تعليق: فشل سياسة السير على الحبل المشدود الأمريكية في مصر

بكين 21 أغسطس 2013/ اثبت المأزق السياسي الحالي والفوضى الاجتماعية الدامية في مصر إن سياسية "السير على الحبل المشدود" الأمريكية قد فشلت إلى حد كبير في البلاد.

فمنذ بدأت قوات الأمن المصرية الاسبوع الماضي تفريق اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها بالقوة أودى العنف الذي تلى ذلك بحياة حوالي ألف شخص.

وعلى الرغم من إدانة تصرفات الحكومة المصرية المؤقتة وإلغاء مناورة عسكرية مشتركة، لم توقف الولايات المتحدة المساعدات السنوية لمصر التي تبلغ قيمتها 1.5 مليار دولار أمريكي.

وفي الواقع عندما سيطرت واشنطن على ما تلى انتفاضة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، لم تكن تتصور أن مصر ستشهد جولة أخرى من الاضطرابات.

وسبب أن الولايات المتحدة قد واجهت مثل هذه الظروف المحرجة هو أن ما يسمى بنموذج الديمقراطية الذي تريد اقامته لا يمكن أن يضمن مصالحها في المنطقة.

وتعتقد الولايات المتحدة أن لديها الكثير على المحك في مصر التي تسيطر على ممر الطائرات العسكرية الأمريكية وحاملات الطائرات إلى الشرق الاوسط.

والجدير بالذكر أن القاهرة ظلت لعقود تحافظ على علاقة وثيقة مع إسرائيل ويمكن أن تساعد واشنطن في تحقيق السلام والمصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين.

وهكذا تسير الولايات المتحدة على حبل مشدود ساعية إلى الحفاظ على حكومة في مصر صديقة لواشنطن، بينما تسمح لنمو ديمقراطية على النمط الغربي قد لا تنتخب بالضرورة حكومة متعاطفة مع المصالح الأمريكية.

ولذلك من السهل أن نتفهم لماذا تبقى دائما إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما محايدة عندما تتعلق القضية بمصر.

وبينما ينزف المصريون في الشوارع يتعين على الولايات المتحدة أن تتحمل الحقيقة المرة وعليها أن تسعى للمساعدة في استعادة السلام والنظام في مصر وإنهاء الفوضى التي ساهمت فيها.

على واشنطن أن تتعلم حقا من دروس الماضي الفاشلة في بناء الدول ومهام تعزيز الديمقراطية ليس فقط في مصر بل في بلدان أخرى بالمنطقة.

علاوة على ذلك عليها أيضا أن تتذكر أنه على الرغم من كونها القوة العظمى الوحيدة في العالم سيأتي التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بنتائج عكسية دائما.

ملف خاص: تطور الوضع المصري بعد عزل محمد مرسي

/مصدر: شينخوا/