القاهرة 16 يناير 2020 (شينخوا) أعلنت القاهرة اليوم (الخميس)، أن وزراء الخارجية والموارد المائية بمصر والسودان وإثيوبيا اتفقوا خلال اجتماعاتهم التي اختتمت أمس بواشنطن على عقد اجتماع وزاري آخر في العاصمة الأمريكية خلال يومي 28 و29 يناير الجاري، للتوصل إلى اتفاق نهائي حول سد النهضة.
وعقد وزراء الدول الثلاث اجتماعات برئاسة وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشن على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وبحضور رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، كما التقوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الفائت.
وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ، أن البيان الختامي لهذه الاجتماعات تضمن اتفاق الدول الثلاث على عقد اجتماع وزاري في واشنطن خلال 28 و29 يناير الجاري، للتوصل إلى اتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
وأوضح حافظ، في بيان على صفحته الرسمية بموقع (فيسبوك)، أنه سيسبق هذا الاجتماع الوزاري إجراء مشاورات بين الخبراء الفنيين والقانونيين بالدول الثلاث، بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي.
وتضمن البيان الختامي لاجتماعات واشنطن العناصر والمحددات الرئيسية للاتفاق النهائي حول سد النهضة، والتي تشمل القواعد المنظمة لملء وتشغيل السد، وكذلك الإجراءات الواجب اتباعها للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد، بما يؤمن عدم الإضرار بالمصالح المائية المصرية، وفقا للمتحدث المصري.
واتفق وزراء الدول الثلاث على أن يتضمن الاتفاق النهائي آلية للتنسيق بين الدول الثلاث لمتابعة تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى آلية لفض المنازعات.
وعقب انتهاء اجتماعات واشنطن، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري "إننا نتفاءل بحذر بأننا نقترب الآن من نقطة حاسمة"، مشيرا إلى أن الرعاية الأمريكية للمفاوضات أسهمت في وجود أرضية مشتركة حول الإطار العام للاتفاق بشأن سد النهضة.
وأضاف شكري، أن مصر وإثيوبيا والسودان ستجري مشاورات فنية وقانونية مرتبطة بوضع الصيغ الكاملة للاتفاق الذي سيتم توقيعه في واشنطن خلال يومي 28 و29 يناير الجاري، بحسب وكالة (أنباء الشرق الأوسط) المصرية.
وأردف "لدينا تفاؤل بأن رعاية الولايات المتحدة ومشاركتها والبنك الدولي في الفترة التحضيرية خلال الأسبوعين القادمين لوضع الصيغة النهائية للاتفاق والوصول به إلى واشنطن سوف تؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود".
وتابع "نتطلع أن يكون هذا نهاية المطاف"، وأشار إلى أن "التطور الذي أتت به الرعاية الأمريكية والبنك الدولي قد غير المسار، وجعل هناك قوة دفع استطاعت أن تقرب وجهات النظر بين الدول الثلاث".
وأوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد خلال استقباله وزراء الدول الثلاث "الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لتوصل هذه الدول لاتفاق، وتقديره لأهمية الحفاظ على الأمن المائي لكل من مصر والسودان وأيضا ما قد يحققه السد من مكاسب لإثيوبيا، وتوقعه أن يحضر التوقيع على الاتفاق النهائي".
ونوه بأن مفاوضات واشنطن لم تشهد إثارة موضوع اللجوء لوسيط آخر غير الوسيط الأمريكي، مؤكدا أن "الرعاية الأمريكية سارية، ولم يكن هناك أي طرح لوساطة أو رعاية من قبل أي طرف آخر".
وكان رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد قد دعا قبل يوم واحد من انطلاق اجتماعات واشنطن الأخيرة دولة جنوب أفريقيا للتوسط بين بلاده ومصر للوصول إلى حل بشأن سد النهضة.
وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق منذ أكثر من خمسة أعوام، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا.
وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب.
ويعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي تعاني من "الفقر المائي"، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها أقل من 550 مترا مكعبا سنويا.