بكين   غائم~ مشمس جزئياً 2/-3 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق:ماذا جنت الولايات المتحدة من فوضى الشرق الاوسط ؟

2013:02:16.16:48    حجم الخط:    اطبع

بقلم/ تيان ون لين، باحث مساعد بمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة

يبدو أن الشعب الامريكي اكتشف بسرعة وزير خارجية اكثر انشغالا من سلفه العاملة المثالية. فقد شدد وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري يوم 3 فبراير الجاري على التزامه بتشجيع السلام بين الفلسطينين والاسرائيليين في اتصالين منفصلين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس مباشرة بعد توليه منصبه الجديد، كما سوف تكون الولايات المتحدة ملتزمة بعملية السلام في الشرق الاوسط. ويعتقد البعض أن هذا يشير الى أن اهتمامات كيري بمنطقة الشرق الاوسط يفوق منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأن الصعوبات الهائلة التي تواجهها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وراء كل ذلك.

تعتبر الولايات المتحدة القوى الخارجية الاكثر تاثيرا على منطقة الشرق الاوسط. وكانت وتيرة الخطى الاستراتيجية الامريكية تتحرك نحو الشرق، وبات تقلصها في الشرق الاوسط واضحا قبل اندلاع الاضطرابات في المنطقة. لكن الاضطرابات التي نشبت في منطقة الشرق الاوسط ابتداءا من عام 2011 خلطت اوراق الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط بوضوح. من جهة لان الفوضى التي لم يسبق لها مثيل في المنطقة فرصة فريدة لاعادة تشكيل الولايات المتحدة الانظمة في الشرق الاوسط. ومن جهة اخرى، اضطرار الولايات المتحدة الى ترقيع ما خلفته الاطصرابات من اسقاط وانهيار الانظمة الموالية لها ،والفشل السياسي المتزايد لحلفائها التقليديين في منطقة الشرق الاوسط.

ويتجلى هذا التدخل في اعتماد سياسة الدعم غير المحدود للقوات الموالية للغرب من جهة. وتدعم البلدان ذات قاعدة سلطة مستقرة مثل المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وغيرها من البلدان اخرى، وفي حالة ضعف سلطة الحاكم، مثل مصر واليمن، فيتحول الى دعم مطالب المتظاهرين. ومن ناحية اخرى، فإن الغرب لا يدخر اي جهد لدعم وتشجيع الشعوب على اسقاط حكومات الدولة المتطرفة التي لا تستمع الى ما تمليه عليها، وقد يصل الى التدخل العسكري مثل ليبيا وسوريا.

ومع ذلك، فإن تعديل السياسة الامريكية في الشرق الوسط لا يلغي المسألة القديمة تماما، وإنما انشأ سلسلة من المشاكل الجديدة والمتاعب والصعوبات.

أولاً،الانتشار السريع للقوى الدينية المتطرفة. حيث خلق التدخل الغربي لسقوط الانظمة العلمانية في الشرق الاوسط مثل ليبيا وسوريا اللتان تعتبران العمود الفقري لقمع القوى المتطرفة الدينية فراغ في سلطة تلك البلدان بدرجات متفاوتة، وبالتالي وفر ذلك فرص لنشر القوى الدينية المتطرفة. وإن سوريا التي كانت معزولة عن الارهاب في الماضي، تدفق اليها مجموعات مختلفة من السلحين الاجانب المتطرفة بسبب حالة الاضطرابات التي تعيشها منذ عام 2011. والوضع في ليبيا مماثلة ايضا، حيث أن "الجماعة الاسلامية المقاتلة" في ليبيا كانت مختفية قبل الاضطرابات في عام 2011، ولكن عدم الاستقرار السياسي في البلاد جعله اكثر نشاطا، على سبيل المثال، فإن رئيس لجنة طرابلس الامنية العليا،و مسؤول لجنة درنة العسكرية، كلاهما من القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية المقاتلة». وإن التدخل الولايات المتحدة السافر للشؤون الداخلية لبعض الدول في منطقة الشرق الاوسط، فرصة جديدة لتنمية تنظيم " القاعدة" ومنظمات اخرى مثل القوى الدينية المتطرفة. وقد زاد نمو القوى المتطرفة من التهديدات الامنية غير التقليدية التي تواجهها الولايات المتحدة مرة أخرى.

ثانيا، نمو القوى السياسية الاسلامية في الشرق الاوسط. حيث أن دفع الولايات المتحدة التحول الديمقراطي في الشرق الاوسط مقامرة سياسية الى حد ما، جعل القوى السياسية الاسلامية اكبر المستفدين. وإن قيم القوى السياسية الاسلامية والقيم الغربية غير المتوافقة وتاريخ الاتصال الثنائي الحافل بالعداء، ساعد على " اسلمة" السياسة في الشرق الاوسط، وفقدت الولايات المتحدة بشكل متزايد السيطرة على الوضع في الشرق الاوسط. كما يشير ذهاب محمد مرسي الرئيس المصري الجديد الى ايران للمشاركة في " قمة حركة عدم الانحياز"، فضلا عن تقديم الدعم لحركة حماس في الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي الى أن السياسة الخارجية المصرية الجديدة بعيدة عن الولايات المتحدة. وقد ادى التزام ادارة اوباما بتحسين العلاقات مع العالم الاسلامي الى زيادة المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في العالم العربي ، وهذا عكس المتوقع. ووفقا للمسح الذي اجراه مركز بيو للابحاث في الولايات المتحدة في يونيه عام 2012،أن معدل دعم الولايات المتحدة للبلدان ذات الغالبية المسلمة اقل قليلا من عام 2008،في حين أن البلدان العربية التي تتلقى المساعدات الاكبر من الولايات المتحدة هي الاكثر والاعلى معاداة لها. ويشير تقرير "مركز الأمن الأمريكي الجديد " الذي نشر في شهر يونيو 2012 الى أن عهد تحكم الدبلوماسيين والضباط الامريكيين والدول العربية الملكية لحركة امريكا في الشرق الأوسط قد انتهى وولى.

وإن مقتل السفير الامريكي في بنغازي يوم11 سبتمبر عام 2012 شكل لغز لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون:" كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد ساعدناها على التحرر، وفي نفس المدينة التي حميناها من التدمير؟"وإن الاجابة عن الاسئلة التي خلفتها كلينتون تعتبر التحدي الاول الذي يواجهه وزير الخارجية الامريكية الجديد.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات