بكين   غائم~مشمس 13/-1 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

جولة أوباما في الشرق الأوسط ... محاولة لترك إرث سياسي واستعراض دبلوماسي

2013:03:23.14:17    حجم الخط:    اطبع

بقلم: شيماء خه

بكين 23 مارس 2013 /وسط حالة من الشك انتابت البعض في الولايات المتحدة وتظاهرات احتجاجية في الضفة الغربية والأردن، اختتم الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة جولته في الشرق الأوسط والتي زار خلالها كلا من إسرائيل وفلسطين والأردن.

ورغم سيل التوقعات والتكهنات بشأن أهداف ونتائج جولة أوباما، رأى خبراء صينيون أن الرئيس الأمريكي قام بهذه الجولة بالأساس كمحاولة لترك إرث سياسي، موضحين أن هذه الزيارات لا تعدو كونها "استعراضا دبلوماسيا" لمواجهة الانتقادات الداخلية والخارجية.

زيارة الشرق الأوسط ضرورية

قبل أربع سنوات، طرح أوباما إستراتيجية "إعادة التوازن" في منطقة آسيا-الباسيفيك، ما حوّل ثقل السياسة الخارجية الأمريكية إلى هذه المنطقة. ولكن تدهور الوضع في الشرق الأوسط عرقل مسعى أوباما، الأمر الذي جعله يختار دولا شرق أوسطية كمحطات لأولى زياراته الخارجية في فترة ولايته الثانية.

وفي هذا السياق، قال جيا شيو دونغ، الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية، "إن قضية الشرق الأوسط معقدة للغاية، وقرار أوباما الخاص بزيارة المنطقة لم يأت من قبيل أنه يسعى لأن يصبح بطلا ولكنه جاء بدافع خدمة المصالح الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وضغوط السياسة الداخلية الأمريكية. كما أن أوباما قد يعتبر هذه الجولة إرثا سياسيا شخصيا كبيرا يتركه بعد مغادرة البيت الأبيض عقب أربع سنوات".

وأوضح جيا أن من بين الأسباب التي دفعت أوباما إلى زيارة المنطقة؛ "أولا، تتمتع الولايات المتحدة بمصالح إستراتيجية مهمة في الشرق الأوسط ولا يمكنها أن تهمل العلاقات مع المنطقة. ثانيا، تتمتع كتلة الأمريكيين اليهود بنفوذ سياسي كبير داخل الولايات المتحدة، فأي سياسي يريد أن يثبت مكانته على الساحة السياسية الأمريكية لا يمكنه أن يستهين بهذه الكتلة. ثالثا، وضع الشرق الأوسط معقد للغاية، وبناء على درس حرب العراق، يعرف أوباما جيدا أن التدخل المباشر في شؤون الشرق الأوسط يخلف عواقب وخيمة. وبينما أنجز أوباما الانسحاب من العراق، وفضل التدخل الانتقائي في قضايا مثل الحرب في ليبيا والأزمة السورية، يعتبر أوباما هذه الخطوات من إرثه السياسي المهم".

ولفت محللون صينيون آخرون إلى إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول الآن تجنب الاعتماد على النفط والغاز بالشرق الأوسط،إلا أنها لا تستطيع أن تهمل المنطقة، إذ تحتاج إلى ضمان استقرار سوق الطاقة العالمية وعدم الانتشار النووي واستئناف عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية والتخلص من التهديدات الإرهابية ودعم الحلفاء العرب. وكل هذه الأمور تقيد عملية اتخاذ القرار في واشنطن.

استعراض دبلوماسي

ربما أدى الوضع المعقد في الشرق الأوسط في هذه الآونة إلى عدم ظهور توقعات متفائلة كثيرة إزاء جولة أوباما في المنطقة.

ويرى تشيوى شينغ، رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، أن "جولة أوباما لا تهدف إلى تحقيق انجازات كبيرة، وحتى البيت الأبيض نفسه قلل من التطلعات إزاء الزيارة قبل أن تتم"، مضيفا أن "أوباما يهدف إلى القيام باستعراض دبلوماسي فقط ليجعل العالم يعرف أنه لم يهمل الشرق الأوسط".

وأضاف تشيوى أنه "في فترة ولايته الأولى، لم يعط أوباما لإسرائيل وعودا بضمان أمنها بقدر ما فعل الرؤساء الأمريكيون الآخرون، ولم يقدم دعما قويا لإقامة دولة فلسطين. كما لم تتمكن واشنطن من فرض تأثير كبير على الوضع بالدول الأخرى بالمنطقة في ظل حالة الاضطرابات الجارية هناك. وكل هذا جعل أوباما يواجه انتقادات داخلية وخارجية كبيرة في ولايته الأولى. ولهذا، قرر أوباما زيارة الدول الثلاث بالشرق الأوسط لإظهار اهتمامه بالمنطقة".

وفي هذا الصدد أيضا، قال جيانغ قوه بنغ، الصحفي والخبير بالشؤون الإسرائيلية إنه من الممكن أن نصف جولة أوباما ب"جولة طمأنة"، إذ سعى الرئيس الأمريكي إلى تخفيف حالة القلق لدى الإسرائيليين والفلسطينيين إزاء مستقبل الشرق الأوسط.

وعلى مدار جولته، بذل أوباما قصارى جهده لإظهار قربه من الحليف إسرائيل، فلدى وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي يوم الأربعاء الماضي،طمأن الإسرائيليين قائلا إن "الولايات المتحدة فخورة لوقوفها إلى جانب إسرائيل بصفتها حليفها الأقوى"، مضيفا أنه ليس من باب الصدفة أن تكون إسرائيل الدولة الأولى التي يزورها في فترة ولايته الثانية.

كما اعتبر الرئيس الأمريكي أن هذه الزيارة تشكل فرصة سانحة للتأكيد على أن التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة "لا ينفصم" وأن واشنطن ملتزمة بضمان أمن إسرائيل وشعبها.

ومن ناحية أخرى، حاول أوباما طمأنة الفلسطينيين، حيث قال بعد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يعتقد أن "إقامة المستوطنات أمر ليس بناءا، ولا يصب في مصلحة دفع عملية السلام"، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى السلام وفقا لـ"حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.

ولكن تشيوى ذكر أن كل هذه التصريحات "مجرد استعراض دبلوماسي، إذ لن تؤدي جولة أوباما إلى انجازات كبيرة لأن قضية الشرق الأوسط محورها القضية الفلسطينية. وهذه القضية قائمة منذ عقود ولا يمكن حلها دفعة واحدة. وعلى الرغم من أن أوباما ذكر في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس أن إقامة المستوطنات أمر غير بناء ولا يصب في مصلحة دفع العملية السلام، لم يفرض الرئيس الأمريكي أي ضغط فعلي على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات، ودعا الفلسطينيين إلى عدم وضع شروط مسبقة لاستئناف محادثات السلام. ولكن في الحقيقة، تعد المستوطنات أكبر عائق على طريق استئناف محادثات السلام".

تطلعات إلى نتيجة للجولة

قال تشيوى إنه لو تمكن أوباما من دفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات، فربما تصبح هذه النتيجة الأكبر لجولته في الشرق الأوسط.

ووفقا لتقارير إعلامية، فإن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يعتزم العودة إلى القدس لبحث القضية الفلسطينية - الإسرائيلية ، ما يبعث ببصيص أمل حول استئناف محادثات السلام.

وبالإضافة إلى القضية الفلسطينية، ربط محللون كثيرون كذلك بين جولة أوباما وقضيتي الملف النووي الإيراني والأزمة السورية.

وفي هذا الإطار، صرح تشيوى قائلا "من غير المعروف ما إذا كان أوباما ونتنياهو قد توصلا إلى اتفاق بشأن التعاطي مع القضية النووية الإيرانية أم لا، ولكن أوباما أوضح أنه يفضل الحل الدبلوماسي وأن الولايات المتحدة تنتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو المقبل. ولا بد من تبادل الآراء بين أوباما ونتنياهو في هذا الشأن بشكل دقيق. وقد يميل نتنياهو إلى رأي أوباما، ما يقلل احتمالات شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية".

وفي معرض حديثه عن الأزمة السورية، قال تشيوى "إن اهتمامات الولايات المتحدة وإسرائيل بما يجري في سوريا مختلفة، فبينما تهتم واشنطن بدرجة أكبر بنشر قيمها، تهتم تل أبيب بأمنها في المقام الأول.وتعتقد إسرائيل أنه في عهد الرئيس السوري بشار الأسد لم تشهد الحدود الإسرائيلية - السورية توترا كبيرا، ولكن إذا تنحى الرئيس الأسد فستغرق سوريا في الفوضى وقد تسقط أسلحة خطيرة في أيدي متطرفين، الأمر الذي سيهدد أمن إسرائيل".

ورجح تشيوى أن يكون نتنياهو قد أبلغ أوباما عن كل ما يقلق إسرائيل بالتفصيل، وتابع قائلا "ربما هذه ليست المرة الأولى التي تبدي إسرائيل فيها قلقها للإدارة الأمريكية ، ولكنها أول مناقشة حول هذا القلق بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي وجها لوجه في فترة الولاية الثانية لأوباما. وذلك قد يجعل أوباما يعيد النظر في سياسته المستقبلية تجاه القضية السورية".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات