طهران 27 فبراير 2019 / أكدت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد غير المتوقعة إلى العاصمة الإيرانية مجددا على تحالف طهران ودمشق ضد الضغوط الأمريكية.
ووصل الأسد إلى طهران يوم الإثنين، في زيارة نادرة إلى الخارج وفي أول رحلة له إلى إيران منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا 2011، وقد التقى بالمرشد الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي والرئيس حسن روحاني.
ونشرت وسائل إعلام صورا ولقطات مصورة للأسد وهو يعانق خامنئي وتظهر في عينيهما ملامح "الانتصار" وترتسم بسمة الرضا على وجه كل منهما.
وقال المرشد الإيراني الأعلى للأسد "لقد تحولت إلى بطل في العالم العربي"، بحسب ما ذكرت صحيفة ((إيران)) اليومية يوم الثلاثاء.
وأشاد الزعيم الإيراني بعلاقات الشراكة الشاملة بين البلدين خلال الأعوام الماضية، قائلا إن "إيران تفتخر بمساعدة سوريا حكومة وشعبا"، وسط تهديدات الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما الإقليميين.
كما أشاد بما أسماه "مقاومة" سوريا للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الدولة العربية، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء ((تسنيم)) يوم الثلاثاء.
وقال خامنئي إن مقاومة رئيس سوريا وشعبها هي السبب الرئيسي وراء هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا.
وشدد خامنئي على أن "مسألة المنطقة العازلة التي يسعى الأمريكيون لإقامتها في سوريا، هى من بين المخططات الخطيرة التي يجب رفضها ومعارضتها بشكل قاطع."
وأضاف أنه إلى جانب هذا "فإن خطة الأمريكيينن للحفاظ على وجود فعال على الحدود بين العراق وسوريا، هو مخطط أخر للولايات المتحدة ".
وقال خامنئي إن إيران وسوريا أسستا علاقات شراكة استراتيجية وقوة مشتركة لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفا أن "هذا سيمنع الأعداء من تنفيذ مخططاتهم".
وأشار خامنئي إلى أنه "عن طريق مقاومة الشعب السوري وتعاونه ، استطاعت سوريا الوقوف صامدة أمام تحالف كبير يضم الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاءهم في المنطقة، وخرجت من هذه الأزمة منتصرة."
ومن ناحيته، أشاد الرئيس السوري بالدعم الذي قدمته إيران لبلاده.
وقال الأسد "على الرغم من أنه تم تحقيق الإنجازات الحالية بالكثير من المعاناة (على الرغم من المؤامرات ضد سوريا)، فإن هذه الإنجازات بالتأكيد هي ثمرة صمود جبهة المقاومة"، مشيرا إلى الشراكة بين إيران وسوريا باعتبارها العامل الأساسي لتحقيق هذه الإنجازات.
وذكرت وكالة (إيرنا) للأنباء أنه خلال إجتماع آخر عقد مع الأسد في طهران يوم الإثنين، تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني أيضا بدعم الحكومة السورية، قائلا "كما حدث في الماضي، سوف تواصل إيران الوقوف بجانب سوريا وحكومتها."
وشدد روحاني على أن الأشخاص المؤيدين للجماعات الإرهابية "ينبغي ألا يفترضوا أن بمقدورهم اللعب بورقة الإرهاب من أجل منفعتهم في المعادلات المحلية والإقليمية والدولية."
وذكرت وكالة أنباء ((تسنيم)) يوم الثلاثاء نقلا عن روحاني أن "إيران وسوريا تتمتعان بروابط دينية وثقافية عديدة وأن العلاقات بين البلدين ترتكز على الأخوة والوحدة."
وقال روحاني إن الاجتماع الثلاثي الذي عقد بين قادة إيران وروسيا وتركيا أكد على سلامة الأراضي السورية، مضيفا أن إيران مستعدة لإعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الحرب.
وقال الأسد أن سوريا حكومة وشعبا، تقدر الإيرانيين لدعمهم في محاربة الإرهاب في سوريا.
وأشار الأسد إلى "أننا نقدر نهج إيران في التعاون متعدد الأطراف، بما في ذلك عملية أستانا وقمة سوتشي الأخيرة."
وأضاف الأسد أن إيران وسوريا سوف تواصلان التعاون على المستويين الإقليمي والدولي.
وخلال الزيارة القصيرة التي قام بها الأسد إلى إيران، جرى الاتفاق على دعم التعاون الشامل من أجل مصلحة الدولتين الصديقتين.