عُقد مؤتمر القمة العالمي الثاني عشر لطاقة المستقبل في أبو ظبي من 14 إلى 17 يناير الجاري. وركزت القمة على قضايا مثل المياه والطاقة وتغير المناخ والطاقة الشمسية والتخلص من النفايات والبناء الأخضر. وشهدت القمة، مشاركة العديد من القادة السياسيين ورجال الأعمال ومنتجي الطاقة النظيفة، وعلماء الطاقة الخضراء من جميع أنحاء العالم، لمناقشة سبل التعاون في مواجهة التحديات المشتركة التي تعترض البشرية.
وتهدف هذه القمّة التي عقدت حول إسم "المستقبل" إلى إدخال الطاقة الخضراء إلى حياة الإنسان، في الوقت الذي يتزايد فيه الإهتمام بمفاهيم التنمية المستدامة. "لقد ركزت القمّة على مناقشة قضايا بقاء الإنسان، وليس الضغط على التكلفة للوصول إلى فاعلية اقتصادية، هذا هو أكبر انطباع خرجت به من القمّة"، يقول المهندس المعماري سازن.
في ذات السياق، أشار وزير الدولة الإماراتي سلطان أحمد الجابر، إلى أن القضايا العالمية مثل تغير المناخ ونقص الموارد وتلوث المياه والهواء تتطلب التعاون بين الدول. ما يتطلب من مختلف الدول ايجاد نقاط الإهتمام المشتركة لمواجهة التحدّيات العالمية بشكل جماعي.
الصين ستصبح أكبر مساهم في الطاقة النظيفة
يذكر أن 44 شركة صينية تعمل في الطاقة النظيفة قد شاركت في قمّة أبو ظبي، بينها "شركة شانغهاي إلكتريك" ، "تشاينا باور كونستركشن" ، "مجموعة الصين النووية" ، "شييه سين" "صن شاين باور" ، "هواوي" و "بي واي دي"، حيث لفتت اهتمام الزائرين بمنتجاتها في مجال الطاقة النظيفة. كما أبدت الإدارة المغربية للطاقة الشمسية، وشركة الكهرباء السعودية، وشركة النفط الوطنية بأبوظبي اهتماما كبيرا بالمنتجات والتكنولوجيا الصينية.
كما توافد عدد كبير من الزوار على جناح مشروع محطة الطاقة الشمسية بدبي، الذي تبلغ قدرته 950 ميغاواط، والذي قامت بإنشائه شركة شنغهاي إلكتريك. في هذا السياق، قال مدير قسم التخطيط الإستراتيجي بمجموعة شنغهاي للكهرباء والغاز تشانغ جي يانغ، إن مشروع بقدرة انتاجية 700 ميغاوات ومجهز بنظام تخزين الملح المصهور لمدة 15 ساعة، يمكن أن يضمن امدادات بالطاقة دون انقطاع لمدة 24 ساعة في اليوم، إلى جانب 250 ميغاوات من الطاقة الكهروضوئية، وهو ما يجعل المحطّة تمتلك سعر الطاقة الشمسية الأدنى في العالم. بالتوازي مع ذلك، يضيف تشانغ جي يانغ، بأن الشركة تعمل على تطوير مشاريع تحلية المياه وتوليد الكهرباء من النفايات.
يذكر أن خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، قد طالبت حكومات الدول والقطاع الخاص والمجتمع المدني المشاركة في أجندة التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي على نطاق عالمي وإقليمي. وقد لعبت الصين دائمًا دورًا هامًا في التنمية العالمية والمستدامة، حيث تظهر الإحصاءات بأن الصين باتت رائدة في مجال الطاقة النظيفة عالميا. وأن العديد من المشاريع التي تقودها الشركات الصينية تأتي في مقدمة المشاريع العالمية. ماجذب اهتمام الرأي العام الدولي للجهود الصينية في مجال تنمية الطاقة الخضراء.
في هذا الصدد قال رافي، رئيس مجلس ادارة البنك الدولي وكبير المسؤولين الماليين: "تتقدم الصين في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة بسرعة رهيبة، وباتت في مصاف الدول الأولى في مجال انتاج واستعمال الطاقة النظيفة."
يعتقد سيمون، المحلل الفني في وكالة الطاقة الدولية، أن "الصين ستصبح أكبر مساهم في العالم في مجال الطاقة النظيفة. وأن تكنولوجيا صناعة معدات الطاقة الجديدة في الصين قد بلغت مستوى لا غنى عنها لتعزيز التنمية المستدامة في العالم. وأضاف بأن تنتج تقنيات الطاقة المتجددة بأسعار أكثر تنافسية وتساعد الدول النامية على تطوير الاقتصاد الأخضر، وقد شهدنا مسئولية الصين وجهودها الدؤوبة للترويج إلى تحويل المشهد العالمي للطاقة ".