السويداء ـ سوريا 2018 / بدموع الفرح وحبات الأرز ، عادت اليوم ( الاثنين) المخطوفة المحررة عبير شلغين وأولادها الأربعة وزوجها إلى بيتهم في قرية الشبكي بريف السويداء الشرقي ، بعد غياب أكثر من شهرين ونصف تقريبا ، إثرها تعرضهم للخطف من قبل تنظيم (داعش) في 25 يوليو الماضي ، والهجوم الذي شنه على الريف الشرقي للسويداء في ذلك الوقت .
عبير شلغين ( 32 عاما) التي جاءت إلى قريتها التي خطفت منها ، بعد أن افرج عنها تنظيم (داعش) يوم 20 أكتوبر الجاري ، وهي تحمل بذاكرتها تلك اللحظات والساعات المؤلمة التي عاشتها مع أولادها قبل أن تخطف ، لترى منزلها الذي خرجت منه وهي تظن أنها غير راجعة اليه .
وقالت عبير شلغين لوكالة ( شينخوا) بدمشق وهي تحمل ابنتها أمواج التي تبلغ من العمر سنتين ونصف والدموع تنهمر من عيناها ، " ها قد عدت من جديد إلى بيتي برفقة اولادي وزوجي " ، مؤكدة انها شعرت بالحزن والالم لحظة دخولها إلى المنزل ، وتذكرت كشريط سينمائي ما حدث معها " .
وتابعت تقول " لم أعرف ما حصل بالقرية بعدما خرجنا منها ، وتفاجأت بأن كثيرا من أهالي قريتي استشهدوا دفاعا عنها " .
وعانقت عبير جيرانها وأقربائها بحرارة وحزن شديدين ، في الوقت الذي كان ينثر فيه الأرز عليها احتفاء بعودها مع أولادها سالمين إلى القرية المكلومة ، وجالت في طرقاتها ورأت بعض المنازل المهجورة والمدمرة بفعل المعارك اثناء الهجوم المباغت .
عودة عبير وأولادها إلى القرية أعادت شيئا من الفرح لهذه القرية التي سقط فيها أكثر من 56 شهيدا مدنيا في 25 من يوليو الماضي ، واعطت أملا بعودة باقي المخطوفين إلى منازلهم في القريب العاجل .
وقال محمود الجباعي زوج عبير شلغين الذي كان مسافرا عندما تعرضت قريته إلى هجوم مباغت من قبل تنظيم (داعش) ، لوكالة ( شينخوا) من قرية الشبكي " لقد قطعت عهدا على نفس بعدم الدخول إلى المنزل في القرية ، إلا بعد عودة عائلتي بخير من الخطف سالمة " ، مشيرا إلى أن لحظات الدخول إلى المنزل كانت صعبة ومؤلمة .
أما الطفلة غيداء التي دخلت إلى غرفتها تبحث عن العابها وبعض الذكريات التي كانت قد تركتها في منزلها قبل أن تساق مع أمها واخوتها مع تنظيم (داعش ) إلى البادية في رحلة من العذاب استمرت 85 يوما .
وعبرت عن حزنها لرؤية منزلها بهذا الشكل اليوم ، ولكنها قالت " كل شيء سيعود كما كان ، وانا سألتحق مع رفيقاتي بالمدرسة خلال الأيام القليلة القادمة " ، بينما راح إيهاب وملهم الجباعي يلعبان ببعض الطلقات الفارغة التي اخترقت منزلهما في قرية الشبكي ، ويجولان من غرفة إلى أخرى على أثاث المنزل المبعثر في جنبات الغرف .
وعبرت سناء أبو عمار إحدى جارات عبير عن فرحتها بعودة عبير شلغين من الخطف مع أولادها ، معربة عن أملها في أن يعود باقي المخطوفين إلى القرية بأسرع وقت ممكن .
وكانت وكالة ( شينخوا) قد زارت عبير شلغين يوم أفرج عنها من قبل تنظيم ( داعش) وروت تفاصيل خروجها مع باقي المخطوفات من القرية إلى بادية السويداء ، والمشي لمسافات طويلة على دفعات ، وسط حالة من الخوف .
ولكن لا تزال رسمية أبو عمار التي افرج عنها يوم 20 أكتوبر الجاري ، في مدينة السويداء ، بالرغم من وجود منزل لها في قرية الشبكي ، بسبب عدم معرفتها بمقتل ابنها مهند الذي اعدمه تنظيم ( داعش) بعد أيام من خطفه .
وكانت قرى في ريفي المحافظة الشرقي والشمالي تعرضت في 25 يوليو الماضي لهجوم مباغت شنه تنظيم ( داعش) تزامن مع هجوم أخر بانتحاريين على مدينة السويداء اسفر عن مقتل 260 مدنيا وجرح اكثر من 300 شخص وخطف 30 شخصا معظمهم أطفال ونساء من قرية الشبكي .