غزة 8 ديسمبر 2012 / احتفلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (السبت) في مدينة غزة بذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين بحضور رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي دعا إلى شراكة فلسطينية وبرنامج ينحاز "للمقاومة".
وشارك مشعل مع قادة من حركة حماس بالخارج في مهرجان انطلاقة حماس خلال زيارتهم للمرة الأولى إلى قطاع غزة التي بدأت أمس الجمعة واعتبرها مشعل "بداية لإقرار العودة إلى أرض فلسطين".
وفي خطابه المطول، عرض مشعل الذي كرس بوصوله لغزة زعامته لحماس رغم أنه أعلن منذ فترة رغبته بالتنحي عن منصبه، محددات سياسات حماس فيما يخص الصراع مع إسرائيل وملف المصالحة الداخلية التي دعا إليها بشكل متكرر.
وقال مشعل خلال المهرجان بحضور عشرات الآلاف من أنصار حماس، إن مصر ثورة 25 يناير ورئيسها محمد مرسي - وهو قيادي سابق بجماعة الأخوان المسلمين ذات العلاقة الوثيقة مع حماس- ستكون راعية المصالحة الفلسطينية قريبا.
وأكد على تمسك حركته بوحدة الأراضي الفلسطينية والتوافق على برنامج سياسي "ينحاز للوطن والمقاومة"، وقال إن "المصالحة والوحدة الوطنية تعني وحدة النظام السياسي".
وأضاف مشعل الذي يرأس المكتب السياسي لحماس منذ العام 1996، "آن الأوان لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية ومن يظن أن الانقسام مصلحة مخطئ ومن يعتقد أن حماس مصلحتها بالانقسام مخطئ".
ورحبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على لسان عضو لجنتها المركزية ومفوض ملف الحوار الوطني فيها عزام الأحمد لوكالة أنباء ((شينخوا))، بخطاب مشعل، معتبرة أنه "مؤشرا إيجابيا" نحو قرب المصالحة الفلسطينية.
وقال الأحمد إن "إنهاء الانقسام هو طريق لتحقيق الشراكة بين فتح وحماس والكل الوطني الفلسطيني والانتخابات التي لا بد من الإسراع في إجرائها هي العنوان الرئيسي لإنهاء الانقسام"، داعيا إلى بدء الاتصالات لـ"ترجمة الرغبة المتبادلة بالمصالحة" .
ووقع مشعل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة (فتح) في فبراير من العام الماضي، اتفاقا رعته قطر لتشكيل حكومة مستقلين لإجراء انتخابات عامة خلال 6 شهور.
وقوبل الاتفاق حينها باعتراضات من قيادات حماس في قطاع غزة الذين رفضوا تولى عباس لحكومة التوافق وحالت الخلافات بعد ذلك في المضي بتنفيذ اتفاق المصالحة حتى أوقفت الحركة الإسلامية عمل لجنة الانتخابات المركزية في القطاع في يوليو الماضي.
وإلى جانب ملف المصالحة، ركز مشعل في خطابه على تجديد مواقف حركته فيما يخص الصراع مع إسرائيل، مشيرا إلى أن حركته "لن تعترف بشرعية احتلالها للأراضي الفلسطينية ولن تتنازل عن شبر من أرض فلسطين التاريخية".
ولم يأت مشعل في خطابه على ذكر قبول دولة فلسطينية على الحدود التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 رغم أنه والعديد من قادة حماس أكدوا على ذلك في عدة مناسبات.
في الوقت ذاته، قال مشعل إن المقاومة "وسيلة وليست غاية"، مشيرا إلى أنه "إذا وجد العالم طريقا ليس فيه مقاومة ودم يعيد لنا فلسطين والقدس وحق العودة وينهي الاحتلال فأهلا وسهلا ".
وقاطع المحتشدون في ساحة المهرجان خطاب مشعل في عدة مناسبات وهم يرددون هتافات مؤيدة له وأخرى تتوعد إسرائيل.
والقى مشعل خطابه من منصة تقدم إليها من بوابة مجسم لصاروخ (M75) طوله 15 مترا، في إشارة إلى الصاروخ محلي الصنع الذي أطلقته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس للمرة الأولى في موجة العنف الأخيرة مع إسرائيل منتصف الشهر الماضي باتجاه مدينتي تل أبيب والقدس.
وقبيل كلمته جلس مشعل رفقه نائبه موسى أبو مرزوق وعضوا المكتب السياسي لحماس محمد نصر وعزت الرشق الذين يرافقونه في زيارته إلى غزة، على المنصة الرئيسة للمهرجان وبجانبهم رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية.
واعتبر هنية في كلمة له خلال المهرجان، أن وصول مشعل وقادة حماس في المنفى إلى غزة هو " تكريس للنصر ببعده العسكري والسياسي وبداية التعبيد لطريق العودة إلى كل فلسطين".
وتحدث هنية عن عوامل "انتصار المقاومة على الاحتلال" خلال جولة العنف الأخيرة في غزة قائلا، إن ما يجرى "سيتيح لنا البدء بوضع خطة إستراتيجية فلسطينية عربية وإسلامية شاملة لتحقيق التحرير الشامل لكل فلسطين ولعودة كل اللاجئين".
ولوح مشعل وهنية وباقي قادة حماس إلى المحتشدين وهم يرفعون رايات حركة حماس الخضراء والأعلام الفلسطينية: إلى جانب صور لكبار قدامى قادة الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف العام 2007 بالقوة بعد جولات من القتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
وحضر وفد رفيع من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مهرجان حماس الذي بثه تلفزيون فلسطين الرسمي كاملا لأول مرة.
وقدرت حماس عدد المحتشدين في مهرجان ذكرى انطلاقة حماس الذي أقيم قبل موعدها في 14 من الشهر الجاري، بنصف مليون شخص قالت إن بينهم 4 آلاف "ضيف" من دول عربية وإسلامية بينها مصر التي تحكمها جماعة الإخوان المسلمين، وقطر التي تستضيف مشعل منذ عام.
وفي كلمة الوفود إلى غزة، قال محمد ولد الددو رئيس الوفد الموريتاني إلى غزة، إن "أرض فلسطين هي ملك للأمة العربية والإسلامية ولن تتنازل عن شبر منها "، داعيا على دعم الفلسطينيين بالمال والسلاح.
وإلى جانب حضور مشعل ورفاقه للمهرجان خيمت على أجوائه نتائج عملية (عماد السماء) العسكرية التي شنتها إسرائيل بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة في الفترة من 14 إلى 21 من الشهر الماضي وقتل خلالها 177 فلسطينيا وجرح 4 آلاف آخرين، فيما اعتبرتها حماس "انتصارا" لها.
وقالت حماس إنها "انتصرت" على إسرائيل بعد أن أعلنت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الجانبين تضمن رفع الحصار المفروض على القطاع منذ منتصف العام 2007.
وقتل خلال جولة العنف الأخيرة 6 إسرائيليين وجرح آخرون جراء إطلاق حماس أكثر من ألف صاروخ وصل خمسة منها إلى مدينتي تل أبيب والقدس لأول مرة وسقط نحو 50 منها فقط في مناطق مأهولة سكنيا .
وقال متحدث ملثم باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس خلال المهرجان مخاطبا الإسرائيليين، "قاتلناكم أيها الصهاينة بعشر قوة المقاومة فكيف لو قاتلناكم بكل قوتنا من غزة والضفة والأمة .. بأهلنا في مصر الكنانة وقد بدأ كل ذلك يجتمع لنا".
وأضاف المتحدث، "قاتلناكم بالقوات الصاروخية البسيطة وبعض قوات الدفاع الجوي المحدود، هذا الانتصار خير شاهد على أن زمان الاحتلال قد ولى".
وتولت فرق إنشاد محلية وأخرى من لبنان والأردن إثارة المحتشدين وهي تتغنى "بنصر المقاومة" ومناهضة إسرائيل وتضمنت العبارة الشهيرة "إضرب إضرب تل أبيب".
وظل المحتشدون يرددون خلف عريف الحفل "لن نعترف بإسرائيل " و"لبيك يا أقصى".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn