مقابلة : قياديان بالمعارضة الداخلية: المشكلة ليست في شخص الأسد.. سوريا بحاجة إلى تغيير حقيقي

بكين 13 سبتمبر 2013 (شينخوا) استهجن قياديان بالمعارضة السورية اليوم (الجمعة) النهج الغربي لحل الأزمة السورية، مؤكدين أن سوريا بحاجة إلى "تغيير حقيقي" يتجاوز شخص الرئيس، وأن التوصل إلى تسوية سياسية دون "تغيير في بنية النظام" لن يجنب شبح تكرار السيناريو العراقي تحت أي ذريعة حتى لو انقشع على المدى القصير.

واقر عضو المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد ، والأمين العام لحزب الشباب السوري ماهر مرهج بصعوبة تنفيذ المقترح الروسي الأخير، وقالا انه قد يمثل مخرجا من الأزمة الدولية فيما يخص موضوع الحرب، وقد يعطي دفعا لمؤتمر جنيف 2، لكنه لن يكون نهاية الحل للأزمة المستفحلة في البلد العربي.

جاء ذلك في لقاء أجرته وكالة أنباء ((شينخوا)) مع القياديين خلال زيارتهما لبكين ضمن وفد مكون من 6 أعضاء لملتقى الحوار الوطني السوري.

وقام الوفد بزيارة إلى إيران في وقت سابق التقى خلالها مسئولين كبارا. وتعد الصين المحطة الثانية في إطار مواصلة جهوده خارجيا لرفض التدخل العسكري الخارجي ودفع الحوار الوطني إلى الأمام.

وقال الأحمد أن الملتقى يعول على القوى المعتدلة في إحداث التغيير، معتبرا ان "هذه الدول لا تناصر النظام السوري لكن تريد منه أن يغير، ويجري إصلاحات ، هذه قاعدة مشتركة للحديث".

وبينما تتجه كل الأنظار الآن إلى عقد مؤتمر جنيف2 الذي يؤجل منذ وقت طويل، رأى الأحمد أن الحل الحقيقي لن يكون إلا في الحوار الوطني الداخلي السوري، قائلا " نهدف الى تفعيل الحوار الداخلي السوري ودعم أن يكون هناك حوار وطني داخلي".

وحول المقترح الروسي وعما إذا كان يتوقع أن يسير بشكل سلس، قال الأحمد "أعتقد أن هناك صعوبات. و80 من مجموعات المعارضة أعلنت رفضها للمقترح، وهذا في حد ذاته مشكلة لأنهم يسيطرون على الكثير من المناطق".

ورأى أن قرار نقل الأسلحة الكيماوية السورية تحت السيطرة الدولية هو لنزع فتيل التهديد الأمريكي بالحرب على المدى القصير غير أن الأزمة سوف تستمر، بحسب قوله.

ودعت موسكو الأسبوع الماضي الحكومة السورية إلى وضع أسلحتها الكيمائية تحت الرقابة الدولية ورحبت دمشق بالمقترح لدرء ضربة عسكرية محتملة.

واتهمت واشنطن نظام بشار الأسد بشن هجوم كيماوي في ريف دمشق يوم 21 أغسطس أسفر بحسب الاستخبارات الأمريكية عن مقتل أكثر من 1400 شخص. بيد أن حكومة الأسد نفت بقوة الاتهام.

ورغم أن واشنطن تجاوبت إيجابا مع المقترح الروسي ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكونغرس إلى إرجاء التصويت على مشروع قرار توجيه الضربة، إلا أنها تواصل الضغط على دمشق بإبقاء جيشها في وضع الاستعداد.

وقال الأحمد "بتحليلي السياسي هذا الأمر لن يحل المشكلة .. لحل الأزمة لا بد من بدء الحوار الداخلي وجمع كل الأطراف ومنع المسلحين من الدخول وهذا لن يتأتى إلا بالضغط على أمريكا والدول الاخرى ذات الصلة طبعا"، متوقعا ان تحافظ واشنطن على الخيار العسكري على المدى الطويل.

كما أعرب الأحمد عن عدم ارتياحه لملف الكيماوي بشكل عام . وقال "هذا الملف حدث من قبل مع العراق. صحيح هناك اختلاف لكن الأمريكيين لا يثنيهم عن تنفيذ مخططاتهم أي شي إذا وجدوا الدولة ضعيفة.. انهم يستهدفون الدولة وليس النظام.. إنهم يقومون بتدمير الدول .أفغانستان حولوها الى خراب والصومال والعراق وليبيا أيضا دمروهم ".

وفيما يبرز التباين الحاد بين وجهتي نظر المعارضة الداخلية والمعارضة الخارجية، المدعومة من الغرب، حيال حل الازمة , قال الأحمد أن "المسألة السورية ليست في رئيس الجمهورية..المسألة تكمن في تدخل الدول".

ودعت معارضة الخارج مرارا إلى تدخل عسكري للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد من السلطة، كما طالبت في مناسبات عدة بتسليح المعارضة لمواجهة قوات الحكومة.

وأضاف "نتحدث الى القوى المعتدلة الآن لكي تساعدنا على الدول التي تدعم الإرهابيين . وأقل دور ممكن أن تقوم به هذه القوى سيؤدى الى تراجع الدول الداعمة للارهاب عن مواقفها، لأنها تخالف الشرعية الدولية".

وشاطره الرأي الأمين العام لحزب الشباب السوري ماهر مرهج، قائلا ان "المقترح الروسي صعب قليلا .. تنفيذه تفصيليا يحتاج لسنوات.. لكنه مخرج من الأزمة الدولية في موضوع الحرب وسيعطي دفعا لعملية جنيف 2 لكن حتى جنيف 2 لن يكون نهاية الحل".

وأضاف أن "تأييدنا للمقترح الأخير (الروسي), رغم تحفظنا على تفريط النظام في أسلحة هي ملك للشعب، جاء بسبب التأمر الدولي ودرء تدمير البلد بحجة الكيماوي"، داعيا إلى الإصغاء إلى صوت المعارضة الداخلية.

وقال "هناك معارضة وسطية معتدلة. عندما تطالب برحيل النظام أو تدمير النظام لن يقبل الطرف الآخر بطلبات غير عقلانية. نحن نريد شكلا وسطيا يحقق جزء من مطالب الجماهير على مراحل."

وأضاف أن موافقة النظام على تسليم الأسلحة الكيماوية "قد يجنب الحرب على البلد على المدى القصير، لكن النظام إذا لم يتجاوب بالتغيير، واستمر بنفس النهج، وحتى لو حصلت تسوية دولية مؤقتة دون تغيير في بنية النظام، لا استبعد بعد عدة سنوات استهداف البلد تحت أى ذريعة على نفس ما حدث في السيناريو العراقي."

وقال ان" المؤامرة على البلد والنظام بنيت على أخطاء بالداخل وفساد كبير. وليس المطلوب وقف سفك الدماء فقط ..المطلوب تغيير حقيقي وليس عمليات تجميل وهمية، نطالب بتغيير يتجاوز موضوع رئيس البلد. الخارج يحاول حسم الأزمة كلها بتغيير الرئيس بحجة انه ديكتاتور، ليس هذا المطلوب، الشعب يحتاج إلى مزيد من الحرية وحياة كريمة".

ولم يستبعد مرهج صورة الأسد من مستقبل سوريا على الاقل في العام المقبل، قائلا ان "قسما كبيرا لا يريد بشار أن يرحل، أكثر من 80 بالمئة من الشعب يريدون تغيير طريقة الحكم والنظام".

وتابع جاهدا لإثبات وجهة نظره "بحسبة بسيطة الأسد يدعمه قسم كبير من المواليين، بالإضافة إلى أن ما جرى على الأرض من تنظيمات إرهابية جعل الأقليات توافق على عدم رحيله.. من يسيطر على الأرض معارضة مسلحة من الخارج لم تقدم برنامجا بديلا".

وأضاف" كما أن المعارضة في حال الانتخابات ستدفع بعدد من المرشحين. وحتى لو بقي الرجل (الأسد) نحن نريد تغييرا .. الإصلاح أثبت فشله".

وتوجد أربعة تجمعات رئيسية تنضوي تحت اسم المعارضة الداخلية هي هيئة التنسيق السورية وتيار بناء الدولة وقوي التغيير السلمي والتكتل الديمقراطي للمعارضة.

/مصدر: شينخوا/