وزير فلسطيني: كيري أكد أن المسار السياسي هو أساس جهوده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل

رام الله 16 مايو 2013/ قال وزير الشئون الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي اليوم (الخميس)، إنه تلقي تأكيدات من وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بأن المسار السياسي هو أساس جهوده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل.

وذكر المالكي، في مؤتمر صحفي عقده برام الله في الضفة الغربية، أن كيري أبلغه بأن أي تقدم على الصعيد الاقتصادي سيكون ترجمة للتقدم على المسار السياسي وليس العكس.

وأشار إلى أن ترتيبات للأمن - وفق ما أبلغه به الوزير الأمريكي - ستنطلق من الاحتياجات الأمنية المشتركة للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لافتا إلى أن كيري يجري مباحثات مع شركات كبرى ودول للاستثمار في الأراضي الفلسطينية.

في الوقت ذاته، قال المالكي إن كيري ما زال يتحدث عن عموميات بشأن الإطار الذي يعمل على وضعه لاستئناف المفاوضات، وأن تفاصيل الخطوط العريضة لهذا الإطار تحتاج إلى مزيد من الوقت من أجل إنضاجها.

ويبذل كيري جهودا منذ 20 مارس الماضي سعيا لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ مطلع أكتوبر 2010 بسبب الخلاف على الاستيطان الإسرائيلي.

وسبق أن تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تبني كيري رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن التركيز على المسار الاقتصادي كأساس للتقدم بالمباحثات السياسية مع الجانب الفلسطيني.

ومن المقرر أن يزور كيري المنطقة يوم الاثنين المقبل سعيا لمتابعة مباحثاته مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وشدد المالكي، أن الموقف الذي أعلنه وفد وزراء الخارجية العرب في واشنطن الشهر الماضي القاضي بالاستعداد لتبادل الأراضي مع إسرائيل لم يتضمن أي تعديلا على مبادرة السلام العربية.

وقال بهذا الصدد "لم يحصل أي تعديل أو تغيير أو حذف على مبادرة السلام العربية، ونحن أكدنا في واشنطن أن المبادرة العربية تصلح قاعدة أساس لإمكانية الوصول إلى اتفاق سلام".

وأضاف المالكي "ليس لدينا أية صلاحيات للحديث في أي تعديل أو إضافة أو حذف للمبادرة العربية لأن ذلك من اختصاص القادة العرب في قمة عربية ".

وأكد أن الموقف بشأن تبادل الأراضي هو تأكيد على الموقف الفلسطيني الرسمي عند الحديث عن تبادل طفيف بالقيمة والمثل بعد الاتفاق على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الحدود المحتلة عام 1967.

وبين المالكي، أنه تم الاتفاق بين الوفد العربي وكيري على التأسيس لحوار عربي أمريكي دائم، وأن يكون للجانب العربي دورا مؤثرا في استكمال الدور الأمريكي ويساهم في تعزيز الموقف الفلسطيني في مفاوضات قضايا الحل النهائي.

من جهة أخرى، قال المالكي إن لجنة تقصي حقائق مشكلة من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو)، ستصل إلى مدينة القدس في العشرين من الشهر الجاري للتحقيق بشأن إجراءات "التهويد" الإسرائيلية في مدينة القدس.

وذكر أن الوفد سيمكث في القدس لخمسة أيام ثم يعود إلى مقر اليونسكو في باريس لتقديم تقرير شامل عن الزيارة، مشيرا إلى أنه سيشارك في مباحثات اليونسكو لصياغة قرارات بناء على توصيات اللجنة.

واعتبر المالكي، أن إيفاد لجنة دولية إلى القدس "إنجاز" حظي بتقدير كل الدول الأعضاء في المنظمة، خاصة أنها المرة الأولى منذ 2004 التي يتم فيها إيفاد لجنة دولية للتحقيق في الإجراءات التهويدية في القدس، وليس كما يعتقد البعض أن ذلك تراجع من الجانب الفلسطيني.

وحول الاعتداءات التي تجري ضد القدس والأماكن المقدسة اتهم المالكي الحكومة الإسرائيلية، بتبني سياسة ممنهجة تبلورت وتأخذ مظاهر واضحة في كيفية الاستيلاء على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة، بغرض السيطرة والاستيلاء على الأقصى وساحاته وبواباته.

وأشار إلى أن ذلك بدأ من خلال دخول المستوطنين بحجة السياحة صباحا ومساء ثم أصبحت الخطوة الثانية تتعلق بخطوات العبادة في الساحات، وأخذت تتطور، وهناك تهديد يومي من قبل الجماعات المتطرفة.

وحذر المالكي، من أن تلك الخطوات تمهد للتواجد الدائم ثم التغيير في المكان، ثم التقاسم وبعدها منع المسلمين من الدخول والصلاة في الأقصى لمحاولة إعادة ما تم تنفيذه في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، داعيا العرب والمسلمين إلى زيارة القدس والتواجد الدائم فيها.

ولفت المالكي، إلى أن ما يجرى في القدس سيتصدر جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي سيقعد في باكو عاصمة اذربيجان في 11 يونيو القادم بحضور كافة الدول الأعضاء 57 دولة وكافة المنظمات التي تعنى بالشأن الإسلامي .

ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.

/مصدر: شينخوا/