تقرير إخباري: الرئيس المصري يمدد حالة الطوارئ شهرين عشية مظاهرات لمؤيدي سلفه محمد مرسي

القاهرة 12 سبتمبر 2013 /قرر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور مد حالة الطوارئ فى البلاد لمدة شهرين اعتبارا من اليوم (الخميس)، وسط تأكيد حكومي على الاستمرار فى تتبع الجماعات الارهابية حتى القضاء عليها، عشية مظاهرات مؤيدة لسلفه المعزول محمد مرسي، دعا اليها التحالف (الوطني لدعم الشرعية)، للمطالبة بعودته لسدة الحكم.

وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير ايهاب بدوي " إنه ارتباطا بتطورات الأوضاع الأمنية فى البلاد، وبعد موافقة مجلس الوزراء، قرر الرئيس عدلي منصور مد حالة الطوارىء المعلنة، بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 532 لسنة 2013، فى جميع أنحاء مصر لمدة شهرين اعتبارا من الساعة الرابعة عصر اليوم (الخميس) الموافق 12 سبتمبر 2013 ".

وكان الرئيس منصور أعلن فى 14 أغسطس الماضى، فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة شهر، وكلف الجيش بإتخاذ ما يلزم لمعاونة الشرطة في حفظ الأمن، وذلك إثر أعمال عنف اندلعت عقب قيام الشرطة بفض اعتصامين بالقاهرة والجيزة لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، واسفرت عن مقتل اكثر من 850 شخصا واصابة الالاف.

وأعقب القرار الرئاسي فى أغسطس قرار حكومي آخر بفرض حظر تجوال فى القاهرة و13 محافظة أخرى، ابتداء من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي وحتى السادسة صباح اليوم التالي.

لكن الحكومة قررت لاحقا تقليص ساعات الحظر مرتين، مدة كل مرة ساعتان، بحيث أصبح الحظر يبدأ فى الساعة الحادية عشرة مساء وحتى السادسة صباحا، عدا أيام الجمعة التى يسري فيها الحظر وفقا للقرار الأول من السابعة مساء حتى السادسة صباحا.

وبحسب القرار الحكومي، فان الحظر سيكون " طوال مدة إعلان حالة الطوارئ أو لحين إشعار آخر، على أن يعاقب بالسجن كل من يخالف تلك الأوامر".

وجاء القرار الرئاسي بمد حالة الطوارئ شهرين غداة عمليتين انتحاريتين باستخدام سيارتين مفخختين، استهدفت الأولى مبنى المخابرات الحربية في مدينة رفح، والثانية استهدفت نقطة تفتيش للجيش تقع على بعد كيلو متر من مبنى المخابرات، ما أدى إلى مقتل 7 عسكريين، وإصابة 17 آخرين، هم 10 عسكريين و7 مدنيين بينهم ثلاث سيدات.

وأدان رئيس الوزراء حازم الببلاوى " الحادث الإرهابى الجبان الذى استهدف مقر المخابرات الحربية برفح أمس وأدى إلى استشهاد عدد من الجنود والمدنيين وإصابة عدد آخر ".

وأكد الببلاوى، فى بيان اليوم، أن "الحكومة والقوات المسلحة والشرطة لن تتوان فى مواجهة كافة أشكال العنف والإرهاب والتصدى لهم بكل حزم وقوة".

وأوضح أن" الحكومة ماضية فى تتبع هذه الجماعات الإرهابية حتى تقضى عليها، وأن هذه الأحداث لن تثن الحكومة عن استكمال المسار الديمقراطى المنشود من أجل تأسيس دولة ديمقراطية يسودها الأمن والسلام والاستقرار".

وصدر البيان بعد ان استعرضت الحكومة فى اجتماع اليوم تقريرا عرضه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم حول الحالة الأمنية والجهود التى تقوم بها الأجهزة الأمنية فى تأمين الشوارع والمناطق السكنية والطرق والمنشآت الحكومية والمرافق العامة.

وأشادت الحكومة بنجاح وزارة الداخلية أخيرا فى القبض على عدد من العناصر المطلوبة أمنيا والصادر بحقها قرارات ضبط واحضار من النيابة العامة، فضلا عن الضربات التى توجهها القوات المسلحة إلى بؤر الإرهاب فى سيناء.

ووجهت التحية إلى شعب مصر العظيم لالتزامه بمواعيد حظر التجوال.

من جهته، قال الدكتور حسام عيسى نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي إن الحكومة ناقشت فى اجتماع اليوم تخفيف ساعات حظر التجوال، مشيرا إلى أن هناك شبه اجماع داخل الحكومة على تقليل ساعات حظر التجوال ليبدأ فى الساعة 12 ليلا وحتى الخامسة صباح اليوم التالي.

وأوضح عيسى، في مؤتمر صحفي، أنه سيتم التوصل إلى قرار نهائي بشأن تخفيف ساعات حظر التجوال قبل بدء العام الدراسي الجديد.

كما جاء قرار مد حالة الطوارئ غداة دعوة التحالف (الوطني لدعم الشرعية)، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، أنصاره إلى التظاهر غدا الجمعة وطوال ايام الاسبوع المقبل تحت شعار"الوفاء لدماء الشهداء" للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه.

فى الوقت ذاته، أبدت بعض القوى السياسية تفهما لقرار الرئاسة مد العمل بحالة الطوارئ، وقال الدكتور عبدالعزيز عبدالله، أمين عام اتحاد الأحزاب السياسية والقوى الوطنية، أن قرار رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور بمد فترة الطوارئ مرتبط بالأمن القومي بعد الأحداث الإرهابية المتكررة.

وأضاف أن الأحداث الإرهابية التي كان أولها الاعتداء الآثم على موكب وزير الداخلية ومحاولة اغتياله، ثم ما حدث من تفجيرات إرهابية علي مستوي الجمهورية، وآخرها تفجير مقر المخابرات برفح الذي أودى بحياة المواطنين الأبرياء العزل أدت إلى استمرار حالة الطوارئ والمطالبة باستمرار فرض حظر التجوال.

كذلك قال المتحدث باسم حزب (المصريين الاحرار) شهاب وجيه ان الحزب يتفهم القرار فى ظل الحالة الامنية الراهنة، لكنه تمنى الغاؤه فى القريب العاجل حتى تعود الحياة الى طبيعتها فى الشارع المصري.

الامر نفسه ابداه حزب (الوفد) على لسان عضو هيئته العليا عصام شيحة الذى اعتبر مد حالة الطوارئ امرا طبيعيا يتناسب مع المرحلة الامنية التى تمر بها مصر لاسيما فى ظل الاعمال الارهابية التى حدثت أخيرا.

وقال شيحة إن " ارهاب وعنف (جماعة) الاخوان والجماعات الارهابية وراء تمديد حالة الطوارئ".

/مصدر: شينخوا/