باريس 10 يناير 2018 /قال خبير فرنسي في العلاقات الدولية إن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الصين والتي اختتمت الأربعاء حققت اختراقات اقتصادية وثقافية وإستراتيجية في العلاقة بين بكين وباريس.
وقال ايمانويل دوبوي، رئيس معهد المستقبل الأوروبي والأمن لوكالة ((شينخوا))، في مقابلة أجرتها معه " بالإضافة إلى الاتفاقيات التي وقعت الثلاثاء بين الصين وفرنسا في القطاعات الإستراتيجية مثل الطاقة النووية والكهرباء وريادة الفضاء، تجدر الإشارة إلى أن الزيارة حققت اختراقات في مجالات تتجاوز مجالات التعاون التقليدي وفتحت آفاقا جديدة".
وخلال زيارته التي استغرقت 3 أيام إلى الصين، لم يزر الرئيس الفرنسي المدينة المحرمة ومحاربي التيراكوتا فحسب، وإنما شهد توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة في مجال الأعمال بين الشركات الفرنسية والصينية في مختلف القطاعات.
وعزا دوبوي نجاح زيارة ماكرون إلى " توقيتها الجيد" حيث أنه أول رئيس أوروبي يزور الصين بعد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني.
كما أكد الخبير على أهمية مذكرة التفاهم التي وقعتها مجموعة الطاقة الفرنسية "نيو إريفا" والمؤسسة الوطنية للطاقة النووية الصينية بمليارات اليوروات لبناء محطة إعادة معالجة صينية للمواد النووية المستخدمة.
وقال إن المشروع الجديد، إلى جانب مفاعلي تايشان الصينيان المزمع بنائهما بالتزامن مع نيو إريفا، يظهر أن التعاون الفرنسي-الصيني في مجال الطاقة النووية المدنية يمكن أن يكون مثمرا.
وأضاف أن الشراكة في القطاع الزراعي-الغذائي مفيدة جدا بشكل خاص للصين وفرنسا والاتحاد الأوروبي لأن الصين تعد أكبر مستورد للمنتجات الزراعية الأوروبية وتستأثر بـ 10 بالمائة من إجمالي الأرض الصالحة للزراعة في العالم و20 بالمائة من إجمالي سكان العالم.
وفي قطاع التجزئة وحده، تغطي الشركات الفرنسية في الصين مجموعة واسعة من الأعمال بدءا من مجموعة "إل في أم أتش" إلى موفر السلع الرياضية "ديكاثلون" وعملاقي تجارة البقالة "كارفور" و"أوتشان".
وقال إن توسيع التعاون في مجال التجارة الالكترونية يمكن أن يكون الخطوة القادمة، بعد إعلان عملاقي التجارة الالكترونية الصينيين "جي دي" و"على بابا" خلال زيارة ماكرون عزمهما بيع المزيد من المنتجات الفرنسية على منصتيهما وإقامة مراكز لوجيستية في فرنسا.
وقال دوبوي " هذه إشارات واضحة جيدا على المصالح المتبادلة للبلدين في هذا القطاع المزدهر".
وأشار أيضا إلى التقدم المحرز في التعاون الثقافي بما في ذلك خطط جلب مركز بومبيدو الأيقوني الفرنسي للفن المعاصر إلى شانغهاي وتنفيذ مشاريع أثرية مشتركة، قائلا " المزيد من السياسيين الفرنسيين مهتمين بالصين، بيد أن الدينامية لا تكمن فقط على المستوى الرسمي. فإن التعاون بين فرنسا والصين يشمل الآن قطاعات عديدة".
ok