بيروت 14 فبراير 2020 (شينخوا) انتقد رئيس الوزراء اللبناني السابق وزعيم "تيار المستقبل" السني سعد الحريري اليوم (الجمعة) غياب الثقة بين الدول العربية ولبنان الذي قال إنه لا يمكن أن يستمر اقتصاديا بمعزل عن دعم الدول الصديقة والمانحة والمؤسسات المالية الدولية .
جاء ذلك في كلمة ألقاها الحريري في احتفال حاشد أقامه "المستقبل" في الذكرى الـ 15 لاغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في مقر إقامته في وسط بيروت.
وتساءل الحريري "كيف نقيم سياحة بلا العرب والمواطن الخليجي وكيف نفتح أسواقا للإنتاج اللبناني بدون الأسواق العربية والخليجية وكيف سنحمي مصالح ربع الشعب اللبناني الذي يستفيد من فرص عمل اللبنانيين بالخليج في وقت هناك من يفتعل مشاكل يومية على حسابه مع هذه الدول" في إشارة إلى مواقف بعض القوى السياسية التي "لم تترك للبنان صديقا" .
وكرر موقفه برفض التطاول على الدول والزعامات العربية ورفض التطبيع مع النظام السوري والتورط بحروب منطقة الشرق الأوسط ، مشيرا إلى تمسكه بخيار منع الفتنة ومنع تكرار الحرب الأهلية.
وشدد على رفضه سياسة توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مؤكدا ان الدستور يمنع التوطين.
وهاجم الحريري بعنف الرئيس اللبناني ميشال عون وصهره رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل مبررا التسوية التي أبرمها مع عون عام 2016 لانتخابه رئيسا للبلاد استهدفت حينها إنهاء الفراغ الرئاسي ومنع امتداد اضطرابات الحرب السورية إلى الداخل اللبناني ومنع التدهور الاقتصادي واندلاع فتنة داخلية.
وأشار الحريري الى أنه حاول تأمين استقرار للعلاقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء تفاديا لشل المؤسسات، لافتا إلى أنه منذ إبرام التسوية الرئاسية وجد نفسه "مضطرا للتعامل مع رئيسين للبلاد حماية للاستقرار مع الرئيس الأصلي" واصفا باسيل بـ "رئيس الظل".
واتهم "التيار الوطني الحر" بأنه يتحمل بسياسته التي وصفها بأنها تعطيلية مسؤولية تراكم الدين العام في لبنان وعرقلة معالجة أزمة قطاع الكهرباء التي تثقل موازنة البلاد.
كما اتهم التيار الحرب بأنه يتعامل بعقلية حروب الإلغاء ضد خصومه السياسيين معلنا تأييده إجراء انتخابات برلمانية مبكرة ، معتبرا أن الحراك الشعبي المستمر في لبنان "أصبح شريكا في القرار السياسي".
ورفض الحريري الذي استقالت حكومته في 29 أكتوبر الماضي تحت وطأة احتجاجات كانت اندلعت في 17 من الشهر ذاته ما يروج عن بدائل للحريرية وعن سقوط الحريرية السياسية متوجها إلى الطائفة السنية ولمناصريه بأنه استقال من رئاسة الوزراء بإرادته وقال "باق في بلدي وفي منزلي وفي العمل السياسي وأهل السنة باقون".
يذكر أن رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري كان قد اغتيل في 14 فبراير من العام 2005 في انفجار كبير على طريق رئيسي على الواجهة البحرية لبيروت أدى لمقتله و 21 شخصا فيما أصيب بجروح 226 آخرين.
وفي أعقاب اغتياله شكلت محكمة دولية خاصة بناء على طلب قدمته الحكومة اللبنانية إلى الأمم المتحدة، تحت اسم "المحكمة الخاصة بلبنان" يقع مقرها الرئيسي في لاهاي بهولندا لمحاكمة الأشخاص المتهمين بتنفيذ جريمة الاغتيال.