تعليق: لماذا أمريكا تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لإحياء محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

قال وزير الشؤون الإستراتيجية والمخابرات الإسرائيلية يوفال شتاينتز يوم 20 يوليو الحالي، إن الاتفاق الذي تم للإعلان عن استئناف المفاوضات، يهدف إلى إطلاق سراح عدد معين من الأسرى الفلسطينيين، وسيتم تنفيذه على مراحل. وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في العاصمة الأردنية عمان عن أن الجانبين توصلا إلى اتفاق يضع أساسا لاستئناف المفاوضات المباشرة بشأن قضايا الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن الاتفاق مازال في مرحلة التبلور. وقد جاء هذا الاتفاق المتوسط بعد الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي على مدى ستة أشهر.

بذلت الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة الكثير من الجهد من اجل التأثير في القضية الفلسطينية الإسرائيلية. وأشار لي وي جيان نائب رئيس جمعية دراسة الشرق الأوسط الصينية إلى أن الفلسطينيين والإسرائيليين لديهما درجة معينة من الاعتراف بالولايات المتحدة. وإن إسرائيل مستعدة للاستماع إلى الولايات المتحدة، ويعتقد الفلسطينيون أيضا أن الولايات المتحدة السبيل الوحيد للضغط على إسرائيل وإجبارها على تقديم التنازلات،لذلك فإنها هي أيضا على استعداد للاستماع للولايات المتحدة.

وقد كانت محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية معلقة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، لماذا عادت الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة بقوة لإعادة إحياء محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات بجدية؟

ويعتقد يين قانغ خبير في الشؤون الشرق الأوسط، أن التوقيت الذي اختارته الولايات المتحدة لإجراء محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية مناسب نسبيا. حيث أن الاضطرابات التي تشهدها سوريا هزت نظام بشار الأسد، وسوريا لا تستطيع دعم الفلسطينيين، بالإضافة إلى ضعف التأثير الإيراني على فلسطين، مما جعل الولايات المتحدة تدرك أن هذه الفترة فرصة لتعزيز محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

وبالإضافة إلى الفرصة المذكورة، هناك أزمات أيضا. والولايات المتحدة بالرغم من تركيزها الاستراتيجي على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلا أن الوضع في الشرق الأوسط يشعرها بعدم الراحة أيضا. والتغيرات المعقدة في وضع المنطقة يجلب باراك اوباما فيه، ما اضطره إلى الانشغال بالشرق الأوسط تماما. وأشار ما شياو لين خبير الشؤون الدولية أن بدء محادثات السلام يمكن أن يبطئ الضغط الأمريكي في الأزمة النووية الإيرانية والحرب الأهلية في سورية، أو على الأقل الحد من الازعاج، وبالتالي أصبح إحياء الولايات المتحدة محادثات السلام الفلسطيني الإسرائيلي أسهم سلبية للعبة في الشرق الأوسط.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/