تعليق: "إقلاع" الغاز الصخري في الصين

أصدر المكتب الوطني الصيني للطاقة في 30 أكتوبر الجاري إعلانا قال فيه أنه قام بتحديد "سياسات قطاع الغاز الصخري" وفقا لـ "مخطط تطوير الغاز الصخري(2011-2015)" والقوانين المتعلقة به.

وتعرف مراسلنا على أن مصطلحات "الإرشاد"، "الدعم" و"الإعانة" تعد كلمات مفتاحية في مخطط تطوير الغاز الصخري، وبالإضافة إلى إدراج قطاع الغاز الصخري ضمن القطاعات الإستراتيجية الناشئة، فسيتم تقديم إعانات مالية للشركات العاملة في قطاع الغاز الصخري.

"هذا يوضح أن الجانب الرسمي يولي إهتماما مستمرا بتطوير قطاع الغاز الصخري." على حد قول لين بوتشيانغ. ويرى هذا الأخير أن هذه الخطوة لم تكن مفاجئة، فمن جهة تعمل الصين في الوقت الحالي على تعزيزتحول بنية الإستهلاك الطاقي، وهذا يعني أن الصين ستقلل إستهلاك الفحم، ورفع حصة إستهلاك الغاز الطبيعي. لكن الواقع الحالي يظهر بأن تبعية الصين للغاز الأجنبي لاتزال عالية. وفي حال نجح الغاز الصخري في سد نقص التزويد بالغاز الطبيعي، فإن ذلك سيخفض التبعية إلى الخارج على نطاق واسع، ويضمن الأمن الطاقي الصيني.

من جهة ثانية، تطوير الغاز الصخري ليس خطوة عمياء. وعلى الأقل أظهر الغاز الصخري نجاحا كبيرا في السوق الأمريكية، ومن الممكن أن يصبح عاملا هاما في تغيير بنية الإمدادات الطاقية الدولية وسياسات الطاقة. وفي الحقيقة، أشارت وكالة المعلومات الطاقية الأمريكية （EIA）ووكالة الطاقة الدولية （IEA）في العديد من المرات إلى أن أمريكا ستصبح منتجا كبيرا للطاقة بسبب الغاز الصخري، في ذات الوقت تعمل أمريكا على تخفيض إعتمادها على الواردات الطاقية الشرق أوسطية.

والصين من جانبها تتمع بأسبقية في مجال الغاز الطبيعي، حيث تشير تقديرات وزارة الطاقة الأمريكية إلى أن الصين تستحوذ على أكبر إحتياطي عالمي من الغاز الصخري يقدر بـ 36 تريليون متر مكعب، في حين يبلغ الإحتياطي الأمريكي 24 تريليون متر مكعب، أي قرابة 20% من الإحتياطي العالمي".

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/