تحليل اخباري: مصر والولايات المتحدة تتجهان للحفاظ على تحالفهما الاستراتيجي على أساس المصالح المشتركة

القاهرة 17 فبراير 2013/ بينما تمر مصر بتغيرات جوهرية في الشئون الداخلية وتحولات محورية في العلاقات الخارجية، تتباين التكهنات بشأن مدى تأثير تلك التغيرات على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة.

ويرى مراقبون ان مصر والولايات المتحدة لديهما تحالف استراتيجي يرتكز على المصالح المشتركة، مشيرين إلى ان الولايات المتحدة تستند في علاقاتها مع مصر على عاملين: امن اسرائيل وقناة السويس.

وقالت نهى بكر، استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، لوكالة ((شينخوا))، " ما دامت السفن الامريكية تمر عبر قناة السويس ولا يوجد تهديدات على أمن اسرائيل، العلاقات المصرية-الامريكية مستقرة"، رغم انها لم تستبعد وغيرها من الخبراء احتمال وقوع بعض التطورات التى ربما تعيد صياغة الوضع.

وأحد التغيرات الرئيسية التي تشهدها سياسة مصر الخارجية الآن هو استعادة العلاقات بشكل تدريجي مع ايران بعد 30 عاما من الانقطاع .

وزار مرسي طهران نهاية شهر اغسطس الماضي لحضور قمة حركة عدم الانحياز، ليصبح أول رئيس مصري يزور ايران في غضون عقدين. وبالمثل، اصبح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أول رئيس ايراني يزور مصر خلال 34 عاما بزيارته الأخيرة التي قطعها للقاهرة لحضور القمة الاسلامية مطلع الشهر الجاري.

وقال احمدي نجاد في مقابلة مع التلفزيون المصري خلال زيارته انه يرى مستقبل العلاقات المصرية-الايرانية " جيد جدا"، مشيرا إلى ان ايران تأمل في تحقيق علاقات طبيعية مع مصر وان كانت ليست في عجلة من أمرها.

ويعتقد بعض الخبراء ان قرار مصر السنية لإحياء العلاقات المجمدة مع الجمهورية الاسلامية الشيعية يبعث برسالة خاطئة إلى الولايات المتحدة، التي هي على خلاف مع ايران بسبب البرنامج النووي للأخيرة.

واستبعد طارق السنوطي، رئيس القسم السياسي بجريدة ((الأهرام ))، احتمال ان تقوم مصر بإعادة العلاقات بشكل كامل مع ايران.

وقال السنوطي " الولايات المتحدة هي حليف مهم لمصر, والإدارة المصرية تدرك جيدا ان العلاقات الكاملة مع ايران ستزعج الامريكان، لذا من غير المرجح ان يتم استعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل"، مضيفا ان الادارة المصرية ستسعى إلى " التوازن" في علاقاتها الاقليمية والغربية ولن يكون تسوية علاقاتها مع دولة ما على حساب دولة أخرى.

بيد ان بكر تطرقت الى العلاقات المصرية-الايرانية من وجهة نظر مختلفة، معتبرة ان الاتجاه الجديد للعلاقات بين مصر وايران هو " تعميق" العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقالت بكر " الولايات المتحدة من المرجح ان تستخدم مصر كوسيط مع ايران، وسوف تكون وسيطا مقبولا من الطرفين"، مشيرة إلى ان مصر لا يمكن ان تأخذ ايران كحليف على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة، التي دعمت الادارة الحالية للرئيس محمد مرسي منذ لحظة توليه منصبه.

[1] [2]

/مصدر: شينخوا/