العبور، مصر 18 فبراير 2020 (شينخوا) في منطقة صناعية بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، يتعلم نحو 200 طالب وطالبة كيفية تصنيع وتصميم المجوهرات في أول مدرسة للحلي والذهب في مصر.
وتأسست المدرسة التي تحمل اسم "إيجيبت جولد" في العام 2019، بعد توقيع بروتوكول بين وزارة "التربية والتعليم والتعليم الفني" ومجموعة "إيجيبت جولد"، إحدى أكبر مجموعات صناعة وتصميم المجوهرات في مصر والمنطقة.
وتمنح المدرسة، التي تعتبر الأولى من نوعها في مصر والمنطقة، والمقامة في مدينة العبور بمحافظة القليوبية إحدى محافظات إقليم القاهرة الكبرى، الطلاب شهادات معتمدة ومعترف بها في جميع أنحاء العالم.
وقال مصطفى نصار رئيس مجلس إدارة مجموعة إيجيبت جولد لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "إنشاء هذه المدرسة كان حلما وأصبح واقعا"، مشيرا إلى أن "هذه المدرسة ستنقذ صناعة الذهب والمجوهرات من التراجع، ليس فقط في مصر بل في الشرق الأوسط وأفريقيا أيضا".
وأضاف نصار، الذي يحمل 18 دبلومة في صناعة المجوهرات، أن مجال صناعة الذهب والحلي يعاني من نقص الأيدي العاملة المدربة، حيث تفتقر مصر إلى صناع الذهب المحترفين منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وأوضح أن "المدرسة ستساهم في زيادة عدد الصناع المدربين تدريبا عاليا، وتهدف إلى أن تكون مركزا لتعليم صناعة الذهب والمجوهرات في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا".
ومن أجل التغلب على نقص الأيدي العاملة، أنشأ نصار في العام 1999 مركز تدريب بالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية المصرية حيث تعلم مئات الشباب صناعة الذهب والمجوهرات.
وأردف نصار، أن نحو 3500 طالب تخرجوا من المركز، حيث تم توظيف 1400 منهم في مجموعة إيجيبت جولد، بينما عمل الآخرون في ورش عمل أخرى، وأكد أن المركز تطور ليصبح مدرسة بالتعاون مع وزارة التعليم.
وقال إنه "سيزود أول 600 طالب من خريجي المدرسة بورش عمل صغيرة يمكنهم من خلالها بدء حياتهم المهنية، كما سيعطيهم المواد الخام والمعدات، على أن تشتري مجموعته كل ما يتم إنتاجه في تلك الورش".
وأشار إلى أنه يمكن للخريجين سداد تكاليف الورش والمعدات من الأرباح التي يحققونها، وأضاف أنه "بعد بضع سنوات، ستكون ورش العمل ملكا للخريجين، ويمكنهم حتى العمل لدى شركات أخرى إذا رغبوا في ذلك".
وكشف نصار، أنه يجري بالفعل مفاوضات مع ثلاث جامعات أجنبية تعمل في مجال تعليم صناعة المجوهرات والذهب، لإنشاء أول جامعة في مصر والمنطقة من شأنها أن تدرس تصنيع وتصميم المجوهرات.
ورأى أن مصر تحتاج إلى التعليم الأكاديمي في هذا المجال، مما سيساعدها في التحول إلى مركز إقليمي للتعليم التقني.
من جانبه، قال الدكتور خالد حسن مدير تطوير الأعمال والمشاريع بمجموعة "إيجيبت جولد"، إن المدرسة تطبق أحدث التقنيات المستخدمة في صناعة الذهب، مؤكدا أن الطلاب سيكونون على مستوى عال فور تخرجهم.
وأوضح حسن لـ((شينخوا))، أن خريجي المدرسة سيكونون محترفين بدرجة كافية للعمل في الأسواق المحلية والعالمية، كما يمكنهم الانضمام إلى كليات التكنولوجيا التطبيقية.
وأشار إلى أن 200 طالب، من بينهم 130 فتاة، مقيدون حاليا في الفصول الدراسية، نوه بأن المدرسة قد تستعين بخبراء أجانب في مجال المجوهرات لتعليم الطلاب أحدث مهارات صناعة الحلي.
وشدد على أن "المدرسة تساعد أيضا في التغلب على البطالة، حيث سيتم تزويد الطلاب غير الراغبين في مواصلة التعليم الأكاديمي بوظائف ومشاريع صغيرة".
بدورهم، يؤمن الطلاب الذين جاءوا من محافظات مختلفة على مستوى الجمهورية أن المدرسة ستساعدهم في بناء مستقبل جيد وواعد في بلد تبلغ فيه البطالة 8 %.
وقالت الطالبة ياسمين إبراهيم، بينما كانت تشاهد أحد المعلمين وهو يرسم تصميما لخاتم زفاف، إن "المدرسة ستحقق لنا أهم أحلامنا وهو الحصول على وظيفة في سن مبكرة".
وأضافت ياسمين، التي جاءت من محافظة المنوفية على بعد نحو 75 كم شمال القاهرة لتلحق بالمدرسة، أنها تعلمت الكثير من المهارات خلال فترة قصيرة في المدرسة، وأوضحت أنها تتمتع بتجربة فريدة كونها طالبة في مدرسة فنية.
وأردفت ياسمين إبراهيم، التي تعيش في شقة مستأجرة بالقرب من المدرسة مع مجموعة من زميلاتها، أنه "من الصعب بالنسبة لي أن ابتعد عن عائلتي في هذه السن المبكرة، لكني اتكيف الآن مع وضعي الجديد، ويمكنني رؤية عائلتي مرة واحدة في الأسبوع في بعض الأحيان".