بكين   ~ غائم 11/2 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق: الارتباك الأمريكي في الشرق الأوسط

2013:02:26.15:35    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليوميةـ الصادرة يوم 26 فبراير عام 2013- الصفحة رقم:03

تشمل أول زيارة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. ويري البعض، أن اختيار جون كيري منطقة الشرق الأوسط لزيارته الأولى يظهر أن ملف المنطقة يتصدر أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.

أخفق الرئيس باراك أوباما في فترة رئاسته الأولى في تحسين علاقات أميركا المتضررة مع الشعوب الإسلامية. وقد اظهر تقرير الذي نشره مركز بيو لاستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة في يونيه 2012 ، أن الدعم الأمريكي للدول الإسلامية اقل من عام 2008، وأن مشاعر الشعوب الإسلامية المعادية للولايات المتحدة تزداد وضوحا كلما زادت الأخيرة من جهودها المبذولة لمساعدة هذه الدول. وهذا جعل الامريكيين يشعرون بالعجب. وقد يبدو أن هذا الاستياء هو ناجم عن اختلاف في القيمة الأخلاقية ، لكن الواقع أنها نتائج لا مفر منها لفشل سياسة الولايات المتحدة الطويلة الأجل.

تثير سياسة الهيمنة الأمريكية الطويلة الأجل في منطقة الشرق الأوسط ردود فعل سلبية. وقد كانت علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي جيدة بعد الحرب العالمية الثانية، لكن انحياز الولايات المتحدة العلني لإسرائيل زاد من استياء العالم الإسلامي من أمريكا. كما اعتمدت الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب الباردة على حالة " السوبر" لتزيد من تصرفاتها الشائنة في منطقة الشرق الأوسط. وإعقاب حادثة "9-11"،بدأت الولايات المتحدة باسم مكافحة الإرهاب الحرب على أفغانستان والعراق، وتعزيز " التحول الديمقراطي"، مما أدى إلى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

ألهمت الاتجاهات الأمريكية العدوانية المزيد من المشاعر المناهضة لها. وإن عودة القوى السياسية الإسلامية إلى المركز السياسي بعد اختبائهم لسنوات عديدة، وإيجاد الأحزاب السياسية الإسلامية أرضية جديدة متفاوتة في المغرب وتونس ومصر وغيرها من الدول العربية الأخرى، جعل التفكير في " الإسلام والغرب" أو " الإسلام والمسحية" في نحو متزايد في منطقة الشرق الأوسط.

إن " اسلمة" سياسة الشرق الأوسط يعني أن الولايات المتحدة بدأت تفقد السيطرة على الوضع بشكل متزايد في المنطقة. وقد وضع التقرير الذي نشره مركز بيو لاستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة علامة تعجب :" الأيام التي كانت تقرر فيها السياسة الخارجية والعسكرية الأمريكية وبعض الدول العربية الملكية والعسكرية أنشطة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط قد ذهبت بغير رجعة!"

إن الوسائل الإعلامية الغربية التي انتهجت سياسة تشويه صورة الإسلام والمسلمين على المدى الطويل لا يمكن أن تتهرب من مسؤوليتها. حيث أن العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية في البلدان الغربية ولاسيما الولايات المتحدة تصور وجه الإرهابيين باللحية ويرتدون الوشاح ويشبهون وجه المسلمين.وبطبيعة الحال فإن تصوير الإسلام والمسلمين بهذا الشكل له آثار سلبية. كما أن الحوادث التي تظهر اهانة الولايات المتحدة للإسلام والمسلمين ظهرت بشكل متكرر في السنوات الأخيرة، مثل إساءة السجناء، حرق القرآن وغيرها من الحوادث الأخرى. ويبدو أن اهانة الحضارة الإسلامية سلوك فردي، ولكنها ناجمة عن التفوق الحضاري ومفهوم المركزيّة الغربية، وإنها غطرسة واحتقار لحضارات غير غربية.

تعتبر العلاقات الأمريكية مع الدول الإسلامية في الشرق الأوسط معقدة جدا، والدبلوماسية المكوكية لا يمكن أن تحل المشكلة من جذورها.



/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات