ووهان 8 فبراير 2020 (شينخوا) تقدم أكثر من 30 عربيا يعيش في مدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين، مركز تفشي فيروس كورونا الجديد، بطلبات للمشاركة في الأعمال التطوعية لمكافحة الوباء.
فقد أطلق المواطن الفلسطيني علي الوعري دعوة تطوعية على منصة تطبيق "ويتشات" الصيني الشهير للتواصل الاجتماعي أعرب فيه عن رغبته بالتطوع في أعمال وجهود المدينة في مكافحة تفشي وباء فيروس كورونا الجديد، لتتوالى بعدها طلبات قدمها 33 شخصا آخرون خلال يومين، فيما يواصل العدد ارتفاعه.
أنشأ الوعري، المتخصص في جراحة الصدر، ويتقن اللغة الصينية، مجموعة على تطبيق "ويتشات" لترجمة الأخبار الرسمية المتعلقة بهذا الفيروس، وخاصة التدابير المتخذة في ووهان، إلى اللغة العربية، لمساعدة أصدقائه العرب في ووهان في البداية، لتتوالى بعد ذلك مشاركات الأصدقاء الذين بلغ عددهم 484 عضواً حتى الآن، معظمهم من العرب الذين يعيشون في ووهان.
وقال الوعري: "أثق بأننا سنحقق النجاح في مكافحة الوباء، ولكن بعض الطلبة الوافدين يشعرون بالخوف لأنهم شباب بعمر 18 أو 19عاماً فقط، ويجب علي رعايتهم مثل أخيهم الكبير بالرغم من الرعاية الكبيرة التي توفرها لهم الجامعات هنا.
ويمارس الوعري في مجموعة ويتشات هذه كل يوم أدواراً متعددة -- مترجم، طبيب، أخ كبير...... والذين يتلقون مساعدة منه يريدون مساعدة آخرين حاليا.
وحول ذلك، قال محمد الخطيب، وهو فلسطيني إن أهله أيدوه وشجعوه على القيام بالعمل التطوعي في ووهان، معرباً أن مكافحة الوباء هي قضية تحتاج إلى الوقت فقط لضمان حلها وتجاوزها بشكل تام.
وأضاف الخطيب: "لا بد علينا من الاستمرار في بذل أقصى جهودنا وألا نستسلم أبداً. "
أما محمد أسعد، فقد جاء إلى الصين قادماً من مصر قبل 6 أشهر، وقال إنه حظي بترحيب دافئ ودعم قوي خلال تلك الفترة، لكنه شعر بالحزن عندما بدأت هذه المدينة الملونة في مواجهة هذه الصعوبة.
وأضاف أسعد: "حان الوقت لأرد الجميل للناس الذين نحتفظ بأعمالهم وتعاملهم الطيب في قلوبنا. ولذلك سأقوم بالعمل التطوعي لتقديم يد العون والدعم للأصدقاء الصينيين في مكافحة الوباء."
وقال أسعد:" لقد تأثر أهالي ببعض المعلومات المتحيزة والمبالغ فيها في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بعد أن أكدت وشرحت لهم الوضع الحقيقي، سارعوا لتأييد عملي التطوعي مع وعدي بالاعتناء بنفسي".
وبدوره؛ قال الشاب اليمني فهد الطويلي، وهو طالب ماجستير في جامعة الصين لعلوم الأرض (ووهان) :"سجلت في هذا العمل لكي أرد الجميل للشعب الصيني الطيب. لما لمسته من طيبة قلوبهم وتعاملهم الراقي معي خلال العمل. "
وبالإضافة إلى تسجيل أسماء الذين يريدون القيام بالعمل التطوعي لمكافحة الوباء، تدار مجموعة "ويتشات" بشكل عادي، حيث ينشر الوعري النقاط الهامة للوقاية من الوباء مثل الأساليب الصحيحة لغسل اليد ولبس الكمامة والتطهير وغيرها.
ونبّه الوعري في المجموعة أن الناس يتعرض لانفلونزا أكثر في الشتاء. واقترح على من يعانون من أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي مراقبة أنفسهم يومين قبل ذهابهم إلى المستشفى لتجنب الوباء. وخلال هذه الفترة، راقب الوعري درجات حرارة أجسامهم والأعراض المرافقة لديهم. وإذا كان من الضروري أن يذهبوا إلى المستشفى، فيساعدهم الوعري أيضا.
وقال الوعري "في الوقت الحالي، تذهب عائلتي إلى السوبر ماركت للشراء مرة واحدة في الأسبوع، ولا يوجد نقص في المواد الغذائية والملابس. أوصي الأصدقاء أيضا بالحد من النشاطات غير الضرورية."
عاش الوعري في الصين في فترة السارس عام 2003، وهو يؤمن بقدرة الحكومة الصينية أيضا على السيطرة ومكافحة انتشار الوباء هذه المرة.
وقال الوعري: " أولاً، أنا طبيب ، وثانيا أفهم اللغة العربية والصينية والإنجليزية. يمكنني المساعدة في علاج المرضى أو تسجيل المعلومات أو نقل الأشياء ...... يمكنني القيام بالكثير من الأشياء."
ونيابة عن الأصدقاء الذين أرادوا التطوع، قدم الوعري طلبا إلى مكتب الشؤون الخارجية لحكومة مدينة ووهان مساء يوم 6 فبراير الجاري.
وشكر العامل المختص بالمكتب الوعري وأصدقائه أثناء تسجيل المعلومات، فما كان من الوعري إلا الرد قائلاً:" لا داعي للشكر، فلقد أعطتني الصين الكثير من الأشياء، أنا فقط أفعل ما ينبغي علي فعله. نحن نعيش في ووهان ونحب ووهان."