بيروت 19 أبريل 2018 / أبدت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم (الخميس) اسفها لبيان المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأخير بشأن عودة نازحين سوريين إلى بلادهم، مشيرة إلى أن إصرار المفوضية على عدم تشجيع عودة النازحين يدفع الوزارة إلى إعادة تقييم عملها ومساءلتها.
وقالت الخارجية اللبنانية في بيان إن مضمون بيان مفوضية اللاجئين "لا يشجع حتى على نموذج صغير للعودة الطوعية الآمنة والكريمة التي تتوافق مع جميع المبادئ الإنسانية والاعراف الدولية لا بل يخوف النازحين من أية عودة في هذه المرحلة بسبب ما تذكره من وضع أمني غير مستقر".
وأضاف البيان " لفتنا إصرار المفوضية مرة جديدة على رفض اي مؤشر إيجابي للعودة وعلى إخافة السوريين منها على الرغم من استقرار الحالة الامنية في كثير من المدن السورية".
واعتبرت الخارجية اللبنانية أن هذا الاصرار "يؤكد المخاوف من وجود سعي جدي لتوطين النازحين عبر زرع الخوف والتردد في قلوبهم وتعمد عرقلة أية جهود جدية لعودتهم وحل مشكلة من يستطيع الرجوع سياسيا وأمنيا كون العودة الآمنة والكريمة هي الحل الوحيد لأزمة النزوح".
ووصفت الأداء الدولي في هذا السياق ب"المحبط" ، مشيرة إلى انه سيدفعها إلى "إعادة تقييم عمل مفوضية اللاجئين في هذا الخصوص وفي هذه المرحلة ومساءلتها بحسب الأصول الدبلوماسية المتبعة خصوصا في ظل الوضع الملتبس الذي يحيط بها".
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أصدرت يوم امس (الأربعاء) بيانا تعليقا على عودة قرابة 500 نازح سوري من جنوب لبنان إلى بلدتهم بيت جن في الجنوب السوري بالتأكيد انها "لا تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة نظرا إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا".
وأكدت المفوضية "احترامها القرارات الفردية للاجئين بالعودة إلى بلدهم الاصلي عندما تتخذ دون ضغوط لا مبرر لها وبعد تقييمهم المعلومات المتاحة لهم بعناية".
يذكر أن لبنان استقبل منذ بداية الأحداث السورية في عام 2011 أعدادا كبيرة من النازحين السوريين الذين تؤكد السلطات اللبنانية بأنهم أكثر من مليون ونصف مليون شخص داعية إلى تنظيم عودتهم إلى المناطق الآمنة في بلادهم نظرا للأعباء الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تسببها أزمة النزوح على لبنان.