تحليل اخباري : الوساطة الامريكية لحل الازمة السياسية فى مصر وصلت لطريق مسدود

القاهرة 4 مارس 2013 / رأى محللون سياسيون اليوم (الاثنين) ان الوساطة الامريكية لحل الازمة السياسية الحادة فى مصر فشلت بعد ان وصلت الى طريق مسدود فى ظل عدم استجابة الرئاسة المصرية والمعارضة لجهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري.

واختتم كيري امس زيارة للقاهرة استمرت يومين ، التقى خلالها الرئيس محمد مرسي ، وبعض رموز المعارضة، ووزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسي.

وجاءت زيارته فى وقت لاتزال الازمة السياسية بين مؤسسة الرئاسة مدعومة من جماعة (الاخوان المسلمين) ، وجبهة (الانقاذ الوطني) المعارضة محتدمة ، بينما تشهد البلاد اعمال عنف واشتباكات دامية بين الشرطة والمتظاهرين.

وكانت السفيرة الامريكية بالقاهرة آن باترسون صرحت مؤخرا بان بلادها " تعمل على تقريب وجهات النظر بين الحكومة المصرية والمعارضة"، فيما اجرى كيري قبل زيارته لمصر بأيام اتصالات هاتفية بكل من الرئيس مرسي،والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للاخوان، والدكتور محمد البرادعي رئيس حزب (الدستور)، وعمرو موسى رئيس حزب (المؤتمر)، والدكتور السيد البدوي رئيس حزب (الوفد) وهم اعضاء فى جبهة الانقاذ ودعاهم الى "بلورة خريطة طريق واحدة للخروج من الازمة السياسية الراهنة بتقديم كل طرف تنازل من جانبه".

وقال الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات السياسية ان امريكا ضغطت على جماعة الاخوان المسلمين لدفعها نحو تعديل خريطتها فى الحكم لاسيما ان الكونجرس الامريكي يوجه انتقادات لادارة الرئيس باراك اوباما بسبب دعمها وتأييدها لجماعة الاخوان التى تقصى المعارضة ولا تحرزا تقدما فى مسار الديمقراطية.

واضاف ، لوكالة انباء ((شينخوا)) ، ان واشنطن فشلت فى اقناع الاخوان بتعديل مسارهم فى الحكم ، فاتجهت للضغط على المعارضة وطالبتها بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية وهو ما قوبل بالرفض.

ورفض ابرز قادة جبهة الانقاذ وهم حمدين صباحي ومحمد البرادعي والسيد البدوي لقاء كيري اعتراضا على محاولة امريكا الضغط على المعارضة لدفعها نحو التراجع عن قرارها بمقاطعة الانتخابات.

ورأى ان كيري اكد صراحة دعم بلاده لمرسي مع بعض التحفظات ، واشار الى ان امريكا تستفيد من جماعة الاخوان فى التخفيف من حدة الانتقادات الواسعة التى كان يطلقها تيار الاسلام السياسي فى الشرق الاوسط ضد السياسات الامريكية بل ان الخطاب السياسي ضد امريكا اصبح غير موجود.

وتابع ان هناك مصلحة استراتيجية لامريكا تتعلق بجماعة الاخوان تتمثل فى امكانية قيام الاخيرة بالوساطة فى الصراع العربي - الاسرائيلي فضلا عن التزام مصر فى عهد الاخوان بعدم تمرير الاسلحة الى غزة.

ولفت الى ان امريكا تفضل من الناحية الاقتصادية حكم الاخوان الذين سمحوا بالاستثمار فى مناطق حساسة فى مصر مثل سيناء وقناة السويس وهو ما كان محظورا من قبل.

وفيما يتعلق بالمعارضة المصرية أكد غطاس انها لن تلتزم بالوساطة الامريكية ولن تتراجع عن موقفها بمقاطعة الانتخابات البرلمانية الا اذا استجابت جماعة الاخوان لطلباتها بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على الانتخابات.

وعلق على تصريحات كيري التى اشار فيها الى ان بلاده صديقة للشعب المصري وليس لجماعة معينة او اشخاص معينيين بتأكيده ان " امريكا ليست صديقة للشعب وانما صديقة للانظمة" الحاكمة.

من جانبه ، قال الدكتور يسري العزباوي الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسي ان الرئيس مرسي لن يقبل اى ضغوط بتشكيل حكومة جديدة لانه يعلم تماما ان امريكا تدعمه بشكل مطلق لانه يمثل استقرارا لمصالحها فى المنطقة.

[1] [2]


إقرأ ايضا:
مصر: اصابة 189 شخصا فى اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين فى بورسعيد
مصر: 4 قتلى بينهم شرطيان في اشتباكات في بورسعيد

/مصدر: شينخوا/