ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية في مقال نشر يوم 18 ديسمبر الجاري،" ارتفاع حجم الانفاق العسكري العالمي الى مستوى جديد منذ الحرب الباردة"، وتشير التقديرات الى أنه في ظل تعزيز الولايات المتحدة للإنفاق العسكري، سيزيد اجمالي الانفاق العالمي في عام 2018 بنسبة 3.3٪ مقارنة بعام 2017، ليبلغ 1.67 تريليون دولار أمريكي، متجاوزا قيمة الانفاق العسكري لعام 2010 بـ 1.63 تريليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ ذروة الحرب الباردة في الثمانيات القرن الماضي. من بينها، تشكل النفقات العسكرية الامريكية 40٪ من ميزانية الدفاع العالمية.
يشهد حجم الانفاق العسكري العالمي ارتفاعا جديدا، ما يثير للقلق الواسع. ويعتقد بعض المحللين أن هذا يعني أن العالم سيشهد توترا في المستقبل، غير أن فانغ شياو تشي نائب مدير مركز بحوث الجيوش الاجنبية التابع لمعهد العلاقات الدولية بالجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع، يرى أن هذا يدل على أن جميع البلدان تعلق اهمية على الدفاع لا غير. قائلا: "الانفاق الدفاعي لا يستخدم للتعامل مع الصراعات الاقليمية فحسب، وإنما يشمل ايضا المعدات والموظفين ومجموعة متنوعة من التدريبات العسكرية."
كما يشهد العالم زيادة عدم اليقين في السنوات الأخيرة بسبب الاحتكاك المستمر في المنطقة والهجمات الارهابية المتكررة. ووفقا لتقرير الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، منذ عام 2015، تجاوز العدد الاجمالي للوفيات السنوي عبر العالم بسبب الهجمات 25 ألف شخص. وذكر التقرير أنه نتيجة نمو الهجمات الارهابية في اوروبا والدول المتقدمة الاخرى، سيبلغ عدد ضحايا الهجمات الارهابية في عام 2017 أعلى مستوى له منذ 16 عاما. بالإضافة الى ذلك، ومع هزيمة قوات تنظيم " الدولة الاسلامية" الملموسة، سيزيد وضع الشرق الاوسط تعقيدا، واثار الارهابيون المهزومون الاضطرابات في المناطق المحيطة. وفي الوقت نفسه، فإن نشر لمنظومات صواريخ "ثاد" غيمة الحرب الباردة في شمال شرق آسيا أيضا، يشد أعصاب جميع الأطراف في شبه الجزيرة.
لقد ساهم في ارتفاع حجم الانفاق العسكري العالمي زيادة الولايات المتحدة لميزانيتها العسكرية. حيث أقر مجلس النواب الأمريكي ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون) للسنة المالية 2018 بقيمة 700 مليار دولار، وهي الأعلى خلال ما يقرب من 10 أعوام. ويعتقد محللون رويترز أن زيادة الانفاق العسكري الامريكي تناسب هدف الرئيس ترامب لتحقيق " امريكا الاقوى عسكريا"، والانتشار العسكري الامريكي في جميع انحاء العالم.
قال فانغ شياو شى، أن دعم ترامب للقوة العسكرية يعزز المكانة الدولية للولايات المتحدة. واستنادا الى القوة، تزيد ترامب الوجود العسكري الامريكي في بعض المناطق، للحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في العالم والسماح لها خدمة الاجندة السياسية "الأولوية للولايات المتحدة".
كما أشار فانغ شياو شى إلى أن الممارسات الامريكية العسكرية في أماكن مختلفة سيؤثر على الدول الاخرى. ما اثار قلق ومتابعة الدول الاخرى، وزيادة سباق التسلح الاقليمي، وهذا بدوره حفز ارتفاع حجم الانفاق العسكري العالمي. وتبين البيانات أن استراليا واليابان حلفاء الولايات المتحدة رفعا من الانفاق العسكري بعد الاخيرة. ووفقا لتقرير نشره صحيفة «جينز ديفنس ويكلي» البريطانية المتخصصة في الشؤون العسكرية على موقعها الالكتروني، سيزيد الانفاق الدفاع الأسترالي بمقدار 2.7 مليار دولار أسترالي من السنة المالية 2017 إلى السنة المالية 2018، بزيادة قدرها 8.3٪ عن نفس الفترة من العام الماضي. وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن استراليا سترفع انفاقها الدفاعي السنوي بنسبة 80٪ على مدى العقد القادم. كما ارتفع الإنفاق العسكري الياباني لمدة ست سنوات متتالية، وصلت التكاليف المتعلقة بالدفاع في عام 2017 إلى 5.1 تريليون ين ياباني.