تقرير إخباري: مطالب عربية بحماية الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية والحفاظ على هوية القدس

القاهرة 15 مايو 2018 /توالت المطالب العربية بحماية الشعب الفلسطيني الأعزل من الانتهاكات الإسرائيلية بحقه، والحفاظ على هوية القدس.

أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في بيان صدر اليوم (الثلاثاء)، بأشد العبارات ما ترتكبه إسرائيل من مذابح في حق الفلسطينيين العزل، واصفا ما تقوم به دولة الاحتلال بأنه يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب.

وأكد أبو الغيط أن سقوط العشرات من الشهداء الفلسطينيين في مسيرات البطولة والحرية لابد أن يحرك الضمير العالمي.

وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي اختار طريق النضال السلمي فقوبل بالبطش والعنف والقتل.

وأكد أن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، شجع دولة الاحتلال على الإمعان في استخدام القوة بغير حساب، وكأن لديها ضوءً أخضر لقتل أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن المجتمع الدولي مطالب بالاستمرار في التعبير عن موقف الرفض الكامل للسياسة الأمريكية الأحادية التي أدخلت المنطقة كلها في دوامة من التوتر، كما أنه مطالب بالتضامن مع الفلسطينيين ووقف هذه المذبحة التي تجري في قطاع غزة المحتل، على مرأىً ومسمع من العالم كله.

وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 62 قتيلا في مواجهات دامية مع الجيش الإسرائيلي يوم أمس (الاثنين) على الأطراف الحدودية للقطاع ضمن مسيرات العودة.

ومن بين القتلى تسعة أطفال ومسعف.

كما رفع ذلك إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين إلى 111 غالبيتهم العظمى بالرصاص الحي خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ انطلاق مسيرات العودة على أطراف قطاع غزة في 30 مارس الماضي.

وأرسلت جمعية الهلال الأحمر المصري اليوم، الدفعة الأولى من المساعدات الطبية لقطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، في إطار دعم مصر للفلسطينيين في القطاع لمواجهة الأحداث المأساوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وذكرت الجمعية في بيان لها، أن المساعدات تشمل عددا من متطوعي الهلال الأحمر المصري، وسيارات تحمل معونة طبية تحتوي على 56 نوعًا من الأدوية ما بين مضادات حيوية ومسكنات ومضادات للالتهاب ومضادات للحروق والجروح وأدوية للأزمات التنفسية والقلبية، بالإضافة إلى مستلزمات طبية لازمة للمستشفيات.

وتعتبر هذه القافلة الأولى بين عدد من القوافل التي سيرسلها الهلال الأحمر المصري تباعا للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتحل اليوم الذكرى الـ 70 لنكبة فلسطين، وإعلان دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من جانبه، حذر رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمواثيق وقرارات الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يعيشون نكبة جديدة حصدت أرواح العشرات منهم، في إطار تداعيات قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس.

وأضاف عبد العال، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم، "يعيش أشقاؤنا في فلسطين نكبة جديدة، حيث حصدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أرواح العشرات وأصيب المئات في انتهاك مقصود لكل المواثيق الدولية وكل قرارات الشرعية الدولية التي كفلت قيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

واستنكر بشدة، القرار الأمريكي غير المدروس والتي ظهرت تداعياته أمس، لافتا إلى أن ذلك يخل بالوضع القانوني للقدس ويغذي بيئة عدم الاستقرار كما يقوض فرص السلام.

ودشنت واشنطن في وقت سابق اليوم نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، بناء على إعلان الرئيس دونالد ترامب، الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر الماضي.

وشارك في المراسم وفد أمريكي رسمي مكون من 250 شخصا بينهم جون سوليفان نائب وزير الخارجية، وابنه الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر، وعشرات من أعضاء الكونغرس، فيما تحدث ترامب عبر تسجيل فيديو.

واضاف عبدالعال أن الإجراءات الأحادية لفرض واقع جديد على الأرض باطلة وملغاة وأن مدينة القدس كانت وستظل عربية، وحمايتها مسؤولية الجميع.

وشدد على أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية هي مفتاح الاستقرار والسلام في المنطقة، لافتا إلى أن كل المحاولات لطمس وتغيير هوية ومعالم القدس العربية والإسلامية لن تنجح.

وطالب رئيس مجلس النواب المصري الفلسطينيين برأب الصدع وإنهاء الانقسام، منوها بسعي القيادة السياسية المصرية لتحقيق الالتئام بين الفلسطينيين، واستمرار الجهود في كل المحافل الدولية للضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتحقيق السلام.

بدورها، طالبت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بسرعة فتح تحقيق بجرائم الاحتلال الاسرائيلي وذلك على خلفية جرائمه المستمرة بحق الأرض والشعب الفلسطيني والتي كان آخرها أمس استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل.

وقال رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بالجامعة العربية الدكتور أمجد شموط، في بيان أصدره اليوم، "إن إسرائيل كيان غاصب وقاتل ويجب أن يساق سياسيوه وظباطه لمحكمة الجنايات الدولية، مطالبا المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بسرعة بدء التحقيق بجرائم الاحتلال".

كما طالب شموط، الأمين العام للأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات القانونية لوقف جرائم الاحتلال من ناحية ووقف الإجراءات الأمريكية المخالفة للقانون الدولي والمعادية لحقوق الشعب الفلسطيني والسلم والأمن الدوليين.

وأكد "ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة لمواجهة الاعتداء الأمريكي المتمثل بنقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس الإسلامية العربية الفلسطينية، مشددا على أن الحقوق بها غير قابلة للتصرف من أحد".

في السياق ذاته، جدد اتحاد المحامين العرب في بيان أصدره اليوم رفض واستنكار قرار واشنطن بنقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى القدس واعتبره باطلا وغير قانوني يخالف القرارات الشرعية الدولية.

وأكد اتحاد المحامين العرب رفض تغيير معالم القدس وعدم ضمها أو تهويدها وتطبيق جميع القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن؛ وخاصة القرار 2334، والذي لم تعترض عليه الولايات المتحدة.

وطالب المحامون العرب بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتنفيذ القرار رقم 194 الخاص بذلك، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المشروعة التي أقرتها المواثيق الدولية.

ودعا الاتحاد، جامعة الدول العربية إلى تحمل التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني من خلال إصدار قرارات واضحة بشأن القدس وقرار الرئيس الأمريكي الأخير بشأن نقل سفارة بلاده.

كما دعا مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة للمطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل والمطالبة بقوات دولية للفصل وحماية الشعب الفلسطيني.