人民网 أرشيف | من نحن 2020:03:20.16:13:20
الأخبار الأخيرة

الصين تخلق مستشفيات مؤقتة على نحو استثنائي لتنقذ نفسها من أزمة الوباء (3)

/مصدر: شينخوا/  2020:03:20.16:09

    اطبع
 الصين تخلق مستشفيات مؤقتة على نحو استثنائي لتنقذ نفسها من أزمة الوباء
في الصورة الملتقطة يوم 8 مارس 2020، مشهد مستشفى "فانغتسآنغ " المؤقت في مركز الرياض بمدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي وسط الصين بعد توقف أعماله .

بكين 20 مارس 2020 (شينخوا) استحضر الوضع الخطير الذي يسود حالياً بعض الدول الأوروبية والشرق الأوسطية جراء تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد، ذكريات الصينيين المؤلمة في شهر يناير المنصرم، فلو لم تخلق بلادهم نوعا فريداً من المستشفيات المؤقتة المتخصصة، لما استطاعوا مجابهة آثار أزمة وبائية كبيرة كانت محتملة الوقوع، ولما تمكنوا مؤخراً من تحقيق مستويات إصابات محلية يومية منخفضة حتى وصلت إلى الصفر حالياً.

وبين آلاف قصص المرضى الذين عايشوا تجربة الإصابة بالفيروس القاتل، تبرز قصة فتاة باغتها مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) قبل يومين من عيد الميلاد التاسع لابنها في مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين، مركز تفشي (كوفيد-19)، وهي قصة من بين أكثر من 12000 قصة لمرضى عاديين مكثوا مستشفيات مؤقتة مخصصة للعلاج، واسمها في اللغة الصينية مستشفيات "فانغتسانغ" (الكابينات المربعة).

فقبل فجر يوم 23 يناير الماضي، أصدرت حكومة مدينة ووهان تعميماً بتعليق حركة النقل العام في المدينة التي يقطنها زهاء 10 ملايين نسمة، اعتباراً من الساعة العاشرة صباحا، كما تم إغلاق المطار ومحطة القطار مؤقتا. ومن سوء حظ تلك الفتاة، بدأت أعراض إصابتها بحمى منخفضة، وأظهرت نتائج الاختبار وجود التهاب رئوي. في اليوم التالي، وبعد انتظارها 10 ساعات جاءت نتيجة اختبار الحمض النووي الإيجابية لـ (كوفيد-19). وتصادف أن اليوم التالي هو عيد ميلاد ابنها الذي سيبلغ التاسعة من عمره. وما كان من تلك الفتاة إلا أن تمنت عبر هاتفها المحمول عيد ميلاد سعيدا لابنها الذي كان في غرفة مجاورة في نفس الشقة، قبل أن تتدهور حالتها الصحية بعدها حيث عانت حمى شديدا وصعوبة في التنفس، وآلاما في العضلات، وحتى غيبوبة في الأيام التالية، دون أن تتمكن من زيارة أي مستشفى بالمدينة لأنها كانت مكتظة للغاية بتدفقات مرضى كوفيد-19، ولم يوجد من يساعدها بينما كانت حالتها تتدهور يوما بعد يوم .

لكن الوضع لم يستمر على هذا المنوال أبداً، حيث وقعت تغيرات كبيرة في الوضع يوم 5 من الشهر التالي، أي اليوم الـ14 لإصابتها بـ كوفيد-19، حيث نقلها موظفون في مجتمعها السكني إلى صالة هونغشان الرياضية في حي ووتشانغ بالمدينة، حيث تحولت هذه الصالة الرياضية الضخمة إلى مستشفى مؤقت كامل التجهيز، بينما تم تنظيم ترتيب مئات الأسرة على أرض الملعب في وسط الصالة ضمن صفوف بين وحدات منفصلة بلوحات كبيرة بشكل يشبه كابينات مربعة كبيرة، لتُعرف الصالة الجديدة بعدها باسم مستشفى "فانغتسانغ" في حي ووتشانغ. ونتيجة لذلك؛ حظيت الفتاة أخيرا بعلاج طبي حديث ومجاني، وبدأت رحلة العلاج والشفاء من المرض القاتل لتخرج سليمة معافاة من المشفى بعد 5 أيام.

لقد كشفت الأرقام الرسمية عن تسجيل أكثر من 12000 مريض بمثل حالة الفتاة المذكورة في المدينة المغلقة، حيث استفاد الجميع من الخدمات الطبية الحديثة والمجانية في 16 مستشفى من هذا النوع منذ يوم 2 فبراير الماضي وحتى يوم 10 مارس الجاري، حيث توقفت الأعمال فيها تماشيا مع اقتراب إجمالي عدد حالات إصابة بالفيروس في المدينة وفي جميع أرجاء البلاد من الصفر.

فماذا حدث في المدينة ليقلب الوضع تماما خلال أيام في الشهرين الماضيين؟

حول ذلك أجاب وانغ تشن، نائب رئيس الأكاديمية الصينية للهندسة، خبير الطب التنفسي والأمراض الخطيرة بأن قرار الحكومة انشاء مستشفيات "الكابينات المربعة" وتنفيذها خلال تلك الأيام كان خطوة رئيسية حكيمة في اللحظة الحاسمة وقتها، مشيرا إلى أنه اكتشف وزملاؤه في فريق التحقيق الطبي في أوائل فبراير الماضي أن أحد أهم خصائص كوفيد-19 هو أن من 80 بالمائة إلى 85 في المائة من المرضى كانوا يعانون من أعراض مرضية خفيفة نسبيا، بينما تمكن بعضهم من الشفاء بشكل تلقائي، إلا أن المشكلة أنهم كانوا قادرين على نقل العدوى للآخرين.

ولذلك؛ كان هناك آلاف المرضى الذين يعانون من كوفيد-19 في مرحلة غير خطيرة أو مرضى مشتبه بإصابتهم لم يحصلوا على العلاج الطبي المناسب بسبب التفاوت الكبير بين أعدادهم الكبيرة والموارد الطبية المحدودة بالمدينة. ونتيجة لخوف المرضى المصابين من احتمال نقل العدوى لعائلاتهم، آثروا الخروج من بيوتهم والبقاء خارجاً، لكنهم بذلك تحولوا إلى مصادر عدوى متنقلة خطيرة.. ما أدى إلى انتقال الفيروس إلى مزيد من الأشخاص في المجتمع، وإضافة المزيد من الضغط على نظام الصحة، ما شكّل بالتالي حلقة مفرغة خطيرة، وفقاً لما ذكر مراسلو وكالة انباء شينخوا من خلال ملاحظاتهم في المدينة آنذاك.

وأضاف وانغ أن عدد المرضى المنتشرين في مدينة ووهان تجاوز 10000 شخص ممن خرجوا من المستشفيات والبيوت بين شهري يناير وفبراير المنصرمين، ما جعل الوضع خطيرا جدا.

وفي هذا الصدد؛ كشفت نتائج بحوث علماء صينيين أيضا أن متوسط الفترة من بداية إصابة شخص بالمرض حتى تدهور حالته إلى مستوى خطير، حيث لا يعود قادراً على البقاء على قيد الحياة دون مساعدة المعدات الطبية والعلاج المتخصص في المستشفى، تمتد لحوالي 9.82 يوم فقط. وللأسف، كان هناك كثير من المصابين بالمرض ممن وقعوا ضحايا لهذه الحالة المتدهورة، ممن لم يتمكنوا من الحصول على العلاج اللازم بسبب نقص الموارد الطبية بعد تفشي الوباء في المدينة.

وأكد وانغ أن أهم شيء وقتها تمثل بضمان سبل عزل وعلاج هؤلاء المرضى، والإسراع بتوفير العلاج الطبي المناسب لهم بكل فوري وعاجل حال تأكيد إصابتهم أو الاشتباه بها، مضيفاً: " اقترحنا انشاء مكان معزول خاص بهم يوفر لهم وسائل العلاج الطبي اللازم، والتي تمثلت بهذا النمط من المستشفيات التي اعتاد العامة على تسميتها لاحقاً بمستشفيات الكابينات المربعة."

وفي السياق ذاته؛ لم تتأخر الحكومة الصينية بالموافقة على هذا الاقتراح، حيث سارعت لوضع وتنفيذ خطة في ذات يوم 3 فبراير الماضي. وبعد يومين فقط، تم انشاء ثلاثة مستشفيات كبيرة كانت الأولى من هذا النوع في صالات رياضية أو معارض بالمدينة. وفي نفس الوقت وجهت الدعوة إلى 20 أحسن مستشفى في عموم البلاد لإرسال فرق طبية مختصة لمساعدة المدينة في هذه المستشفيات.

وبدورها تسابقت المستشفيات الصينية في تلبية هذه الدعوة ، وقامت باختيار وإرسال أحسن أطبائها وممرضيها إلى المدينة فى غضون يومين، مزودين بأحدث المعدات الطبية لمستشفياتهم على متن شاحنات كبيرة، والتي تمثلت في أجهزة التصوير المقطعي المحوسب المنقولة، وأحدث المختبرات المنقولة في العالم لاجراء اختبارات الحمض النووي.

وابتداء من يوم 5 فبراير وحتى يوم 10 مارس الجاري ، عمل أكثر من 8000 عامل طبي من 94 فريقا طبيا من عموم الصين في هذه المستشفيات المؤقتة ودعموا المدينة والبلاد بأسرها لتجاوز أخطر لحظة أمام تفشي الوباء. وعلاوة على ذلك، تم ارسال 10 بالمائة من أخصائيي طب الحالات الحرجة إلى مدينة ووهان.

وبعد شفاء وخروج المرضى ومغادرة العاملين الطبيين، بقيت الأسرة والمعدات في أماكنها لتخضع لعمليات تعقيم وتطهير صارمة، إلى جانب كل ركن من أركان المستشفيات المذكورة.

وقال وانغ: "يمكن القول إن مستشفيات الكابينات المربعة المؤقتة الـ16في المدينة تلتقط أنفاسها لتستريح الآن، لكنها لم تغلق تماماً بعد، حيث تحافظ على مستوى من الحذر والتأهب لمواجهة أي مهام جديدة والتعامل معها بكفاءة".


【1】【2】【3】【4】【5】【6】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×