بن صالح يؤكد استمراره رئيسا للجزائر ويدعو إلى حوار شامل للتوافق حول تنظيم انتخابات رئاسية

الجزائر 6 يونيو 2019 / أعلن الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، مساء اليوم (الخميس) بقاءه في منصبه حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد، ودعا الطبقة السياسية إلى حوار "شامل" للاتفاق على خارطة طريق توافقية للوصول إلى تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب وقت.

وقال بن صالح في خطاب وجهه إلى الجزائريين مساء اليوم، إن المجلس الدستوري أكد استحالة تنظيم الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في الرابع من يوليو القادم وبضرورة إعادة تنظيمها من جديد، وعليه فإن الدستور يقر بأن "المهمة الأساسية لمن يتولى وظيفة رئيس الدولة هي تنظيم انتخاب رئيس الجمهورية".

وتابع أنه لذلك "فإنه يتعين عليه تهيئة الظروف الملائمة لتنظيمها وإحاطتها بالشفافية والحياد المطلوبين من أجل الحفاظ على المؤسسات الدستورية" في البلاد.

وأشار إلى أنه يعود لرئيس الدولة استدعاء الهيئة الناخبة من جديد واستكمال المسار الانتخابي إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية وأدائه اليمين الدستورية.

وأوضح أن "هذه الوضعية تلزمني على الاستمرار في تحمل مسؤولية رئيس الدولة إلى غاية انتخاب رئيس الجمهورية".

واعتبر أن الوضعية "الاستثنائية" التي تشهدها الجزائر تحتم "ترجيح الحكمةَ التي من شأنها أن تساعدنا على تخطي العقبات التي تسببت في الوضع الحالي".

ودعا إلى بناء المرحلة القادمة "مستحضرين الظروف اللازم توفيرها وكذا الميكانزمات الواجب وضعها لنضمن للانتخابات الرئاسية كل أسباب النجاح".

وقال "(إنني) دعوت بكل صدق في خطابات سابقة إلى الحوار والتشاور، ولقد تعهدت أمامكم أن أضمن للاقتراع الرئاسي كل الظروف الملائمة لإجراء انتخابات نزيهة حرة وشفافة كما يطلبها شعبنا".

ودعا إلى "بناء توافق واسع حول كافة القضايا المتعلقة بالجانب التشريعي والتنظيمي والهيكلي لهذه الانتخابات وكذا ميكانزمات الرقابة والإشراف عليها".

وتابع "أدعو الطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية الغيورين على وطننا ومصيره، أقول أدعوهم جميعا إلى اختيار سبيل الحوار الشامل وصولا إلى المشاركة في رسم معالم طريق المسار التوافقي، الذي ستعكف الدولة على تنظيمه في أقرب الآجال".

ومضى قائلا "أدعوهم لأن يناقشوا كل الانشغالات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية القادمة والتوصل من ثم إلى وضع معالم خارطة طريق مهمتها المساعدة على تنظيم الاقتراع الرئاسي المقبل في جو من التوافق والسكينة والانسجام".

وشدد على أن الجزائر "بحاجة إلى إصلاحات وإلى رسم آفاق جديدة في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

واعتبر أن رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا "هو وحده الذي يتمتع بالثقة والشرعية اللازمتين لإطلاق هذه الإصلاحات والمساهمة في رفع التحديات التي تواجه أمتنا".

وأكد ضرورة "الذهاب إلى تنظيم انتخابات رئاسية في آجال مقبولة، دونما إضاعة للوقت" باعتبارها "السبيل الأنجع والأوحد سياسيا والأكثر عقلانية ديمقراطيا".

وجدد بن صالح نداءه إلى "كل الأطراف المعنية بالموضوع للمشاركة في هذا المسار التوافقي وتغليب الحكمة ومصلحة الشعب، سواءً في نقاشاتهم أو في مطالبهم، وأدعوهم أيضا إلى اغتنام هذه الفرصة الجديدة للمشاركة بقوة في التشاور الذي ندعو إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى".

وشدد على أن ذلك "من شأنه المساعدة على التوصل إلى إيجاد صيغ الحلول التوافقية الكفيلة بتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة وفي أجواء تنافسية شفافة".

وكان المجلس الدستوري أعلن الأحد الماضي استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في الرابع من يوليو القادم في ظل إحجام الأحزاب والشخصيات الرئيسية المشاركة فيها، وأوعز بضرورة قيام رئيس الدولة بالدعوة إلى انتخابات جديدة.

ورفضت أحزاب المعارضة الرئيسية الإثنين فتوى المجلس الدستوري تمديد رئاسة عبد القادر بن صالح، التي تنتهي في التاسع من يوليو القادم، واعتبرتها غير دستورية.

لكنها رحبت في المقابل بدعوة قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، للحوار للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 22 فبراير الماضي.