين بأنها " قوة متنافسة" في أول استراتيجية للأمن القومي لإدارته. والوصف لا يمكن أن يساعد في تقريب الاقتصادين الأكبر في العالم، وهما أيضا أكبر شريكين تجاريين لبعضهما البعض. وفي الواقع، قد عادت العلاقات الصينية-الأمريكية، ولاسيما في قطاعيها الاقتصادي والتجاري، بالنفع على البلدين.
وقالت وكالة بلومبرغ في مقالة تحت عنوان" تنافس ترامب مع الصين يغفل الاعتماد الاقتصادي الأمريكي" إن ترامب ينشق عن الاتفاق الأمريكي الأخير من خلال " توصيف الصين كمنافس".
وأضافت المقالة" لكن ربما يحتاج الأمر إلى ما هو أكثر من لهجة قوية لتغيير العلاقة بين الاقتصادين المرتبطين بشكل وثيق".
وقال ديان تشنغ، الباحث البارز بمؤسسة هيريتيج، لوكالة ((شينخوا))، في مقابلة حديثة، إن "الصين والولايات المتحدة ستسعيان إلى مصالحهما الوطنية الخاصة. وفي المجالات التي توجد فيها مصالح مشتركة، مثل دعم النظام التجاري الدولي أو مكافحة الإرهاب، سوف تكون هناك بوضوح مساحة كبيرة للتعاون".
وبالنسبة لبكين وواشنطن، فإن تعاونهما يفضي إلى منافع متبادلة ومواجهتهما تعود بالخسارة على الطرفين، وفقا لما ذكر متحدث باسم السفارة الصينية في رده على الاستراتيجية الجديدة، مضيفا أن الولايات المتحدة يجدر بها أن تتكيف وتقبل بنمو الصين.