الكلاب المسعورة مصدر قلق للنازحين السوريين والمواطنين اللبنانيين

البقاع (شرق لبنان) 16 مارس 2018 /هرع الممرضون في مستشفى حاصبيا الحكومي بجنوب شرقي لبنان إلى سيارة مدنية توقفت بسرعة امام مدخل الطوارئ وبداخلها مواطنين اثنين في حالة إغماء والدماء تنساب منهما بكثافة.

وقال عادل سائق السيارة إن الجراح الخطرة التي لحقت بالمواطنين ناتجة عن مهاجمتهما من قبل كلب مسعور في بلدتهما الخلوات الواقعة عند المقلب الغربي لجبل الشيخ الفاصل بين لبنان وسوريا.

وأشار أقارب المواطنة سلمى عامر (35 عاما) من هذه البلدة، إلي أن الكلب المسعور هاجمها وحسن فاعور 50 عاما عند الطرف الشرقي للبلدة دون ان يتمكن الأهالي من قتله.

وقالت طبيبة القضاء التابعة لوزارة الصحة اللبنانية ناديا حمادة إن هذه الحادثة ليست الوحيدة من نوعها، فقد سجل خلال الستة اشهر الماضية اكثر من 20 حادثة ملاحقة كلاب مسعورة لنازحين سوريين ولمواطنين لبنانيين في هذه المنطقة الحدودية مع سوريا وأدت إلى مقتل 3 نازحين سوريين ومواطن لبناني وجرح 19 مواطنا لبنانيا ونفق عدة رؤوس من الحيوانات الاليفة، حسب احصاءات طبية وامنية معنية.

وباتت الكلاب المسعورة تقلق المواطنين اللبنانيين، كما النازحين السوريين في معظم المناطق اللبنانية وخاصة تلك الحدودية مع سوريا، هذا ما يقوله قائمقام حابيا احمد كريدي والذي تلقى عشرات الشكاوى خلال الاشهر القليلة الماضية عن تعرض نازحين سوريين ومواطنين لبنانيين لهجمات الكلاب المسعورة وآخرها عصر امس، حيث ابلغ عن مهاجمة كلب مسعور 3 مواطنين في بلدة الدوير القريبة من مدينة النبطية في جنوب لبنان احدهم حالته خطرة.

وأكد كريدي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه "وجه تعميما إلى الجهات الأمنية والبلديات بضرورة مواجهة هذه الظاهرة المقلقة عبر تكليف الشرطة البلدية باطلاق النار على هذه الكلاب وقيام اصحاب الكلاب باخضاعها للمعاينة البيطرية وبشكل دوري مع الزامهم ربطها في منازلهم".

وأشار النازح السوري فايز الخضر من ادلب والقاطن مع عائلته في مخيم ابل السقي المنطقة الحدودية من جنوب لبنان والعامل في إحدى مزارع الابقار، إلى أن طفليه عبد الرحمن الخضر (13 سنة) ومحمد الخضر (15 عاما) تعرضا لهجوم شرس من كلب مسعور، بينما كانا يلهوان في محيط المخيم تسبب بقطع أذن عبدالرحمن وإصبع محمد بالإضافة إلى جروح بليغة في وجهيهما "ولحقني الأذى ايضا عند محاولتي إبعاد الكلب عن ولدي، فتعرضت لعضة في يدي وجروح في وجهي".

واضاف الخضر "لقد عولجنا جميعا في مستشفى النبطية الحكومي لفترة اسبوع، لكن طفلي عبد الرحمن توفي في اليوم العاشر لإصابته".

وأكد النازح من القنيطرة ماجد الربيعي القاطن في مخيم الوزاني القطاع الشرقي من جنوب لبنان، أن الكلاب الشاردة تهاجم خاصة خلال ساعات الليل خيم النازحين السوريين وكان آخر الهجمات منذ نحو 5 أيام إذ تعرضت طفلة لا يتجاوز عمرها 7 سنوات إلى عضة في يدها.

وأضاف "الإصابة متوسطة لكن خطر هذه الكلاب يهدد سلامة سكان المخيمات والخوف منها يجبر اعدادا كبيرة من اطفال المخيمات التزام الخيم وعدم التوجه إلى المدارس او العمل في الحقول الزراعية".

وقال غسان حلال من بلدة الرفيد البقاع الغربي إن "الوضع في معظم القرى وبعد صلاة المغرب يصبح مأسويا للغاية ومخيف، والحركة الليلية محفوفة بالخطر".

واشارت سميرة ابو العزي ربه عائلة بانها تهوى رياضة المشي الصباحي وتعودت على ذلك مع صباح كل يوم برفقة اصحابها، لكن ظاهرة الكلاب المسعورة حرمتهن من ممارسة هذه الهواية.

وفي حين، يضطر العامل في احد الحقول الزراعية سلمان نوبري إلى حمل سلاح فردي خلال توجهه للعمل في حقله عند الطرف الغربي لبلدته مرج الزهور في القطاع الشرقي من جنوب لبنان بهدف حماية نفسه من هذه الكلاب.

كما قال النازح سالم عبد الغني، والذي كان قد خسر عدة رؤوس من الماعز بسبب تعرضها لهجمات الكلاب الشاردة.

واعتقد شريف الدهيني، احد الناشطين البيئيين، ان ظاهرة الكلاب المسعورة والتي تكاثرت خلال السنوات القليلة الماضية جاءت بسبب الحرب السورية وكثرة الضحايا التي تنهشها الكلاب والتي تجتاز المنطقة الحدودية إلى الجانب اللبناني لتتوزع بعدها إلى معظم المناطق.

وأشار الطبيب والناشط البيئي انيس الحميرا إلى أن داء الكلب ناتج من فيروس موجود في الطبيعة ينتقل إلى الحيوانات آكله اللحوم وأيضا إلى الحيوانات التي تجتر وفي حال وصل فيروس الكلب إلى دماغ الإنسان بعد تعرضه لعضة كلب ويؤدي إلى التهابات حادة ويؤثر في وظائفه وصولا حتى الموت.