人民网 2020:03:12.17:38:12
الأخبار الأخيرة

السفير الإماراتي لدى الصين: الإمارات والصين تركزان على زيادة تمكين المرأة لتحقيق الهدف الخامس للتنمية المستدامة للأمم المتحدة

/مصدر: شينخوا/  2020:03:12.17:07

    اطبع

بقلم: علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية الصين الشعبية

بكين 12 مارس 2020 (شينخوا) ينادي الهدف الخامس من أهداف "التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 بتحقيق (المساواة بين الجنسين)، حيث تأتي قضية تمكين المرأة في صدارة أولويات أجندة "الأمم المتحدة" خلال الأعوام العشرة المقبلة، لذا فإننا نقف اليوم في عام 2020 على أعتاب عقد جديد نسارع من خلاله في تحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.

ففي هذه المناسبة شاركت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الصين الشعبية، مؤخراً دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل عام، حيث يحتفل العالم بهذا اليوم تقديراً وعرفاناً بدور المرأة ومساهمتها الفاعلة في عملية التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، حيث أصبح هذا اليوم مناسبة عالمية لمناقشة واستعراض الإنجازات التي تحققت للمرأة والطموحات المستقبلية من أجل مزيد من التقدم، باعتبارها شريكاً للرجل وعضواً فاعلاً في قطاعات الدولة.

وشرعت الحكومة الإماراتية منذ تأسيس الدولة، في الاهتمام بشؤون وقضايا المرأة في الإمارات العربية المتحدة، حيث شكل تأسيس الاتحاد النسائي العام، عام 1975 بمؤازرة وتشجيع، من مؤسس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مع رائدة العمل النسائي صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، اللبنة الأولى نحو تمكين المرأة، وتفعيل دورها في المجتمع. كما ويضمن الدستور في دولة الإمارات العربية المتحدة، حقوقاً متساوية بين الرجل والمرأة، حيث يتمتع كل منهما بنفس المكانة القانونية، والحصول على التعليم، والحق في ممارسة المهن، وفي قطاعات آخرى.

وفي هذه المناسبة، يحق للمرأة الإماراتية أن تفخر بالإنجازات التي تحققت لها ما يجعلها شريكاً أساسياً في عملية التنمية في الدولة، حيث انها أصبحت نموذجاً إقليمياً وعالمياً يحتذى به، حيث وصلت المرأة الإماراتية إلى مناصب عليا في الدولة فهي وزيرة وبرلمانية وطبيبة ومهندسة ومعلمة وجندية تدافع عن مكتسبات الوطن وأن الأرقام والإحصائيات عن وظائف المرأة وموقعها في مراكز العلم والتعليم تعطي الصورة الحقيقية عنها.

كما إن المرأة في الإمارات تتبوأ نسبة 66 في المئة من الوظائف الحكومية ومنها نسبة 30 في المئة في الوظائف القيادية والإشرافية كما بلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات أكثر من 23 ألف سيدة يدرن استثمارات تقارب 50 مليار درهم. في حين أن أكثر من نسبة 70 في المئة من طلبة المدارس والجامعات والكليات في دولة الامارات العربية من النساء وهذا تعبير عن الرغبة الشديدة لدى المرأة في الإقبال على العلم بكل مستوياته. هذا وفي ظل استراتيجية دولة الإمارات الرامية إلى خلق مجتمع واعٍ ومتماسك ومعطاء وما توليه حكومتها من اهتمام بتنمية مواردها البشرية، فقد حققت المرأة الإماراتية تقدماً نوعياً على صعيد مشاركتها السياسية حيث بلغ عدد الوزيرات في التشكيل الوزاري الأخير 9 وزيرات يشكلن نسبة 27% من إجمالي أعضاء مجلس الوزراء وهناك العديد من السفيرات في بعثات الدولة في الخارج كما تشغل المرأة الإماراتية نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي بتوجيهات من القيادة الرشيدة للدولة، تأكيدا بذلك على أن هذا إنجاز مهم يدفع بالمرأة لبذل المزيد من العطاء.

وبالمثل ، تشغل السيدات دورًا مهمًا في نهضة جمهورية الصين الشعبية، مع إعلان الزعيم "ماو تسي تونغ" أن "النساء يحملن نصف السماء"، والذي نادى بعمل المرأة في مختلف المجالات المهنية كونها تمثل قوة كبيرة لتوازن المجتمع، حيث تم دفع السيدات للمشاركة في العمل ودعم إعادة هيكلة الاقتصاد مع بدء قيام جمهورية الصين الشعبية.

كما تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بمواصلة العمل بهذا المبدأ، مؤكداً التزام الصين بالمساواة بين الجنسين وتنمية مهارات المرأة، ووضع خطط لمستقبل أفضل لتمكينها، عندما خاطب جمهورًا بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة خلال اجتماع القادة العالميين حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، واليوم باتت السيدات تلعب دوراً أساسياً في الاقتصاد الصيني، وبشكل عام تساهم السيدات بنحو 41 ٪ في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وهي من أعلى النسب على الصعيد الدولي .

انجازات المرأة

حققت المرأة الإماراتية خلال السنوات القليلة الماضية إنجازات كبيرة، وتمكنت من خلال التجاوب الفاعل مع متطلبات الحياة ومتغيراتها على أرض الوطن، وذلك بفضل استمرار دعم قيادة البلاد للمرأة الإماراتية، وتشجيع رئيسة "الاتحاد النسائي العام"، الرئيس الأعلى لـ"مؤسسة التنمية الأسرية" رئيسة "المجلس الأعلى للأمومة والطفولة" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.

وفي الجانب الآخر يضمن الدستور الصيني للمرأة حق المساواة مع الرجل في كافة الحقوق في جميع مجالات الحياة، وقد شهدت السنوات العشر الماضية تصاعد دور السيدات بين صفوف المجتمع الصيني، خاصة في مجالات كل من (العلوم والتكنولوجيا والتعليم والسياسة)، حيث يضم "المجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني" نحو 742 إمرأة، أي ربع نواب المجلس. كما يبلغ عدد الأعضاء من السيدات في "المجلس الوطني الثالث عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني" نحو 440 عضوا ، حيث تمثل السيدات خمس الأعضاء، وهي أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين. كما وتحرز المرأة في الصين تقدما كبيرا في التعليم على سبيل المثال، حيث شكلت السيدات نحو 52.5% من طلاب المرحلة الجامعية الأولى في كليات وجامعات الصين في عام 2017. كما يصنف "المنتدى الاقتصادي العالمي" الصين في المرتبة الأولى في التوازن بين الجنسين في التعليم العالي.

دعم المرأة على الصعيد الدولي

يعتبر تمكين النساء والفتيات أحد مجالات التركيز العالمية الثلاثة التي ترتكز عليها سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية خلال الفترة من 2017 إلى 2021، كما أنها أحد مجالات التركيز الاستراتيجية لوزارة الخارجية والتعاون الدولي.

في المقابل وفي السنوات الخمس المقبلة، ستعمل الصين على مساعدة البلدان النامية الأخرى في بناء مشاريع صحية للنساء والأطفال، وإرسال فرق من الخبراء الطبيين لتقديم الخدمات وتنفيذ مشاريع جامعية لتمويل تعليم الفتيات الفقيرات، ورفع معدلات التحاق الفتيات بالمدارس، كما ستستضيف الصين سيدات من البلدان النامية للمشاركة في برامج التدريب في الصين، وتوفير آلاف الفرص للتدريب على المهارات في المجتمعات المحلية في البلدان النامية الأخرى، كما وستشارك الصين في تمويل صندوق آخر ذي صلة مع الأمم المتحدة.

وفي الختام يمكن القول إن كلا من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الصين الشعبية تتخذ خطوات كبيرة نحو تمكين المرأة، في ظل التزام البلدين بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتحركهما صوب تحقيق نفس الهدف فيما يتعلق بحقوق المرأة، وخاصة الهدف الخامس من أهداف "التنمية المستدامة" المتمثل في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، وبمرور عشر سنوات حتى عام 2030 ، يسير البلدان في الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف بشكل تدريجي متصاعد خطوة بخطوة.

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×