مقالة : فلسطيني يحول شظايا قذائف إسرائيلية إلى أعمال فنية تحض على السلام

غزة 6 فبراير 2014 /يقضي محمد الزمار في زاوية بمنزله بمخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة ، ساعات طوال يوميا وسط بقايا صواريخ وقذائف وأعيرة نارية إسرائيلية محاولا أن يوجه من خلالها رسائل تحض على السلام.

ويجمع الزمار (32 عاما) بقايا صواريخ وقذائف وأعيرة نارية أطلقها الجيش الإسرائيلي على القطاع ليضع عليها بعض الألوان والعبارات لتحويلها من وسائل قتالية تجلب الموت والدمار إلى أعمال فنية تحاكي السلام المفقود بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ عقود.

ويقول الزمار لوكالة انباء ((شينخوا)) بينما كان يمسك بريشته ليخط بها على شظية صاروخ أطلقته طائرة حربية إسرائيلية على أحد المواقع في غزة ، ان " الفكرة هي توجيه رسالة مضادة بتحويل قذيفة قاتلة إلى لوحة تحث على السلام والمحبة والحياة".

ويضيف الزمار " بما أن الفن مرآة الشعوب فأنا أقول إن شعبنا مسالم محب عكس ما يدعي الاحتلال الإسرائيلي وإعلامه".

وكتب الزمار على إحدى القذائف "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" مقتبسا ذلك من كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.

ويقول "أحرص على استخدام ألوان تنبض بالحياة من الأصفر والأحمر والأبيض للتعبير عن الرغبة في السلام".

ويتابع الزمار "نحن شعب نحب السلام والحياة، وما زلنا كذلك رغم أننا نقتل ونهجر منذ عام 1948 وحتى اليوم (..) بهذه الرسومات أقول إننا نريد حياة آمنة".

وغالبا ما يركز الزمار الذي يعرض أعماله في منزله الصغير، على عبارات تبعث الحياة والمحبة والصمود والبقاء في الأرض.

وبدأ الزمار أسلوبه في الرسم على القذائف بعد انتهاء عملية (الرصاص المصبوب) العسكرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في شتاء 2008-2009 وأسفرت في حينه عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني.

غير أن أعماله لم تحظ حتى الآن بالشهرة، حتى أنه يعمل على بند البطالة في تنظيف الشوارع براتب لا يتعدى 200 دولار أمريكي شهريا.

وهو يواجه الكثير من المعيقات أهما صعوبة جمع الشظايا والقذائف ومخاطر وجود مواد مشعة، إلى جانب أنه قال إنه لا يحظى بدعم من الجهات الرسمية في غزة في إشارة إلى الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ويخصص الزمار جزءا من أعماله للحث على التوحد الفلسطيني الداخلي وإنهاء الانقسام المستمر منذ منتصف عام 2007 بين قطاع غزة والضفة الغربية.

وبهذا الصدد فإنه يرفع رايات كافة الفصائل الفلسطينية على أن يبقى تركيزه للعلم الفلسطيني الذي يقول عنه، "إنه وحده يستحق منا أن نعمل جميعا من أجله بعيدا عن أي اعتبارات حزبية".

ولم يسبق للزمار أن درس فن الرسم أكاديميا، لكنه يتقن الرسم على اللوحات والنحت على الخشب ويأمل أن تجد أعماله الطريق لتشجيع مسار السلام بديلا عن العنف وويلاته.

وسبق أن جمع ناشطون في لجان "المقاومة الشعبية فلسطينية" عبوات الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وذخائر أخرى يطلقها الجيش الإسرائيلي على المتظاهرين في الضفة الغربية، وصنعوا منها قطعا فنية ضمها معرض في مدينة رام الله بعنوان (شيك مقاومة).

/مصدر: شينخوا/