الدوحة 14 مارس 2019 /اعتبر رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، أن الإصلاح والانفتاح الصيني، إلى جانب كونه مثالا فريدا مكن الصين من تحقيق طفرة اقتصادية، يوفر فرصا جديدة للعالم في تحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي.
وقال الشيخ خليفة في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس)، "أستطيع القول إن سياسة الإصلاح والانفتاح الاقتصادي التي انتهجتها الصين تعد مثالا فريدا استطاعت من خلاله أن تحقق طفرة اقتصادية في وقت قياسي".
وأوضح أن الصين حققت تطورا اقتصاديا كبيرا خلال العقود الأربعة الماضية منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج، شهد الاقتصاد الصيني نموا بمتوسط 9.5 بالمائة سنويا، وتضاعف 42 مرة بين عامي 1980 و2017، لتزيد قيمته من 305 مليارات دولار إلى 12.7 تريليون دولار.
وأضاف أنه إلى جانب ذلك نجحت احتياطات الصين من النقد الأجنبي وقدرتها التصنيعية وحجم تجارتها الدولية في أن تحتل مركز الصدارة على مستوى العالم، كما أصبح اقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.
وفيما يخص أثر الإصلاح والانفتاح على العالم، قال الشيخ خليفة "في واقع الأمر، يوفر الإصلاح والانفتاح الصيني أيضا فرصا جديدة للعالم في تحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي، حيث تشارك أكثر من مائة دولة ومنظمة دولية في مبادرة "الحزام والطريق" بأشكال مختلفة".
ولفت إلى أن الصين أصبحت الآن في طليعة الدول التي تسعى إلى التوسع في الاستثمارات والتجارة عبر العديد من مناطق العالم.
وأكد أنه من هذا المنطلق، تسعى بلاده بشكل كبير إلى تعزيز علاقاتها بالصين في كل المجالات والقطاعات، مشيرا إلى أن قطر كانت من أوائل الدول التي أيدت وشاركت بنشاط في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية والتي تعد منصة لبناء مستقبل مشرق لعلاقات البلدين المميزة.
ونوه بأن تأسيس مركز الريمينبي عام 2015 في الدوحة قد أضاف مزيدا من الزخم على هذه العلاقات، كما استطاع البلدان أن يعززا من تعاونهما المشترك في كثير من القطاعات الاقتصادية والتجارية لتغدو الصين شريكا تجاريا مهما لقطر مع بلوغ حجم التبادل التجاري بينهما العام الماضي 13.5 مليار دولار.
ومع هذا الزخم، توقع المسؤول القطري أن يشهد مستقبل التعاون بين البلدين في قطاعات الطاقة مزيدا من النمو خاصة وأن قطر تعتبر ثاني مصدّر للغاز المسال إلى الصين.
وبعيدا عن المجالات التقليدية، لفت رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر إلى أن البلدين لديهما اهتمام كبير بتعزيز التعاون فيما بينهما في المجال التكنولوجي والعلمي انطلاقا من قاعدة ثابتة لديهما وهي أن الصناعة والمعرفة هما أساس التقدم الاقتصادي.
وذكر في هذا السياق، أن الصين استطاعت ان تحتل مكانة مرموقة بين اقتصادات دول العالم وأن تحقق طفرة تقنية وصناعية كبيرة فضلا عن تفوقها في الجانب الزراعي والذي يعد أهم ركائز الاقتصاد الصيني.
وأشار إلى أن الصين تعد أكبر مصدر في العالم وأصبحت محورا لأحدث الابتكارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، واحتلت مركز الصدارة في مختلف القطاعات التكنولوجية والاقتصادية، من الذكاء الاصطناعي إلى الطاقة المتجددة والبنية التحتية والقطاعات الطبية، وصولا إلى التكنولوجيا الزراعية وأحدث وسائل النقل في العالم.
وأفاد أنه على نفس الخطى، تسابق دولة قطر الزمن من أجل تحقيق رؤيتها الوطنية 2030 والتي تولي التنويع الاقتصادي أهمية قصوى وتعتبر أن قاطرة التنمية لابد وأن يكون للإنتاج الصناعي والزراعي فيها نصيب الأسد.
واستطرد القول "استغلت الدولة ظروف الحصار الذي تتعرض له منذ عامين تقريبا في تسريع خططها الاستراتيجية وحققت نجاحات كبيرة على مستوى التطور الصناعي والاكتفاء الذاتي وفق خطط اقتصادية سليمة ومدروسة".
وعلى هذا المسار، أكد أن بلاده تسعى إلى تعظيم استفادة الشركات المحلية من الخبرة الصينية عبر استضافة غرفة قطر للكثير من الوفود التجارية الصينية لبحث فرص التعاون المشترك وخلق شراكات فاعلة تنفع الجانبين.
كما استضافت قطر معرض "صنع في الصين" لثلاثة أعوام متتالية والذي شاركت فيه نخبة كبيرة من الشركات الصينية المتخصصة في صناعات تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وذلك بهدف تبادل الخبرات بين شركات الجانبين وتعريف مجتمع الأعمال القطري بالتكنولوجيا الصينية لتستفيد منها الصناعة القطرية، بحسب المسؤول.
وتوقع الشيخ خليفة أنه مع توجه دولة قطر نحو خلق اقتصاد قائم على المعرفة بعيدا عن الاعتماد على مصادر الطاقة كمصدر وحيد للدخل، فإن مزيدا من التعاون التكنولوجي سيجد طريقا له بين البلدين في المستقبل القريب خاصة مع الطفرة الكبيرة التي حققتها الصين في هذا الصدد.