人民网 أرشيف | من نحن 2020:05:04.12:20:04
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الصين
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: الوصم هو "فيروس سياسي" خطير

2020:05:04.12:19    حجم الخط    اطبع

تظهر أحدث الإحصائيات الخاصة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) التي أصدرتها جامعة جونز هوبكنز، بأن الوباء في الولايات المتحدة هو الأخطر إلى حد الآن. الشعب الصيني يشعر بالتعاطف والقلق الشديد حيال ذلك. "العالم بمثابة القرية، إذا كان هناك شخص واحد غير آمن، فسيكون الجميع في وضع غير آمن"، هكذا أعرب مستخدمو الأنترنت في الصين عن استعدادهم لبذل قصارى جهودهم، ورغبتهم في مد يد العون، وهو ما يعتبر شيئا مثيرا للإعجاب، ينقل دفء المشاعر نحو العالم.

في مقابل ذلك، فإن أداء بعض السياسيين الأمريكيين مثير للغضب. فالمسألة تتعلق بحياة الإنسان، ولكن الشيء الأكثر أهمية في نظر هؤلاء هو كيفية الاستفادة من هذا الوضع للعب بعض الحيل السياسية والتنصل من جميع المسؤوليات التي كان يجب عليهم تحملها. وقد علقت وسائل الإعلام الأمريكية على أن الوباء في أوج خطورته وانتشاره، لكن بعض السياسيين ركزوا على شيئين: كراهية الإعلام وكراهية الصين. تحدثت صحيفة "بوسطن غلوب" بحدة، وقالت بأن فرصة محاربة الفيروس قد ضاعت، وأن "أيدي هؤلاء ملطخة بدماء الشعب الأمريكي".

"وصم الصين" سيؤثر حتما على العدالة الدولية. لقد كانت إجراءات مكافحة الوباء في الصين منفتحة نحو الجميع، وكانت عملية احتواء الفيروس شاقة للغاية، ولا يمكن أن يتم طمس ذلك ونفيه من قبل عدد قليل من الأشخاص بأي شكل من الأشكال. وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأن الشعب الصيني قد قدم إسهامات كبيرة لصالح البشرية جمعاء، وذلك من خلال التضحية بالحياة الطبيعية. وفي محض رده على سؤال أحد الصحفيين، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم بأن سرعة وحجم الإجراءات الصينية في مكافحة الوباء من النادر وجودها في العالم. هذا ونشرت المجلة الأكادمية الطبية المعروفة "لانسيت" مؤخرًا في افتتاحيتها بأن الاحتواء السريع لكوفيد-19 في الصين مثير للإعجاب و "يقدم مثالًا ملهمًا لبلدان أخرى". لقد دفعت الصين الكثير خلال محاربتها للوباء، ونجحت إلى حد كبير في احتواء انتشار الفيروس، وأنقذت حياة عدد لا يحصى من أرواح الناس، والآن يأتي بعض السياسيين عديمي الضمير لوصم الصين، فأين هي الحقيقة؟ أين هو العدل؟

لن يكون "وصم الصين" دواء فعالا ومنقذاً لحياة الناس. يقوم فيروس كورونا الجديد بتهديد حق الإنسان في الحياة وحقه في الصحة. في هذا الوقت، من الأهمية بمكان إنقاذ حياة الناس وعدم إلقاء اللوم على الآخرين. أيهما أهم، التعاون أم الإساءة اللفظية؟ هذا أمر بديهي. لكن الواقع للأسف يدعو للذهول. وفقا للمقال تم نشره على شبكة المجلس الأطلسي الامريكية، لم يتخذ البيت الأبيض تدابير وقائية وأساليب رقابة قوية في المراحل المبكرة من الوباء، وهو أهم سبب لتفشي المرض بهذه الطريقة في الولايات المتحدة. وقال بيل جيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة جيتس: "منذ البداية ، قامت الصين بالعديد من الإجراءات الصحيحة، تمامًا مثل أي دولة يوجد بها فيروس". وأضاف: "من المحزن أن الولايات المتحدة كان بإمكانها أن تحقق أداءً جيدًا، ولكن للأسف كانت استجابتها للوباء هي الأسوأ على الإطلاق."

"وصم الصين" سيقوض المساعي الدولية في مكافحة الوباء. تتمتع الولايات المتحدة، باعتبارها القوة الاقتصادية والتكنولوجية الأولى في العالم، بقوة اقتصادية قوية وقدرات بحث علمي قوية ومعايير طبية رائدة. ومن المتوقع أنه في الوقت الذي ستتمكن فيه من التحكم بشكل فعال في الوباء في الداخل، سوف تتعهد الولايات المتحدة بمزيد من الالتزامات الدولية وتساعد الدول والمناطق الأكثر ضعفًا. إن الأداء الضعيف لبعض السياسيين الأمريكيين لن يؤدي إلا إلى تقويض الجهود العالمية لمكافحة الوباء، وتقويض المصير المشترك للبشرية، وتقويض مواطن المساعدة المتبادلة.

إن الحيل التي قامت بتشويه الصين مراراً وتكراراً تأتي من وراء التلاعب السياسي والنوايا السياسية الشريرة، وقد تمت ملاحظة ذلك من قبل الجميع في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. حيث أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الاستجابة للوباء في الولايات المتحدة "مغطاة إلى حد كبير بالحسابات السياسية". وكتب جيم أونيل، رئيس المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدولية، مقالًا بعنوان "انتقاد الصين هو استراتيجية خطيرة لصرف الانتباه"، وقال أنه "بالنسبة للعديد من الحكومات، يبدو أن وصم الصين وسيلة لصرف انتباه الناس وذلك لأجل إخفاء عدم الاستعداد الكافي في استراتيجياتهم المتخذة في مقاومة الوباء. في الوقت الحالي، من المفترض أن تكون الأولوية القصوى في العالم هي الاستجابة الشاملة والمنسقة للأزمة الصحية والاقتصادية المزدوجة التي سببها الوباء. ومهزلة إلقاء الاتهامات هذه ليست عديمة الفائدة فحسب، بل تمثل أيضًا أزمة في حد ذاتها.

يتطلب "الفيروس السياسي" الخطير أيضا جهودا عالمية مشتركة لمحاربته. وقد حذر الدكتور فيرناند دي فارينيس ر. بي، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بقضايا الأقليات، من أن الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد لا يمثل مشكلة صحية فحسب، بل قد يصبح أيضًا فيروسًا يفاقم كراهية الأجانب وإرهابهم. وقد تعرض بعض الآسيويين الذين كانوا يرتدون الكمامات في الدول الغربية للإساءة والضرب في الشوارع، وهذا مثال يدعو للرهبة. كما أشار مقال افتتاحي نشر في المجلة العلمية "نيتشر" المشهورة عالمياً: "منذ اندلاع كوفيد-19، أصبح الآسيويون في جميع أنحاء العالم هدفاً للعنصرية، مما تسبب في أضرار بدنية ومعنوية وفي فقدان سبل العيش لعدد لا يحصى من الناس".

مما لا شك فيه أنه إذا تم السماح للفيروس السياسي بأن يؤثر على العدالة الدولية، وإذا تم السماح لبعض السياسيين باستخدام الفيروس كسلاح سياسي، فإنه سيكون من الصعب جدا إحصاء حجم الخسائر والمعاناة التي سيشهدها العالم، بل وستكتب صفحة مظلمة للغاية في تاريخ البشرية. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×