لوانغ برابانغ، لاوس 19 ديسمبر2018 / على أرض زراعية خضراء في شمال لاوس، ارتدت قرية هادخاي رداء الحداثة: مباني سكنية حديثة تصطف على جوانب طرق واسعة تؤدي إلى مرافق عامة بما في ذلك مدرسة ومستشفى وسوق وجسر فوق نهر تم تشييدهم حديثا.
قال أحد السكان المحليين ويدعى كايسون في القرية الواقعة بالقرب من مشروع محطة نهر نام أو الكهرومائية إنه عمل لحاما في المشروع وجنى منه ما يكفي من المال لشراء قطعة أرض بنى منزلا عليها وفتح ورشة لإصلاح السيارات.
وهاداخاي هي قرية خاصة بالمهاجرين شيدت من قبل شركة "باور تشاينا روسيرسيز" على نمط تنموي يمزج بين" الدعم الزراعي الأساسي بالإضافة إلى التعاون" أي يقوم القرويون المعاد توطينهم هناك بأعمال الزراعة فيما تقوم الشركة بتوريد البذور والأسمدة وشتلات الأشجار والأدوات الزراعية والمساعدة على تنويع الإنتاج بهدف تمكين المحليين من جنى المزيد من المال.
وقال كايسون إن إنشاء محطة الطاقة الكهرومائية كان له تأثير إيجابي على المنطقة."عندما أتوا، جلبوا معهم أيضا تقنيات زراعية متقدمة. انظر كيف تنمو محاصيل الذرة هذه!"
وأضاف أن المناظر الطبيعية المحلية جذبت العديد من الرحالة الأجانب للزيارة، مما يدر على المحليين المزيد من الدخول.
ويرجع كل هذا التغير إلى مشروع محطة نهر نام أو للطاقة الكهرومائية. ونفذ هذا المشروع التنموي الكبير في إطار خطة طموحة لحكومة لاوس لتحويل البلاد إلى" بطارية تخزين في جنوب شرق آسيا". كما أنه يعد مشروعا رئيسيا في إطار آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ.
وأطلقت آلية التعاون شبه الإقليمي هذه في مارس 2016 من قبل الصين ولاوس وكمبوديا وميانمار وتايلاند وفيتنام، وكلها دول متشاطئة على الحوض الأعلى لنهر الميكونغ أو لانتسانغ.
ومنذ دخول المرحلة الأولى من المحطة التي شيدتها شركة" باور تشاينا" الصينية حيز التشغيل في أغسطس هذا العام وفرت المحطة 3 مليارات كيلو وات من الكهرباء لشمال لاوس. ومن المخطط أن تكتمل المرحلة الثانية بحلول عام 2020 لتزويد لاوس بـ12 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة.
--تنمية صديقة للبيئة
وقد أدى مشروع مماثل للطاقة الكهرومائية (لوور سيسان2) في شمال شرق كمبوديا إلى رفع مستوى المعيشة بشكل هائل في قرية كبال رومياس مع مباني حديثة وجديدة ووظائف وطرق أفضل وشبكة للصرف الصحي والمياة النظيفة والكهرباء الرخيصة.
وقال كراف ماني 45 عاما، وهو أب لثلاثة، إن" الشئء الأهم هو أن هناك مدرسة عامة ومركز طبي مجاني بالقرب من منزلنا"، مضيفا أن المريض في الماضي كان يضطر إلى السفر لمسافة 70 كم للوصول إلى مركز طبي.
وافتتح مشروع السد البالغ قدرته 400 ميغا وات، وهو الأكبر في كمبوديا، يوم الاثنين الماضي بعد 5 سنوات من بدء الإنشاء. وتعد شركة "هوانغينع هيدرولانتسانغ انترناشيونال إينرجي" الصينية أكبر مساهم به.
وقال رئيس الوزراء الكمبودي سامديتش تيكو هون سين " هذا أكبر وسابع سد تبنيه الصين في كمبوديا"، مضيفا أنه"سيسهم في ضمان أمن الطاقة وتقليل سعر الكهرباء وخفض الفقر في كمبوديا".
وهناك معمل ورق تابع لشركة صينية، في شيبون بمقاطعة سافانخيت في لاوس، غالبا ما يبهر الزوار بمرافقه للصرف الصحي. وفي الفرع المحلي لمجموعة شاندونغ (سن) الصينية لصناعة الورق، تتميز مياه الصرف الصحي بأنها نظيفة جدا بحيث تعيش فيها الكثير من طيور البط وكذلك الأسماك.
قال المدير العام لهذه الشركة، تشين ون جيون، إن "كافة المعطيات المتعلقة بانبعاثاتنا تلبي بشكل قوي المتطلبات البيئية"، مضيفا أن معدات خط الإنتاج بالمعمل متقدمة، وتنتج 300 ألف طن سنويا.
بالإضافة لهذا، يستخدم المعمل مخلفات أعماله من الأوراق ولب الشجر والسوائل منها، في توليد الكهرباء. وقال تشين "هناك فائدة مؤكدة، ولكن كلفة إنشاء محطة طاقة أكبر بكثير. وتفكيرنا الأولي هو حماية البيئة واستخدام المخلفات بصورة مفيدة وخفض الانبعاثات (الضارة للبيئة)".
--تقليل الفقر
في ميانمار، وفي قرية مين بيين ببلدة ليوي، تتلقى ثاي ما مساعدة مالية وتقنية من الصين، وفقا لبرنامج رائد مدته 3 سنوات لتقليل الفقر، أطلق في فبراير.
قالت ثاي ما، وهي أم لطفلين، وكانت تحمل طفلتها ذات الثلاثة أشهر، على ذراعيها "عندما كنت حاملا، كان علي أن أمشي طويلا لجلب المياه. والآن، أشعر بسعادة بالغة لرؤية بئر يحفر هنا".
إن حفر الآبار وتعبيد الطرق هي من المهام الأولية المخططة للعام الأول، ثم يليها توفير الكهرباء وبناء مركز عام، وسدّ ومدرسة.
وبعد ذلك، سيكون بإمكان القرويين تعلم تقنيات الزراعة والري ضمن برامج تدريب ممولة من الصين.
قال ساو كياو ميينت، رئيس الفريق الميانماري ضمن المشروع المحلي إنه "يتوقع أن يحقق هذا المشروع تطورا ملموسا وتحسينا واضحا لحياة الناس هنا".
وإلى جانب قرية مين بيين، هناك قرية أخرى هي آي تشان ثار ببلدة تاتكون، ستستفيد أيضا من مشروع تقليل الفقر هذا.
--نموذج التعاون لانتسانغ- ميكونغ
بعد حضور اللقاء الرابع لوزراء خارجية آلية التعاون لانتسانغ-ميكونغ في مدينة لوانغ برابانغ اللاوسية يوم الإثنين، قال عضو مجلس الدولة الصيني ووزير الخارجية وانغ يي، إنه خلال العام الماضي، حقق تعاون لانتسانغ-ميكونغ الكثير من "الأولويات".
ومنها أول مشروع تدريبي لتعزيز التنسيق بين الأعضاء الستة (في آلية التعاون)، وتنفيذ أول مشاريع ممولة عبر هذه الآلية، وأول منتدى لانتسانغ-ميكونغ للتعاون في موارد المياه، وغيرها.
وقال وانغ أيضا إن دول آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ قد وضعت موضع التنفيذ نحو 30 مشروعا كبيرا للبنية التحتية، مثل بناء السكك الحديدية والطرق ومحطات الطاقة الهيدروليكية ومناطق التنمية الاقتصادية، وتفعيل التعاون لرفع مستوى قدرة الإنتاج.
وأضاف أن أولويات التعاون هذه قد توسعت لتشمل التعليم والإعلام والطب والتبادلات الشبابية وتشكيل أنماط تعاون شاملة.
وحول التطور المستقبلي لآلية التعاون لانتسانغ-ميكونغ، أكد وزير الخارجية الصيني على التوافق المتحقق حول بناء حزام لانتسانغ-ميكونغ للتنمية الاقتصادية، والمزيد من التعاون ضمن أطر مجموعات ومع التجمعات شبه الإقليمية الأخرى ، إضافة إلى تعزيز فعالية التعاون.