صحيفة الشعب اليومية
بقلم/ تيان ون لين، الباحث بمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة
قام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيرى ووزير الدفاع شاك هيغل بزيارة رسمية إلى بلدان الشرق الأوسط مباشرة بعد إعادة انتخاب باراك اوباما رئيس للولايات المتحدة مرة أخرى. والواقع يظهر أن الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2011، والمصالح الأمريكية المتزايدة في المنطقة وراء الزيارات المكثفة التي يقوم بها كبار المسئولين الأمريكيين إلى منطقة الشرق الأوسط.
أولا، الولايات المتحدة مضطرة إلى بذل الجهود الحثيثة في ظل التحول السياسي الغامض في الشرق الأوسط. حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط تغيرات كبيرة منذ عام2011، وبدأت مصر وتونس وليبيا وغيرها من البلدان الأخرى في المنطقة الجولة الجديدة من التحول السياسي. وإن مثل هذا التغيير الجذري بمثابة تحدي للولايات المتحدة، ولكن أيضا فرصة نادرة لإعادة تشكيل النظام السياسي في الشرق الأوسط. ومصر باعتبار زعيمة الأمة العربية فإنها تؤثر كثيرا على الاتجاهات السياسية في البلدان العربية الأخرى التي تمر بمرحلة انتقالية. لذلك، فإن قرب أو ابتعاد مصر عن الولايات المتحدة مستقبلا مهم جدا في تحديد درجة صلابة السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. وبما أن مصر كانت المحطة الرئيسة في زيارة كل من جون كيري و تشاك هيجل للمنطقة، فإن الهدف الفعلي هو تجنب تحول التجاه السياسي في الشرق الأوسط عن مساره.
ثانيا، الولايات المتحدة مضطرة بأن ترد ردا ايجابيا في ظل الاضطرابات والقضايا الساخنة المتكررة في منطقة الشرق الأوسط. وبالخصوص، قضية سورية ، واستمرار الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة دعم المعارضة السورية المسلحة. ومع ذلك، فإن إعلان المعارضة السورية المسلحة " جبهة النصرة" علنا عن ولائها لتنظيم " القاعدة"، هي معضلة الولايات المتحدة في سوريا، التدخل والانسحاب، كلاهما صعب. وإذا استمرت الولايات المتحدة في دعم المعارضة السورية، من المرجح أن تكون فرصة لنمو القوى المتطرفة الإقليمية، وسوف تكون نتائجها عكسية على الولايات المتحدة، وإذا تخلت الأخيرة عن دعم المعارضة السورية المسلحة ماديا وبالأسلحة، فإنها سوف تجعل الوضع في سوريا يفضي إلى القوات الحكومية. والمشكلة الشائكة الأخرى هي القضية النووية الإيرانية. حيث تخلى اوباما عن خطط العمل العسكري ضد إيران مؤقتا، لكن العقوبات المفروضة على إيران مستمرة منذ العام الماضي لم تجعل إيران للاستسلام، ولم تحصل المحادثات النووية في مارس وابريل هذا العام أي نتائج ملموسة. وسوف تفكر والولايات المتحدة في وسيلة أخرى لمواصلة الضغط على إيران، ولكن أيضا لتهدئة العواطف الإسرائيلية، من اجل تجنب استخدام القوة المبكرة وعرقلة نشر إستراتيجية ولايات المتحدة.
ثالثا، ارتباط دعم وحفاظ الولايات المتحدة الأمريكية على حلفائها بحفاظها على مكانتها ودورها في المنطقة. واعتماد دول الخليج المنتجة للنفط على الدولار لتقويم وربط أسعار ومبيعات النفط، هو سبب جذري لحفاظ الدولار الأمريكي على الهيمنة في المنطقة. وفي نفس الوقت، فإن دول الخليج اكبر عملاء الولايات المتحدة في شراء الأسلحة. لذلك، فإن تعزيز السلطة السياسية في تلك البلدان أمر بالغ الأهمية للحفاظ على حلفاء أمريكا. وان الهدف من اختيار وزير الدفاع الأمريكي هيغل زيارة حلفاء الولايات المتحدة منذ سنين طويلة، وتوقيع اتفاقية شراء الأسلحة مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحد هو توطيد العلاقات والحصول على مصالحها الخاصة.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn