تقرير إخباري: توقعات بازدهار سياحة المؤتمرات والمعارض الدولية في مصر

القاهرة 9 ديسمبر 2018 /توقع خبراء في قطاع السياحة، ازدهار سياحة المؤتمرات والمعارض الدولية في مصر، التي قالوا إنها مؤهلة تماما لمثل هذا النوع من السياحة، في ظل امتلاكها بنية تحتية قوية، ووضع أمني مستقر.

وتشهد مصر نشاطا ملحوظا منذ شهور في استضافة المؤتمرات والمعارض الدولية والإقليمية، وآخرها انعقاد منتدى "أفريقيا 2018" في مدينة شرم الشيخ، والذي ستختتم فعالياته مساء اليوم (الأحد).

ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونحو 10 من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، وعدد من الوزراء في فعاليات المنتدى الذي عقد على مدار يومين تحت عنوان "الاستثمار في إفريقيا والعالم".

وجاء انعقاد المنتدى بالتوازي مع افتتاح معرض الغذاء الأفريقي "فوود أفريكا 2018" في القاهرة، بمشاركة أكثر من 300 شركة أجنبية ومصرية.

كما جاء بعد أقل من أسبوع على انعقاد المعرض الدولي للصناعات العسكرية (إيديكس 2018) بالقاهرة، والذي يعد الأول من نوعه في مصر، وحضره أكثر من 376 شركة ومؤسسة عسكرية من 41 دولة، وما يقرب من 10 الاف زائر من العسكريين والمهتمين بالصناعات العسكرية.

كما استضافت شرم الشيخ في الشهر الماضي حدثين كبيرين، أولهما منتدى شباب العالم الذي شارك فيه أكثر من خمسة الاف شخص من 160 دولة، والثاني هو مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي.

وفي هذا الصدد، قال إلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية سابقا، إن مصر أكبر دولة مؤهلة فى أفريقيا لاستضافة مؤتمرات ومعارض دولية، بسبب امتلاكها بنية تحتية على أعلى مستوى، من قاعات مجهزة، وطاقة فندقية، ووسائل نقل، بالإضافة إلى الاستقرار الأمني، و"هذا هو أساس أي نجاح لسياحة المعارض والمؤتمرات".

وأضاف الزيات، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن مصر فى السابق كانت لا تستضيف كثيرا المؤتمرات الدولية الكبيرة، بسبب عدم وجود بنية تحتية ومشاكل أمنية، لكنها الآن تستطيع أن تستضيف أكثر من مؤتمر دولي، وتنظمه على أكمل وجه.

وتابع أن "هذه المؤتمرات أداة تسويقية كبيرة لمصر، لأن الزائر الذى يأتى لحضور المؤتمرات والمعارض عندما يرى مصر سيأتى ثانيا مع أسرته وأصدقائه".

ورأى أن استضافة مصر هذه المعارض والمؤتمرات أمر مهم، لأنها تدر دخلا جيدا جدا للدولة، من خلال الحجوزات فى الفنادق والطيران وشراء الهدايا.

وتابع أنه إذا افترضنا أن متوسط إنفاق السائح العادي 100 دولار يوميا، فإن إنفاق سائح المؤتمرات سوف يصل إلى 500 دولار، وإنفاق السائحين الوافدين من الدول الغنية حوالي خمسة آلاف دولار يوميا، وهذه هى أرقى وأغلى أنواع السياحة.

وأشار إلى أن الكثير من المؤتمرات المتخصصة مثل المؤتمرات الطبية والهندسية وغيرها عادة ما يرافقها معارض للمنتجات التي يتناولها المؤتمر، وهو ما يزيد من فرص الشراء والبيع أثناء الحدث.

وأردف أنه "بكل تأكيد مصر تمتلك فرصة كبيرة للمنافسة فى مجال سياحة المؤتمرات والمعارض، بل لا يوجد منافس لها فى أفريقيا في هذا المجال، أولا: لمكانة مصر لدى دول العالم، والمكان الجغرافي المتميز لديها، بالإضافة إلى أن هناك معارض كثيرة بدأت مصرية ثم تطورت وأصبحت دولية مثل معرض أوتوماك الخاص بالسيارات، ومعرض الكمبيوتر الخاص بالسوفت وير".

وطالب الزيات، وزارة السياحة المصرية بأن تنسق مع جميع المؤسسات والمنظمات المسئولة عن هذه المؤتمرات والمعارض، من أجل حصرها ووضع أجندة موحدة وثابتة لها، ونشرها على موقعها الإلكترونى.

واستطرد "اعتقد أن مصر تحتاج إلى إنشاء هيئة متخصصة فى الترويج لسياحة المؤتمرات والمعارض في البلاد".

بدوره، قال وليد البطوطي ممثل الاتحاد الدولي للمرشدين السياحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن استضافة مصر لمؤتمرات ومعارض دولية في الفترة الأخيرة يبعث برسالة مفادها أن "مصر بلد آمن".

وأضاف البطوطي، وهو مستشار وزير السياحة الأسبق، لـ((شينخوا))، أن "مصر كانت رائدة فى مجال استضافة المؤتمرات، واعتقد أنها استعادت مكانتها فى الآونة الأخيرة".

وشدد على أهمية استضافة المعارض والمؤتمرات الدولية، باعتبارها ترويجا كبيرا لمصر واستعراضا لإمكانيات الدولة، لاسيما أن من يحضرون هذه المؤتمرات والمعارض سوف يقومون أيضا بسياحة ثقافية في البلد.

وأكد أن "فرصة مصر فى جذب سياحة المعارض والمؤتمرات كبير جدا، في ظل الترويج والدعاية التي تنفذها على أعلى مستوى، والبنية التحتية القوية، فمثلا قاعة المؤتمرات فى شرم الشيخ من أفضل القاعات فى العالم".

وأردف أن كل الناس الذين كانوا يتخوفون من الذهاب إلى مصر أصبحوا يشيدون بها وبالوضع الأمني فيها الآن، ويأتون إليها مع أسرهم وأصدقائهم بعد أن زاروها لحضور المؤتمرات والمعارض.

وختم قائلا إن "إقامة المعارض والمؤتمرات هى بالطبع من أفضل وسائل التسويق والترويج لمصر، واتوقع خلال السنوات القادمة أن يزدهر هذا النوع من السياحة في مصر، التي لديها فرصة كبيرة لتحقيق أرباح من خلال هذه السياحة".