رام الله 27 يناير 2020 (شينخوا) أعلن مسئولون فلسطينيون اليوم (الإثنين)، عن تحركات دبلوماسية مضادة تستبق إعلان الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة باسم "صفقة القرن".
صرح وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، أنه سيتم دعوة وزراء الخارجية العرب إلى عقد اجتماع عاجل لبحث آليات إسقاط ورفض صفقة القرن وتحديد الآليات لمواجهتها على عدة مستويات.
وذكر المالكي أن التحرك الفلسطيني سيشمل كذلك منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز وغيرها من المؤسسات الإقليمية والدولية.
وأضاف أنه سيتم التحرك فلسطينيا كذلك على مستوى مجلس الأمن الدولي ومن ثم الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند متحدون من أجل السلام لمواجهة الصفقة الأمريكية وحشد الموقف الدولي ضدها.
وفي السياق قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إنه سيتم المتابعة مع مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية كل على حدة لتحمل مسؤولياتهم تجاه من يريد تدمير القانون الدولي والشرعية الدولية.
وأشار عريقات للصحفيين في رام الله، إلى أن الرئيس محمود عباس أجرى اتصالات مع مختلف دول العالم لجعلها "كتلة واحدة في مواجهة المخططات التصفوية"، لافتا إلى أن دول العالم لن تتساوق مع طروحات تتناقض مع الشرعيات الدولية".
وأكد أن " أي حل لا يستند إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود عام 67 بعاصمتها القدس الشرقية وحل قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية مرفوض جملة وتفصيلا".
ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس المعارضة بيني غانتس حتى يعرض عليهما خطته للسلام.
وقال نتنياهو أمس قبيل إقلاعه إلى واشنطن إنه يعتقد أن خطة السلام الأمريكية تصب في مصالح إسرائيل الأمنية بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة.
من جانبه قال غانتس إن الخطة كما نشرت قد تشكل أساسا للتفاوض مع الفلسطينيين والدول العربية الأخرى.
ونقلت الإذاعة عن مصدر أمريكي قوله إن ترامب سيقول لنتنياهو وغانتس خلال اجتماعه معهما أن أمامهما ستة أسابيع لتحريك عملية تطبيق الخطة إذا كانا معنيين بها.
وكانت الإدارة الأمريكية امتنعت حتى الآن عن نشر تفاصيل الخطة بسبب الأزمة السياسية التي تمر بها إسرائيل وخوضها معارك انتخابية متتالية.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية المجتمع الدولي إلى أن لا يكون شريكا في الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة باسم "صفقة القرن".
وقال اشتية في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته في مدينة رام الله "نرفض ما يسمى صفقة القرن ونريد من المجتمع الدولي ألا يكون شريكا فيها لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".
وأضاف أن الصفقة الأمريكية "لا تستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي وتعطي إسرائيل ما تريده على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني المتمثلة بالدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين إلى العودة".
وأكد اشتية أن خطة واشنطن "لا تشكل أساسا لحل الصراع، وتقدمها جهة فقدت مصداقيتها في أن تكون وسيطا نزيها لعملية سياسية جدية وحقيقية ".
واعتبرت لجنة القوى الوطنية والإسلامية عقب اجتماع لها في غزة، أن صفقة ترامب هي "حلقة من حلقات التآمر الأمريكية على الشعب الفلسطيني وقضيته".
وأكدت القوى في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، على الإجماع الفلسطيني الرافض لهذه الصفقة، والإصرار على مواجهتها بكل الأشكال حتى إسقاطها.
وجاء في البيان أن الإدارة الأمريكية "بإعلانها عن هذه الصفقة المرفوضة تنصب نفسها عدوا مباشرا للشعب الفلسطيني وشريكا للاحتلال في إرهابه وجرائمه".
وتظاهر عشرات الفلسطينيين قبالة مقر الأمم المتحدة في غزة للمطالبة بتحرك دولي مضاد لصفقة القرن الأمريكية والمخاطر التي تضمنها للحقوق الفلسطينية.
ورفع المتظاهرون بدعوة من الجبهة الديمقراطية اليسارية لتحرير فلسطين، الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة تندد بالخطة الأمريكية وتصفها بالمؤامرة.
وحذر عضو المكتب السياسي للجبهة، طلال أبو ظريفة خلال التظاهرة، من أن الاعلان عن صفقة القرن سيحمل الضوء الأخضر لإسرائيل للمضي في إجراءاتها الاستيطانية لضم مناطق واسعة من الضفة الغربية.
وحذر أبو ظريفة من أن ذلك "من شأنه أن ينقل عموم القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وكذلك عموم المنطقة إلى مرحلة جديدة شديدة الخطورة والتعقيد وبأفق ملبد التطورات العنيفة".
وفي السياق طالبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، الدول العربية بتطبيق مبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002 (وهي مبادرة الأرض مقابل السلام) كأساس للحل، ورفض كل هذه الطروحات جملة وتفصيلا.
ودعا عضو اللجنة المركزية لفتح جمال محيسن في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إلى حراك فلسطيني يشمل كافة الأراضي الفلسطينية رفضا للإجراءات الإسرائيلية والأمريكية.
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية الحالية منذ نهاية عام 2017 إثر إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفضت مسبقا خطة واشنطن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.