أقدم حزب جزائري معارض يرفض عرض بوتفليقة الدخول في حكومته الجديدة

الجزائر 3 مايو 2014 / رفضت جبهة القوى الإشتراكية الجزائرية المعارضة يوم (الجمعة) الدخول في الحكومة الجديدة بوزيرين، واعتبرت أن الأولوية في المرحلة المقبلة هو تحقيق إجماع وطني يضم السلطة والمعارضة وكل القوى الحية في المجتمع للخروج من الأزمة.

وقال عضو الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الإشتراكية علي العسكري في افتتاح اجتماع دورة المجلس الوطني للحزب إن "الوزير الأول (رئيس الوزراء) عبد الملك سلال اتصل بالهيئة الرئاسية لجبهة القوى الإشتراكية ليقترح عليها المشاركة في الحكومة بحقيبتين وزاريتين بهدف تطبيق برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة".

وأكد أن "قيادة الحزب رفضت هذا الاقتراح لكون أولوية جبهة القوى الإشتراكية تكمن في إعادة بناء إجماع وطني وتنظيم ندوة إجماع وطني" أي اتفاق الطبقة السياسية والسلطة على حل سياسي يؤسس للجمهورية الثانية.

وأوضح العسكري أن "جبهة القوى الإشتراكية لا تعتزم المشاركة في أي حكومة قبل تحقيق هذا المشروع الذي يهدف إلى إعداد بمعية المعارضة السياسية والمجتمع والسلطة برنامج توافقي للخروج من الأزمة".

وأشار العسكري إلى اتصالات يجريها حزبه مع الأحزاب والشخصيات الوطنية ومرشحين خاسرين في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة "الذين أبدوا اهتماما من أجل إيجاد حل ديمقراطي وسلمي للأزمة الوطنية".

من جهته، قال الأمين العام الأول للجبهة أحمد بطاطاش إن "منطق الحزب يتمثل في التوصل أولا إلى وفاق وإجماع بين مختلف الأطراف بما فيها السلطة من أجل إنجاح هذه المبادرة" مبادرة الحل الديمقراطي والسلمي للوضع السياسي الجزائري.

يشار إلى أن جبهة القوى الإشتراكية هي حزب علماني اشتراكي أسسه أحد كبار رموز ثورة التحرير الجزائرية ( 1954 - 1962) حسين آيت أحمد العام 1963 الموجود حاليا في منفاه الإختياري في سويسرا.

وكان هذا الحزب حمل السلاح في وجه نظام الرئيس الراحل أحمد بن بله في فترة حكمه (1962 - 1965) لاتهامه بالدكتاتورية ثم سرعان ما دخل في العمل السري إلى غاية العام 1989 بعد إعلان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد إلغاء نظام الحزب الواحد.

وتعد منطقة القبائل ذات الغالبية البربرية الواقعة شمال شرق البلاد الوعاء الإنتخابي الطبيعي لهذا الحزب بسبب انتماء آيت أحمد وهو بربري لهذه المنطقة.

ويتبنى هذا الحزب منذ 1989 المعارضة السلمية الشديدة غير المداهنة للسلطة وهو يرفض لحد الآن المشاركة في الحكومة، لكنه يشارك في كل مرة في الإنتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات والبلديات ولديه حاليا 21 نائبا في البرلمان.

ويدعو هذا الحزب إلى اتفاق القوى السياسية على مجلس تأسيسي تعين حكومة من كافة الاحزاب والقوى الحية مهمتها تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية تؤسس للجمهورية الثانية.

/مصدر: شينخوا/