ازدادت أعداد الطلاب المصريين بالجامعات الصينية خلال السنوات الثلاث الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث بلغ أعداد الدارسين المصريين في الصين حوالي 1200 طالب، بزيادة سنوية تناهز 30 بالمائة.
وكشف الدكتور حسين إبراهيم، المستشار الثقافي المصري لدى الصين، أن معظم الطلاب المصريين، الحاصلين على منح بالصين متخصصون في مجالات الزراعة والطب البشري والبيطري والطاقة المتجددة وميكانيكا السيارات وهندسة الميكاترونيكس وعلوم الفضاء والطيران.
وفي 27 مارس 2016، تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم والتربية الصينية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، حصلت بموجبها مصر على 500 منحة دراسية لطلبة الماجستير والدكتوراه مقسمة على خمس سنوات. ويوجد بالفعل حاليا 200 دارس مصري للماجستير والدكتوراه في المجالات العلمية داخل الجامعات الصينية طبقا لمذكرة التفاهم بين البلدين.
كما حصل أكثر من 300 طالب مصري على منح خاصة لنيل درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه بالجامعات الصينية المختلفة من خلال مجلس المنح الصيني ومنح البلديات ومنح الجامعات الصينية.
وعلى صعيد دراسة اللغة العربية بالصين، يوجد في البلاد حاليا أكثر من 50 جامعة لديها أقسام لتدريس اللغة العربية، وتقدم مصر للصين 20 منحة تبادلية سنويا لدراسة اللغة العربية.
وفي السنوات الأخيرة وقعت العديد من الجامعات المصرية والجامعات الصينية اتفاقيات تعاون حول دراسة الطلاب الصينيين للغة العربية في مصر على نفقاتهم الخاصة سواء لمدة عام دراسي واحد أو للحصول على درجة الدكتوراه من مصر. ويبلغ عدد الطلاب الصينيين الذين يسافرون سنويا للدراسة في مصر حوالي 800 طالب تقريبا.
ومن جانبه أثنى إبراهيم على سعى الصين لخلق روابط اقتصادية عميقة وعلاقات دبلوماسية قوية ولا سيما عبر التبادل بين بنوك الأفكار ومراكز الأبحاث ودفع التعاون التعليمي والثقافي بين الدول المشاركة في المبادرة، وتسهيل فرص الاتصال الودي والاندماج الثقافي بين الشعوب الواقعة على طول الحزام والطريق.
وأضاف أن مبادرة الحزام والطريق تفتح أفقا جديدة للتعاون بين مصر والصين، إذ تحتل مصر موقعا متميزا على طريق الحرير البري والبحري يجعلها جزءا أساسيا من مبادرة الحزام والطريق، ولا سيما على صعيد التبادلات بين الشعبين المصري والصيني.
بسمة مصطفى، إحدى الطلاب المصريين في الصين، والتي تخصصت منذ عام 2012 في تدريس اللغة الصينية للأجانب الساعين للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في جامعة بكين للغات الأجنبية. وتعمل بسمة الآن مديرة لتطبيق "حياة" الذي طورته شركة صينية لخدمة سيدات الدول العربية.
وقالت بسمة إنها شهدت تطورات سريعة أنجزتها الصين على مدار السنوات الأخيرة، كتطوير منشآت البنية الأساسية واستخدامات الانترنت على الأجهزة المحمولة، وهو ما ساهم كثيرا في جعل حياة المواطنين أسهل، معربة عن أملها في أن تحقق بلادها نفس التطورات.
وأضافت مصطفى أن الصين توسع من انفتاحها على العالم يوما بعد يوم، وأن مبادرة الحزام والطريق تمثل نافذة جديدة للتبادل المعرفي والثقافي بين الصين ومختلف دول العالم.
وأشار تقرير نشره في وقت سابق مركز الصين والعولمة، وهو هيئة بحثية صينية كبرى، إلى أن تعداد الطلاب الأجانب الوافدين إلى الصين من الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، يحافظ على نمو مستقر، حيث شهدت أعداد الطلاب الوافدين من تايلاند والهند وباكستان وإندونيسيا ولاوس نموا بأكثر من 20 بالمائة على أساس سنوي.
وتوقع التقرير زيادة أعداد الطلاب الوافدين من الدول الواقعة على طول الحزام والطريق في المستقبل، مع قيام المزيد من المؤسسات الصينية بالاستثمار في هذه الدول.
وأكد التقرير أن الصين أصدرت لائحة جديدة في يناير العام الجاري، في مسعى رفع القيود ودعم توظيف المخرجين الأجانب وإنشاء الأعمال في الصين.