القاهرة 8 فبراير 2018 /اتفقت مصر والسودان على تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، ومراعاة شواغل كل منهما، والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومى للبلدين.
وعقب اجتماع رباعي عقد اليوم (الخميس) بالقاهرة وضم وزيري خارجية ورئيسي مخابرات مصر والسودان، صدر بيان مشترك أكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على أساس المنفعة المتبادلة والمصلحة المشتركة.
وأكد البيان الذي ألقاه وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني إبراهيم الغندور، وبحضور رئيسي مخابرات البلدين، على ثوابت العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بما في ذلك العمل على تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة.
كما أكد على مراعاة شواغل كل منهما، واحترام الشئون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومى للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما ووضعها في الإطار الصحيح.
ولفت البيان إلى عزم البلدين على المضي قدما في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البري والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين.
وأكدا أهمية تطوير التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مجالات مياه النيل في إطار التزامهما بالاتفاقات الموقعة بينهما بما في ذلك اتفاقية 1959.
واتفقا على العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية -السودانية - الإثيوبية حول سد النهضة التي عقدت في أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم في 23 مارس 2015.
وشددا على أهمية معالجة شواغل الطرفين والتنسيق البناء على كافة المستويات السياسية، وبهدف إيجاد حلول مستدامة تحقق تطلعات شعبي البلدين الشقيقين.
كما اتفقا على تعزيز التشاور في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لشرح مواقف كل طرف وتقريب وجهات النظر، بما في ذلك القضايا الإقليمية.
ونوه البيان بأهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتنفيذ التوجيه الرئاسي بإقامة صندوق ثلاثي لتعزيز البنية التحتية والمشاريع التنموية الثلاثية في مصر والسودان وإثيوبيا.
واتفقت مصر والسودان بحسب البيان المشترك على مواصلة تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وعقد اللجنة العسكرية، وكذلك اللجنة الأمنية في أقرب فرصة.
واتفقا كذلك على دورية عقد آلية التشاور السياسي والأمني التي تضم وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات في البلدين؛ بما يعزز التنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحل أية شواغل قد تطرأ بين البلدين.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على قوة ومتانة العلاقات بين بلاده والسودان، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين أزلية ويعتز بها كلا الشعبين.
وأشار شكري خلال المؤتمر الصحفي إلى أن محادثات القيادتين خلال القمة الإفريقية الأخيرة بأديس أبابا قد أظهرت خارطة الطريق التي ستسير عليها العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وعقدت بالقاهرة اليوم جولتا مشاورات بين وزيري خارجية ورئيسي مخابرات مصر والسودان، كما تم عقد اجتماع مطول على المستوى الرباعي.
وقال شكري إن المشاورات اتسمت بالصراحة والشفافية والطرح لكافة المشاغل التي أدت خلال الفترة الماضية إلى قدر من سوء الفهم وعدم الارتياح الكامل.
وأضاف إنه تم تناول كافة هذه المشاغل وإزالة بعض سوء الفهم، والتوافق على تفعيل كافة الآليات المتعددة في كافة المناحي وتوجيه المسئولين لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه لإزالة أي نوع من البطء في تنفيذ التكليفات والعمل على تدعيم العلاقات.
وأوضح أنه كان هناك اهتمام بالغ بتناول الإعلام للقضايا المختلفة وضرورة العمل بمسئولية في هذا الشأن، ورفض أية إساءة للبلدين والشعبين، وأن يتسم الإعلام بالموضوعية عند إثارة القضايا، والابتعاد كل البعد عن ما لا نرضى عنه إطلاقا من أي مساس أو إساءة للشعبين اللذين تربطهما أواصر تاريخية.
من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور إن هذه اللجنة الرباعية "الفريدة" تؤكد عزم قيادة البلدين على حل كافة الإشكالات القائمة، وبأن نضع العلاقة بين السودان ومصر في مسارها الصحيح.
ووصف الغندور ماشاب العلاقات المصرية - السودانية في الفترة الأخيرة بأنه لايعدو أن يكون سحابة صيف في العلاقات بين الحكومتين، مشددا على أن العلاقات التي تربط البلدين هي علاقات شعبية متجذرة.
وأضاف أن النقاش الذي دار اليوم تناول بالتفاصيل كافة الموضوعات، وما تم الاتفاق عليه سيتم المضي قدما في تنفيذه، مشددا على ضرورة المضي قدما بهذه الروح الإيجابية لدى القيادتين والروح إلى تربط الشعبين.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على دورية انعقاد الآلية الرباعية لأنها تدخل في تفاصيل كانت في كثير من الأحيان مسار خلافات بين البلدين، موضحا أنه تم الاتفاق على أن نطرح على الرئيسين انعقاد لقاءات دورية رئاسية.
يذكر أن العلاقات بين مصر والسودان كانت قد شهدت أخيرا توترا، قررت الخرطوم على إثرها استدعاء سفيرها بالقاهرة للتشاور.