人民网 2022:04:07.16:26:07
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: دول الشرق الأوسط تتلمس طريق الاستقلال الاستراتيجي

2022:04:07.16:25    حجم الخط    اطبع

مع انتهاء جولة بايدن الأوروبية، شرع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في جولة أخرى تستهدف منطقة الشرق الأوسط. في خطوة اعتبرها محلّلون بأن تهدف إلى كسب الدعم وتعزيز الشعور بالوجود في المنطقة. مع ذلك، وبعد أن غادرت الولايات المتحدة أفغانستان بشكل مخجل، شهد الوضع في الشرق الأوسط تغيرات أيضا: حيث بدأ "الشعور بالأمن" الذي قدّمته الولايات المتحدة لحلفائها ذات يوم في التلاشي، وأصبح لدى دول الشرق الأوسط شعور متزايد بتقرير المصير، وسعي لحماية مصالحها الخاصة.

خلافات حول عدة قضايا

في 27 مارس المنقضي، عقد وزراء خارجية إسرائيل والبحرين ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة، اجتماعا في منطقة سديبوك جنوب إسرائيل. ووصل وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى إسرائيل في ذلك اليوم وحضر الاجتماع. وكانت هذه هي المحطة الأولى من جولته في الشرق الأوسط، التي شملت أيضًا الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل والمغرب والجزائر.

وفي هذا الصدد، قال سون ده قانغ مدير مركز أبحاث الشرق الأوسط بجامعة فودان لصحيفة الشعب اليومية: "هناك ثلاثة أهداف لجولة بلينكن في الشرق الأوسط، أولا، كسب دعم الحلفاء العرب والإسرائيليين في الصراع الروسي الأوكراني ومعاقبة روسيا بشكل جماعي؛ وثانيا، استرضاء إسرائيل والحلفاء العرب بشأن الملف النووي الإيراني، والتأكيد على عدم سماح أمريكا لإيران بتطوير أسلحة نووية؛ وثالثا، هو تعزيز التعاون بين الدول العربية وإسرائيل، وتشكيل آلية تعاون ثلاثية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية، لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين."

وقد بلغت الولايات المتحدة وإيران في الوقت الحالي المراحل النهائية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بشأن الاتفاق النووي الإيراني. ومن أجل "طمأنة" الحلفاء، تعهد بلينكن "بعدم السماح لإيران مطلقًا بامتلاك أسلحة نووية". كما تعهد بالتعاون مع إسرائيل لمحاربة "العدوان" الإيراني في المنطقة. وكانت العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني أحد أهم وعود حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن في السياسة الخارجية. لكن هذا الموقف وجد معارضة من إسرائيل وعدة حكومات عربية.

من جهة أخرى، تأمل الولايات المتحدة في الحصول على دعم حلفائها وشركائها في الشرق الأوسط في الصراع الروسي الأوكراني. لكن دول الشرق الأوسط عمومًا لا تتبع الولايات المتحدة في الاختيار بين أحد طرفي الصراع، لكنها تحافظ على موقف حذر محايد.

وفي مواجهة تقلبات أسعار النفط العالمية، طلب بايدن مرارًا التحدث عبر الهاتف مع قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى لحملها على زيادة إنتاج النفط والحد من ارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة، لكن جميع هذه المحاولات لم تكلل بالنجاح.

ويضيف سون ده قانغ: " بالنظر لما حققته، لم تكن جولة بلينكن في الشرق الأوسط موفقة. فبالنسبة للصراع الروسي الأوكراني، تبدو الدول العربية وإسرائيل غير مستعدة لمعاقبة روسيا، أو الانحياز إلى الغرب. وهي تدعو إلى حل الأزمة الروسية الأوكرانية من خلال الحوار والوسائل الدبلوماسية. وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، تعارض إسرائيل بشدة شطب الولايات المتحدة الحرس الثوري الإسلامي من قائمة المنظمات الإرهابية. أما على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تتفقان على مبدأ حل الدولتين، ونزع السلاح الفلسطيني، لكن، من جانب آخر، توجد خلافات جدية بين الجانبين العربي والإسرائيلي حول حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية وعاصمتها. كما تعبر معظم الدول العربية عن عدم إرضاءها لإهماش الولايات المتحدة لقضية فلسطين."

تراجع الثقة في الاستراتيجية الأمريكية

يقول سون ده قانغ: "تنظر الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط من منظور الاستراتيجية العالمية، وتأمل في أن تتمكن إسرائيل وحلفاؤها العرب من مساعدة الولايات المتحدة والانضمام إلى الجبهة الدولية الموحدة المناهضة لروسيا. بالإضافة إلى ذلك، تحافظ الولايات المتحدة على اتصالات مع القوى المناهضة لها مثل إيران، وتحاول اعتماد مبدأ العصا والجزة، لحملها على الابتعاد عن روسيا."

ومع ذلك، فمن الواضح أن الولايات المتحدة لا تستطيع الحصول على استجابة مرضية من الشرق الأوسط. وأسباب ذلك لا تبدو عصية عن الفهم.

"في الوقت الحالي، بات التعامل مع المنافسة الاستراتيجية من القوى الكبرى، وخاصة التعامل مع الصراع الروسي الأوكراني على رأس أولويات إدارة بايدن. ولهذا السبب أولت الولايات المتحدة اهتمامًا أقل لقضايا الشرق الأوسط. حتى أنها سحبت قواتها العسكرية الرئيسية من أفغانستان وسوريا والعراق، وتراجعت جهودها في مقاومة الإرهاب في الشرق الأوسط، مما أضعف الثقة التي كانت تحظى بها من قبل دول الشرق الأوسط"، يقول سون ده قانغ.

في هذا الإطار، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً جاء فيه أنه منذ تولي إدارة بايدن السلطة، لم يعد الشرق الأوسط محور الدبلوماسية الأمريكية. مما أدّى إلى حدوث فتور في العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، في حين تحول الموقف من الصراع الروسي الأوكراني أحدث علامات الخلاف بين البلدين. كما تعاطت دول الخليج بموقف باهت من الطلبات الأمريكية من زيادة الطاقة الإنتاجية لأسباب خاصة بها. ونتيجة للإجراءات غير المسؤولة التي قامت بها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، تدهور الشعور بالأمن لدى عدة دول في الشرق الأوسط. ولذلك فإن جولة بلينكن وحدها لن تكفي في رأب الصدع بين الجانبين.

إعادة التشكل السياسي

مع "الانكماش الاستراتيجي" للولايات المتحدة، باتت دول الشرق الأوسط تبحث عن الاستقلال الاستراتيجي، وهو ما دشّن مرحلة جديدة من التشكل السياسي في منطقة الشرق الأوسط.

وقد كانت قمة النقب التي عقدت مؤخرا في إسرائيل ذات رمزية قوية. حيث اجتمع مسؤولو بعض الدول العربية وإسرائيل وأمريكا لأول مرة على أرض إسرائيلية، للتباحث في أفق تدعيم شراكتهم الناشئة. وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقب القمة، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد إن الاجتماع له أهمية تاريخية وسيعقد كل عام في المستقبل، وسندعو الجانب الفلسطيني للانضمام.

وتظهر العلاقات بين إسرائيل وتركيا وإيران مع الدول العربية بوادر تحسن في الوقت الحالي، كما تشهد العلاقات بين إسرائيل وتركيا والدول العربية مرحلة تهدئة. وهو ما يدل على أن دول الشرق الأوسط تعمل على تعديل سياساتها الخارجية، في ظل احتدام الصراع بين الدول الكبرى. وفي هذا السياق، يقول سون ده قانغ: "مع انخفاض التوتر في العلاقات بين دول الشرق الأوسط، ستعمل هذه الدول على تعزيز استقلاليتها الاستراتيجية. حيث لن تبادر دول الشرق الأوسط إلى الاصطفاف وراء دولة كبرى بعينها، وستبادر إلى وضع بيضها في سلال متعددة، للتحوط من مخاطر تغيرات الوضع الدولي ". 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×