الدوحة 26 مايو 2019 /تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مساء اليوم (الأحد) دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، لحضور القمة الخليجية الطارئة المقررة نهاية شهر مايو الجاري، وذلك رغم استمرار الأزمة بين الدوحة وثلاث عواصم خليجية منذ ما يقارب عامين.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) إن الشيخ تميم أمير البلاد تلقى رسالة خطية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تضمنت دعوة الأمير لحضور القمة الطارئة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمكة في 30 مايو الجاري.
وأضافت (قنا) أن الرسالة تسلمها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال استقباله اليوم بالدوحة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني، دون مزيد من التفاصيل.
وتعد هذه المرة الثانية التي يدعو فيها العاهل السعودي أمير قطر للمشاركة في قمة خليجية منذ الأزمة، بعد أن دعاه للمشاركة في قمة الرياض في ديسمبر العام الماضي والتي تغيب عنها الأمير وأوفد بدلا عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وجه الأسبوع الماضي الدعوة لعقد قمتين خليجية وعربية في مكة.
وأعلن مصدر بوزارة الخارجية السعودية، في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن القمتين الطارئتين من أجل التشاور والتنسيق مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن.
غير أن المريخي صرح الأحد الماضي بأن بلاده ما تزال معزولة عن جيرانها الخليجيين ولم تتلق دعوة لحضور المؤتمرين، في إشارة إلى القمتين العربية والخليجية.
وبعيد النفي القطري، أعلنت الجامعة العربية الإثنين الماضي تعميم الدعوة التي وجهها العاهل السعودي لعقد قمة عربية طارئة في مكة على الدول الأعضاء، وذلك "لبحث الاعتداءات على سفن تجارية في المياه الإقليمية للإمارات، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من هجوم على محطتي ضخ نفطية بالسعودية".
وتأتي الدعوة إلى عقد تلك القمم وسط تصاعد حدة التوترات في المنطقة بين إيران والولايات المتحدة، بعد أن ضاعفت واشنطن خلال الأسابيع الأخيرة الضغوط على طهران من خلال سلسلة من العقوبات والتهديدات العسكرية في أعقاب حملة استمرت عاما شنتها واشنطن ضد إيران بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني التاريخي في مايو العام الماضي.
وأعلنت الولايات المتحدة كذلك نشر مجموعة حاملة طائرات وقاذفات قنابل في الشرق الأوسط، متهمة إيران بأنها تشكل تهديدا لواشنطن وحلفائها في المنطقة.
كما تجيء هذه الدعوة في حين ما تزال الأزمة بين قطر من جهة وثلاث دول من مجلس التعاون هي السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، من جهة أخرى، مستمرة منذ يونيو العام 2017.
وقطعت الدول الأربع علاقاتها مع قطر وفرضت عليها مقاطعة اقتصادية وأغلقت منافذها أمامها ضمن إجراءات عقابية أخرى، بدعوى دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.
ومع تطور الأزمة، طرحت دول المقاطعة 13 مطلبا كشروط مسبقة للحوار، لكن الدوحة أصرت على رفضها لأنها تتصل بـ"السيادة"، لتبقى الأزمة قائمة مع تمسك كل طرف بموقفه رغم جهود الوساطة الكويتية والأمريكية ودعوات الحل الإقليمية والدولية.