أطلق عدد من المسؤولين الإيرانيين بعض المؤشرات الإيجابية على المحادثات النووية الإيرانية مؤخرًا، حيث قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع الأمين العالم للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الأطراف المشاركة في الاتفاق الشامل بشأن الملف النووي الإيراني على وشك التوصل إلى اتفاق. وسبق أن أعلن عبد اللهيان قائلا: " أننا أقرب الآن من أيّ وقت مضى، للتوصل إلى اتفاق نووي". لكن، الجولة الثامنة من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني لم تحرز تقدما منذ تعليقها في 11 مارس الماضي.
لقد لاحظ العالم الخارجي أن البرلمان الإيراني تلا بيانا مشتركا موقعا من 250 عضوًا مؤخرًا، يطالب الولايات المتحدة بتقديم ضمانات قانونية لاستئناف الاتفاق النووي الإيراني. كما شدد البيان على ضرورة الحصول على ضمانات قانونية يوافق عليها الكونغرس الأمريكي بأن واشنطن لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى. وبموجب الاتفاقية الجديدة، لا يمكن للجانب الأمريكي استخدام أعذار مختلفة لتفعيل "آلية العودة السريعة" للعقوبات، ولا يمكنه إعادة العقوبات التي تم رفعها بالفعل أو إضافة عقوبات جديدة. كما دعا وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان الولايات المتحدة إلى رفع بعض العقوبات عن إيران من أجل تعزيز استمرار المفاوضات.
كما أشارت صحيفة " وول ستريت جورنال" إلى أن إزالة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة الجماعات الإرهابية هو العقبة الأخيرة التي لم يتم حلها بين الولايات المتحدة وإيران، وربما أكثر القضايا حساسية في المفاوضات. وأكّد روبرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران علنًا أن الحرس الثوري الإيراني سيظل خاضعاً للعقوبات بموجب القانون الأمريكي، وسيظل تصورنا للحرس الثوري الإيراني كما هو، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق نووي.
المحادثات النووية الإيرانية حالياً في مرحلة "الضربة الأخيرة ". أشار لي شاو شيان، مدير الأكاديمية الصينية والدول العربية، إلى أن محور وصعوبة المفاوضات النووية تكمن في قدرة الولايات المتحدة على إزالة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية، وإمكانية رفع العقوبات على إيران وإمكانية الولايات المتحدة على التعهد بعدم الانسحاب من الاتفاقية مرة أخرى، وما إلى ذلك.
لكن، استخدمت الولايات المتحدة خلال تعليق الجولة الثامنة من المفاوضات، "العصا الكبيرة" للعقوبات مرة أخرى، ما ألقت بظلالها على آفاق المفاوضات النووية الإيرانية. وفي 31 مارس، أعلنت الحكومة الأمريكية أنها ستفرض عقوبات جديدة على خمسة أفراد وكيانات مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
أثار تحرك الولايات المتحدة استياءً شديداً من الجانب الإيراني. وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن العقوبات الأمريكية الأخيرة على إيران " دليل آخر على خبث الحكومة الأمريكية تجاه إيران، واستمرار لسياسة الولايات المتحدة الفاشلة المتمثلة في الضغط الشديد على إيران."
أشار لي شاوشيان إلى أنه لا يزال من الصعب على الولايات المتحدة وإيران التوصل إلى توافق بشأن الخلافات الرئيسية، لكن كلا الجانبين يأمل من أن يستأنف الآخر تنفيذ الاتفاق. وتأمل الولايات المتحدة إلى حد ما أن تستأنف إيران صادرات النفط، وتحد من ارتفاع أسعار النفط المحلية، وتخفيف أزمة الطاقة العالمية، كما تتطلع إيران زيادة صادراتها من النفط والغاز بعد رفع العقوبات لتعزيز الانتعاش الاقتصادي والتنمية. وبشكل عام، فإن توقعات الأطراف المشاركة في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني أكثر تفاؤلاً. مصيفا، " بصفته طرفًا ينسحب من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني، تحتاج الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرارات سياسية واتخاذ إجراءات ملموسة لكسب ثقة إيران والمجتمع الدولي."