人民网 2018:01:11.16:12:11
الأخبار الأخيرة

تعليق: في عهد ترامب...هل تخلت الولايات المتحدة عن بناء عالم خال من الأسلحة النووية؟

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2018:01:11.15:56

    اطبع
تعليق: في عهد ترامب...هل تخلت الولايات المتحدة عن بناء عالم خال من الأسلحة النووية؟
الصورة: الرئيس الامريكي دونالد ترامب يوقع في بداية عام 2017 بالبنتاغون أمرا تنفيذيا لتحديث وصيانة الترسانة النووية الأمريكية.

رسم باراك أوباما الرئيس الأميركي السابق في العاصمة التشيكية براغ قبل بضع سنوات حلم عالم خال من الأسلحة النووية تسبب في إثارة مناقشات عالمية ساخنة. اليوم، قد يقضى على حلم الفائز بجائزة نوبل للسلام من قبل خلفه. ففي الآونة الأخيرة، ذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستفرج عن تقرير منتصف مدة الولاية حول " تقييم الوضع النووي الأمريكي" خلال فترة أدناها شهر فبراير المقبل، ومن المحتمل أن تخفض عتبة الاستخدام النووي للولايات المتحدة، بحيث لا يقتصر على الردع والهجمات المضادة للهجمات النووية، كما ستخطط تطوير الضرب الجزئي النووي، من أجل ضمان التفوق النووي الساحق على الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

تحول السياسة النووية الامريكية 

تصدر الوكالة العسكرية الامريكية مرة كل ثمانية سنوات تقرير بشأن تقييم الوضع النووي العالمي، ويشمل خطة واضحة للاستراتيجية النووية الامريكية.

ووفقا لتقرير شبكة أخبار الكابل الأمريكية، بعد اصدار التقرير، ستستثمر الولايات المتحدة تريليون دولار أمريكي في الطاقة النووية في السنوات الثلاثين المقبلة.

لم يعد حلم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعزيز شامل للقوة النووية في الولايات المتحدة سرا. وليس من الصعب أن نرى أن فكرة خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية نفس مفهوم الامن الذي تدعمه إدارة ترامب. ومن الواضح أن إدارة ترامب ورثت من إدارة ريغان عباءة " الاعتماد على القوة لتحقيق السلام"، الذي يتركز على استخدام تفوقها العسكري لردع التهديدات المحتملة لأمنها القومي.

وفي ظل هذا المفهوم، ارتفع الانفاق العسكري الامريكي بشكل حاد في العام الماضي. ونشر على موقع " صحيفة روسيا" مقالا ذكر أن تكرار ترامب ورفاقه المقربين لعقيدة " السلام بالقوة"، جلب تغييرا الى السياسية الامريكية يتمثل في أن طريقة ضمان الهيمنة العالمية ليس في استخدام الاسلحة، وإنما عدم تحديد استخدامها.

" اشتدت أزمة كوريا الشمالية النووية في العام الماضي، وتعتقد الولايات المتحدة أن الواقع حول امتلاك كوريا الشمالية للأسلحة النووية، يؤثر على استراتيجية الردع الامريكية في شمال شرق آسيا. وفي هذه الحالة، تحاول الولايات المتحدة اعادة التوازن النووي من خلال خفض عتبة استخدام الاسلحة النووية وغيرها من الطرق الاخرى." وأشار ليو تشينغ، رئيس إدارة آسيا والمحيط الهادئ في المعهد الصيني للدراسات الدولية الى أن شعور الولايات المتحدة المتزايد خلال السنوات الأخيرة بالضعف الجزئي لتفوقها العسكري التقليدي، جعلها تفكر في زيادة إمكانية استخدام الأسلحة النووية، كما شكلت سياسة توازن جديدة في استراتيجية الامن القومي.

لا يفضي إلى تحقيق الاستقرار للعالم

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى تحقيق التوازن باستخدام القوة، ولكن في الوقت الراهن، سيجلب التحول في السياسة النووية في الولايات المتحدة المزيد من الانزعاج للعالم.

وقد ارتفعت أصوات كثيرة في الولايات المتحدة تطالب بسحب سلطة الضربات النووية من يد الرئيس. حيث اثار موقف ترامب الشديد تجاه كوريا الشمالية مخاوف الأوساط السياسية الامريكية من أن الرئيس قد يشرع بشن حرب نووية.

واثار خبر احتمال خفض الولايات المتحدة لعتبة استخدام الاسلحة النووية قلقا واسعا بالنسبة للمجتمع الدولي.

"تعديل السياسة النووية الامريكية كأكبر ترسانة نووية في العالم، سيؤثر على الوضع الحالي للتوازن النووي الدولي، وينتج عن ذلك أثرا سلبيا منهجيا، ولذلك قد يدفع ذلك بعض الدول نحو اعادة تقييم مسألة التهديدات النووية، وضبط سياستها النووية وفقا لذلك. "وقال ليو تشينغ أن خفض الولايات المتحدة عتبة استخدام الاسلحة النووية سيشكل مثالا سيئا للدول الاخرى.

يبين تقرير "اتجاهات الطاقة النووية العالمية 2017" الصادر عن معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام في السويد، أن عدد الأسلحة النووية في العالم ما زال ينخفض، بيد أن بعض الدول الحائزة للأسلحة النووية تقوم بترقية ترسانتها النووية. من بينها، رفعت الولايات المتحدة ترسانتها النووية سواء من حيث الكثافة أو الحجم، أكثر بكثير من أي دولة أخرى مسلحة نوويا.

ويعتقد التحليل أن الولايات المتحدة من ناحية تعزز بقوة النظام العالمي المضاد للصواريخ، ومن ناحية اخرى، التطوير بنشاط للقوات النووية الجديدة، وهذا سيجبر حتما الدول النووية الاخرى على ترقية ترسانتها النووية من أجل الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي.

في الواقع، حلفاء الولايات المتحدة قلقون أيضا. وذكرت صحيفة "نيهون كيزاي شيمبون" أن رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبي المؤيد لحلم الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما في عالم خال من الاسلحة النووية يواجه مشكلة التمسك بالمبدأ الاصلي أمام تغيرات سياسة ترامب النووية الجديدة أم لا.

وقال ليو تشينغ:" عقلية حلفاء الولايات المتحدة متناقضة جدا. من ناحية، حفض الولايات المتحدة عتبة استخدام الاسلحة النووية، سيردع المعارضين المحتملين وتعزيز قدراتها لحماية الحلفاء. ومن ناحية أخرى، استخدام الولايات المتحدة للأسلحة النووية حقا سيثير كارثة نووية وتنتج تأثيرات سلبية لهذه الحلفاء. "

وبغض النظر عن كيفية تعديل تقرير "تقييم الوضع النووي" الجديد، فإن ما هو مؤكد الآن هو اختيار إدارة ترامب التوجه بعيدا عن مسار" عالم خال من النووي"، وهذا سيلقي بظلاله على عملية عدم انتشار السلاح النووي الدولي.

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×