القاهرة 31 يناير 2020 ( شينخوا) دائما ما تتخذ الصين في رد فعلها على معظم القضايا الدولية والسياسية مبدأ التريث والهدوء البعيد عن الانفعال والذي يتخذ من المنطق والحكمة أساسا لهذا الرد والذي يركز على الدراسة لمختلف الرؤى للخروج بنتيجة بناءة وفعالة تجاه أي قضية وهذا الأمر عادة ما يأتي في اتجاه ما تحظى به الصين من سمعة عالمية ودولية بشأن مواقفها المتعددة في الكثير من القضايا والتي تتسم بالحياد والسير نحو تحقيق مصالح الشعوب.
ولم يكن موقف الخارجية الصينية تجاه خطة ترامب التي أعلنها يوم (الثلاثاء) الماضي إلا واحدا من بين المواقف التي تؤكد فيها الصين على أهمية الدراسة لمختلف جوانب هذه الخطة بما يعود بالفائدة لمصالح الطرفين.
جاء ذلك وفقا لما أعلنته الصين أمس الأول بشأن خطة ترامب حيث أشارت إلى أن أية خطة بشأن القضية الفلسطينية يتعين أن "تراعي وجهات نظر واقتراحات الأطراف الأساسية المعنية، خاصة الجانب الفلسطيني".
أدلت هوا تشون يينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، بهذه التصريحات بعد أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الجانب السياسي في خطته المثيرة للجدل بشأن السلام في الشرق الأوسط التي تدعو إلى حل الدولتين بينما تعترف بالقدس "عاصمة غير مقسمة" لإسرائيل.
وقالت هوا إن الصين تدرس هذه الخطة. وشددت المتحدثة على أن الصين تؤمن دائما بأن قرارات الأمم المتحدة والتوافقات الدولية ذات الصلة، مثل حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، تمثل أساس تسوية القضية الفلسطينية، ويتعين الالتزام بها.
وحثت المتحدثة على التوصل إلى اتفاقيات من خلال الحوار والتفاوض على قدم المساواة لتسهيل تسوية شاملة وعادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية في وقت مبكر.
ويأتي رد الخارجية الصينية أيضا في ظل توجهات الرئيس شي جين بينغ التي تؤكد دائما "حل الدولتين" كأساس للحل السياسي ودفع جهود المجتمع الدولي وتعزيز قوى السلام وبذل المزيد من جهود التنسيق والتدابير المشتركة لتعزيز السلام .
ومن بين أهم أقوال الرئيس شي جين بينغ في تنمية الشعوب وتحقيق الازدهار لها : " الشجرة ممتدة الجذوع أكثر إثمارا .. والقنديل المملوء بالزيت أكثر لمعانا"، والشمس المشرقة تمثل بمستقبل واعد .
وقدم ترامب عرضا موجزا، خلال مؤتمر صحفي مشترك بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للخطة التي تتكون من 80 صفحة، قائلا إنها تقدم حلا "واقعيا" لدولتين.
وقال ترامب إن الخطة الجديدة، التي وصفها بـ"الفرصة المربحة" لكلا الجانبين، تعترف بالقدس "عاصمة غير مقسمة" لإسرائيل، مضيفا أن عاصمة الفلسطينيين ستضم أجزاء من القدس الشرقية.
وفي الوقت نفسه، حذر ترامب من أنه ينبغي تلبية "شروط إقامة الدولة" قبل إقامة " أرض متجاورة داخل الدولة الفلسطينية المستقبلية"، بما في ذلك وقف "الأنشطة الخبيثة لحماس"، وإنهاء التحريض على الكراهية ضد إسرائيل، بين أمور أخرى.
وقال ترامب" لن نطلب أبدا من إسرائيل أن تساوم على أمنها".
وفي كلمته في البيت الأبيض، شكر نتنياهو ترامب على اعترافه بسيادة إسرائيل على مناطق في "يهودا والسامرة"، مستخدما المصطلح التوراتي للضفة الغربية، في الخطة، واصفا يوم الثلاثاء بأنه "يوم تاريخي"، وأشاد بترامب ووصفه بأنه "أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض".
وقال نتنياهو إن الخطة تنص على أن "إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على كامل المنطقة الواقعة غرب نهر الأردن وتمنح إسرائيل حدودا شرقية دائمة للدفاع عن أنفسنا".