بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً -1/-8 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق: هل يمكن للسياسة المرتكزة على معيار " الكيل بمكيالين" أن تحقق السلام في منطقة الشرق الاوسط ؟

2012:12:05.17:09    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 05 ديسمبر عام 2012- الصفحة رقم:04

تفكرالولايات المتحدة الامريكية في استخدام العصى لفرض منطقة خالية من الأسلحة النووية وسواها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط،لكن عندما تحس بان آلام العصى قد تصل الى حلفائها فإن جميع الاجتماعات ذات الصلة تؤجل الى وقت لاحق. وهكذا، فإن الولايات المتحدة الامريكية تصبح الفائز الاول في ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين.

لقد كان من المقرر عقد مؤتمر حول منطقة خالية من الأسلحة النووية وسواها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط في العاصمة الفنلندية هلسنكي خلال الفترة من 18-20 ديسمبر الجاري، لتحقيق تطلعات المجتمع الدولي للحد من التهديدات الامنية في منطقة الشرق الاوسط، ودفع عملية السلام في المنطقة. ومع ذلك، قامت الولايات المتحدة احد الدول الراعية للمؤتمر تأجيل موعد المؤتمر سابق لأوانه.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية أن هناك اختلافات جوهرية بين دول منطقة الشرق الاوسط في الترتيبات المتعلقة بمجال نزع السلاح وأليات مراقبة الاسلحة. ومن وجهة نظر واشنطن، فإن هذه الخلافات لا يمكن حلها الا من خلال المشاورات بين بلدان المنطقة، ولا يمكن لدول خارجية أن تفرض عملية على المنطقة ولا يمكنها أن تملي نتيجة. وأن الولايات المتحدة لن تؤيد عقد المؤتمر الدولي تتعرض فيه أي دولة بالمنطقة لضغط أو عزلة.

وكما نعلم جميعا،فإن الدول التي قد تتعرض الى ضغوطات او عزل هم حلفاء الولايات المتحدة، التي ظلت الاخيرة طوال الفترة الماضية تخشى من أن يستخدم المؤتمر الذي كان من المقرر عقده في هلسنكي لمهاجمة اسرائيل، والبحث عن مبررات لتاجيل انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط. وقد كان لدى الولايات المتحدة في بداية القرن الكثير من الشكوك لا اساس لها حول تطوير العراق لاسلحة الدمار الشامل،بلغت حتى الحرب.وفي السنوات الاخيرة، تشتبه الولايات المتحدة في أن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية، مما جعلها تنتهج ضد ايران فرض العقوبات الاقتصادية والهديد باستخدام القوة.

تفكرالولايات المتحدة الامريكية في استخدام العصى لفرض منطقة خالية من الأسلحة النووية وسواها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط،لكن عندما تحس بان آلام العصى قد تصل الى حلفائها فإن جميع الاجتماعات ذات الصلة تؤجل الى وقت لاحق.وهكذا، فإن الولايات المتحدة الامريكية تصبح الفائز الاول في ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين.

يعتبر انتشار الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط خطر يهدد السلام في المنطقة. وإن انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط هي تطلعات الغالبية العظمى من بلدان المنطقة، وايضا مصدر قلق للمجتمع الدولي. فمنذ عام 1974، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى قرارات ذات صلة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط. وفي عام 2010،قرر عقد مؤتمر دولي لاستعراض معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية في عام 2012، بشأن مناقشة قضية انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الاوسط. وإن عقد المؤتمر هذه المرة هو توافق واسع في الآراء والالتزام السياسي، ومن اجل القضاء بشكل تعسفي على الاختلافات الجوهرية، غير المسؤولة وغير المعقولة.

إن إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط جزءا لا يتجزأ من تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.ولتحقيق هذا الهدف، تحتاج جميع الاطراف المعنية الى التمسك بمفهوم الامن المشترك، رفض الهيمنة وسياسة القوة، معالجة الاسباب الجذرية لانتشار اسلحة الدمار الشامل.وفي ظل الوقت الراهن، باتت هذه المهمة اكثر الحاحا،وفي تاخيرها مخاطر كبيرة. وقد اصدر أمين عام للأمم المتحدة بان كي – مون و وزير خارجية المملكة المتحدة ووزارة خارجية روسيا بيانا يدعون من خلاله الى عقد المؤتمر في وقت مبكر من عام 2013.

الولايات المتحدة الامريكية العضو الدائم لمجلس الامن الدولي لها تاثيرلا يستهان به على منطقة الشرق الاوسط. وليس من الحكمة أن تعتمد على ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين وتتجاهل حتى الصورة الاخلاقية.ويمثل الشرق الاوسط مركز انتاج الطاقة العالمي،ويتجه نحو لعب دور ريادي في العالم.وإن الولايات المتحدة غير معفية من اي تاثير قد تولده الازمات الاقتصادية في العالم.

إن الصبر سر نجاح العمل وبه فقط يمكن عمل هذه الامور بوضوح ومباشرة. وإذا ما تجاوز الحد وفقدت قوة ضبط النفس فإن العواقب سوف تكون وخيمة،ومسؤولية الدول الكبرى ثقيلة.




/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات