ويندهوك 18 مايو 2018 / قام كبير المشرعين الصينيين لي تشان شو بزيارة رسمية ودية إلى ناميبيا في الفترة من 15 إلى 17 مايو بدعوة من رئيس الجمعية الوطنية بيتر كاتيافيفي، حيث حث لي على توثيق التعاون بين البلدين.
وفي العاصمة ويندهوك، التقى لي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، الرئيس الناميبي حاج جينجوب والرئيس السابق سام نوجوما، وعقد محادثات مع كاتيافيفي ورئيسة المجلس الوطني الناميبي مارجريت مينسا-ويليامز، على الترتيب.
وخلال لقائه الرئيس جينجوب، نقل لي له تحيات الرئيس شي جين بينغ الحارة وأطلعة أيضا على الإنجازات التاريخية التي حققتها الصين منذ المؤتمر الوطني الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني، كما أطلعه على صياغة ومحتوى ومغزى فكر شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
وفي إطار الحديث عن الزيارة التي قام بها جينجوب للصين في مارس، قال لي إن تلك الزيارة فتحت عصرا جديدا من العلاقات بين الصين وناميبيا حيث قرر الرئيسان رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة تعاون استراتيجية شاملة.
وأعرب لي عن أمل الصين في أن يعمل الجانبان معا من أجل تعزيز التواصل بشأن السياسات والربط بين خطط التنمية في إطار مبادرة الحزام والطريق ومنتدى التعاون الصيني-الأفريقي، فضلا عن تعزيز التعاون في بناء البنية الأساسية والقدرة الصناعية من أجل تحقيق منفعة البلدين.
وقال كبير المشرعين إن الجانب الصيني يثمن حماس ناميبيا لحماية وحدة أفريقيا ويقف على أهبة الاستعداد لتعزيز التواصل والتنسيق مع ناميبيا في الشؤون الدولية والاقليمية.
وتحدث لي عن مبادىء الصين وموقفها بشأن بعض القضايا الراهنة الساخنة في العالم، وتحدث بالتفصيل، كما طُلب منه، عن جهود الرئيس شي في تخفيف التوترات والمساعدة في تحقيق هدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وفي إشارة إلى الرؤية الخاصة بصياغة مجتمع مصير مشترك للبشرية، قال لي إن كل بلدان العالم تعتمد على بعضها البعض في ظل العولمة، وإنه يتعين على بلدان العالم أن تتعامل مع بعضها البعض على قدم المساواة وأن تعمل معا لحماية السلام والتنمية، وأن تتعاون في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه البشرية.
وأكد لي أن الصين مستعدة للعمل مع ناميبيا للاستمرار في تدعيم علاقة الصداقة التي صاغها الجيل الأقدم من قادة البلدين، مضيفا أن الجانب الصيني سيدعم ناميبيا ويساعدها والدول الأفريقية الأخرى في تنمية اقتصادها وفي تحسين مستوى معيشة الشعوب على طول طريق مناسب لظروفها الوطنية الخاصة، برؤية لتحقيق هدف نهوض أفريقيا كمعجزة تنموية في التاريخ.
وقال الرئيس جينجوب إن الصين وناميبيا تتمتعان بعلاقة صداقة تقليدية، وتعاملان بعضهما البعض على قدم المساواة.
يعلم شعب ناميبيا ان الصين صديقة حقيقة وشريكة حقيقة، وفقا لما قال جينجوب، مشيرا إلى ان ناميبيا تتطلع إلى الحفاظ على تفاعلات وثيقة عالية المستوى وتعزيز التعاون العملي في التجارة والاستثمار والبنية التحتية واستغلال موارد الطاقة لضمان ان يكون طريق شراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة أوسع وأوسع.
وخلال الاجتماع مع نوجوما، قدم لي تحيات شي إلى الأب المؤسس لناميبيا. وأشاد كبير المشرعين الصينيين بالتزام نوجوما الدائم بالصداقة بين ناميبيا والصين كرجل دولة بارز في افريقيا.
ومشيرا إلى التفاعلات الودية مع القادة الصينيين، قال نوجوما إن الصداقة الودية ظلت ثابتة وأصبحت أكثر صرامة مع مرور الوقت.
وخلال المحادثات مع كاتيافيفي ومينسا-وليامز، أطلعهما لي على نظام المجلس الوطني لنواب الشعب في الصين.
وقال لي إن النظام، الذي يضم دعم القيادة المطلقة للحزب وضمان أن الشعب هو سيد الدولة وضمان حكم الدولة بالقانون، يتوافق مع ظروف الصين الوطنية بشكل كبير.
وأوضح انه يتعين أن يركز التعاون بين المجلسين التشريعيين على تنفيذ التوافق الهام الذي توصل اليه رئيسا البلدين وخلق بيئة قانونية مفضلة لأنشطة التعاون العملي، من بينها التجارة والاستثمار، وزيادة تبادل الخبرات في الحوكمة ودفع التعاون المحلي والتبادلات الشعبية، بشكل خاص بين الشباب والنساء، لوضع أساس اجتماعي صلب للصداقة الثنائية.
وأعرب كاتيافيفي ومينسا-ويليامز عن امتنانهما لدعم الصين لاستقلال ناميبيا. وقالا للي إن ناميبيا على استعداد لزيادة تعزيز التفاعلات الدولية مع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني على مستويات متنوعة وفقا لمذكرة التفاهم التي وقعت بين مجلسي البلدين للمساعدة في دفع العلاقات الثنائية.
وخلال إقامته في ويندهوك، زار لي المرضى المحليين الذين خضعوا لعمليات اعتمام عدسة العين في حملات (برايتنس جيرني) وكذا الفرق الطبية من الصين وناميبيا.
وقال إن ذلك يدل على الصداقة العميقة بين البلدين ويجسد مساعدة الصين الطبية لافريقيا.
كما حث الفرق الطبية الصينية على العمل من أجل استفادة المحليين من التعاون الطبي بين البلدين.
كما شهد لي تسليم مساعدات لحماية الحياة البرية إلى ناميبيا وزار مركز القيادة والتحكم لاتصالات ناميبيا.
وكانت ناميبيا آخر محطة في جولة لي الثلاثية في أفريقيا، حيث زار اثيوبيا وموزمبيق.