تقرير اخباري: الاخوان المسلمون بمصر يدعون للعصيان المدني ..والشرطة تستنفر

القاهرة 28 أغسطس 2013 /أعلنت جماعة (الاخوان المسلمين)، التى ينتمى اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، اليوم (الاربعاء) عن "خطة عصيان مدني" ستبدأ فى تنفيذها بعد غد الجمعة، ودعت الشعب الى التظاهر فى الميادين اعتبارا من هذا اليوم.

فى حين رفعت وزارة الداخلية حالة الاستنفار الامني استعدادا لمواجهة المظاهرات، وتعهدت بحماية الشعب من الفوضى ، وبمنع العودة الى حالة الانفلات مجددا.

ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي أسسته جماعة الاخوان وقوى إسلامية مؤيدة لمرسي، الجماهير للاحتشاد في الميادين يوم الجمعة المقبل لاسترداد ما أسماه بـ" ثورته المسروقة وحريته المسلوبة".

وقال التحالف في بيان " يحث التحالف الوطني جماهير الشعب المصري التي ستحتشد في الميادين يوم 30 أغسطس على مواصلة الفاعليات بكل أشكالها المتصاعدة والسلمية حتى استرداد ثورة 25 يناير المجيدة بكل مكتسباتها".

وأعلن عن بدء تفعيل "خطة العصيان المدني السلمي" اعتبارا من يوم الجمعة المقبل " كوسيلة مؤثرة في وجه الانقلابيين وإجبارهم على إنهاء الانقلاب وتحقيق كافة مطالب الثورة"، في إطار الفعاليات للمطالبة بعودة مرسي لمنصبه.

وأطيح بمرسي في الثالث من يوليو الماضي بموجب خريطة طريق اعلنها وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بتأييد رموز سياسية وشبابية ودينية.

وعقب الاطاحة به، اعتصم انصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية" بالقاهرة ، و"نهضة مصر" بالجيزة، مطالبين بعودته الى سدة الحكم، لكن الشرطة قامت فى 14 اغسطس الجاري بفض الاعتصام بالقوة، فى خطوة تلتها اعمال عنف غير مسبوقة اسفرت عن مقتل اكثر من 850 شخصا واصابة الالاف.

فى المقابل، دعت حركة (إخوان بلا عنف) ، التى تضم منشقين عن الإخوان المسلمين، إلى إجهاض كافة تحركات الجماعة للتظاهر بعد غد.

وقدمت الحركة ،في بيان، اعتذارها إلى الشعب المصري، "عن الدماء التي سالت بفعل ممارسات قيادات الجماعة التي ساهمت في إشعال نار الفتنة بين جموع الشعب الواحد".

وأكدت "تخلي قيادات الجماعة (الاخوان المسلمين) عن المفاهيم الصحيحة للإسلام ، وإحلال مفاهيم متطرفة محلها ترى الآخر أقل إيمانا منها".

وتعهدت بـ"بدء حملة مراجعات من خلال مفاهيم متطورة جديدة تتواكب مع العصر الحالى دون التخلى عن الفكر الإسلامى الأصيل فى وجدان الجماعة".

بدوره، ناشد الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس جماعة (الدعوة السلفية)، المنبثق عنها حزب (النور) ، متخذي القرار فى جماعة الاخوان المسلمين اعادة النظر فى قرار استمرار المظاهرات والمواجهات.

وخاطب برهامي الاخوان ، على موقع "أنا سلفى"، قائلا " بالله أن تبقوا على انفسكم واخوانكم واولادكم واولاد المسلمين ونسائهم، واوقفوا نزيف الخسائر لجماعتكم، والعمل الاسلامي كله".

وطالب الاخوان بان يراجعوا صحة التقارير التى ترفع لهم عن حقيقة موقف الشعب منهم ومن عودة مرسي، مضيفا " الذى اقرأه عن تصريحاتكم ومواقعكم تدل وتؤكد انها تقارير خاطئة ومضللة، لا يجوز ان تقبلوها وتبنوا عليها قراراتكم".

وتابع" لمرة واحدة اسمعوا نصحنا، اناشدكم بالله (..) ان تتخذوا قرارا شجاعا فى الوقت المناسب" بوقف التظاهر.

فيما اتهم أحمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئيس المصري ضمنا جماعة الاخوان المسلمين بالعمل على "اسقاط الدولة" عبر اللجوء الى ما اسماه "حرب استنزاف داخلية".

وقال المسلماني،فى مؤتمر صحفي، " إن البعض يعمل على انهاك مصر على نحو منظم.. ويحاولون الآن إسقاط الدولة على نحو بطيء من خلال حرب استنزاف داخلية، والعمل على إرباك الوطن والهدف من ذلك هو شل الدولة تدريجيا".

وشدد على أن "دور الدين أساسي في بناء هذا الوطن"، و" أن السلطة الحالية هى جزء من الإطار الاخلاقي لهذا الشعب والوطن، ولم تكن أبدا ضد الضمير أو الأخلاق أو الدين في اى لحظة لا الآن ولا في المستقبل".

واشار الى " أن الإسلام لم يدخل مصر مع الرئيس السابق محمد مرسي ولم يخرج معه".

فى غضون ذلك، اعلنت وزارة الداخلية حالة الاستنفار الأمنى استعدادا لمظاهرات الجمعة التى دعت جماعة الاخوان الى تنظيمها تحت شعار "جمعة الحسم"، بحسب ما نقلت وكالة انباء (الشرق الاوسط) عن مصدر أمني رفيع المستوى.

واوضح المصدر ان أروقة وزارة الداخلية شهدت عدة اجتماعات عقدها الوزير محمد إبراهيم مع مساعديه لبحث آخر الاستعدادات للمظاهرات.

واشار الى انه تم رفع درجة الاستعدادات داخل كافة قطاعات الوزارة، حيث تقرر الغاء كافة الإجازات للضباط والمجندين والافراد، على أن تبدأ خطة التأمين ابتداء من مساء غد الخميس لمواجهة مخططات الاخوان لارتكاب أعمال العنف، ومحاولة اثارة الفوضى فى الشارع.

ولفت الى ان الخطة تتضمن تشديد الاجراءات الامنية حول المنشآت الحكومية، والمواقع الشرطية والسجون، مع توجيهات بالتعامل الفورى والمباشر مع أى حالات للاعتداء على تلك المنشآت.

وتعهدت وزارة الداخلية بحماية الشعب من الفوضى وعدم العودة الى حالة الانفلات مرة أخرى، مشيرة الى أن الشرطة ستتحمل مسئولياتها أمام الشعب المصرى لحمايته وحماية ممتلكاته العامة والخاصة.

فى الوقت ذاته، أوقفت الشرطة 60 شخصا من عناصر جماعة الاخوان بحوزة بعضهم اسلحة نارية وبيضاء ومنشورات تشرح كيفية تصنيع القنابل.

وذكرت الوكالة الرسمية ان الأجهزة الأمنية القت القبض على 60 عنصرا من الاخوان فى 14 محافظة، تنفيذا لقرارات النيابة العامة بضبطهم واحضارهم على خلفية اتهامات باقتحام مواقع شرطية وترويع المواطنين.

/مصدر: شينخوا/