تعليق: محاربة الإرهاب في إفريقيا يجب ألا يكتفي ب"الكنس أمام بيته"

تعرض مركز تسوق فاخر بالعاصمة الكينية نيروبي إلى هجوم إرهابي في 21 سبتمبر الحالي، أوقع 67 قتيلا (بينهم مواطن صيني) وأكثر من 200 جريح. ويعد هذا التفجير التحدي الأمني الأخطر الذي تواجهه كينينا منذ حادثة تفجير السفارة الأمريكية بكينيا في سنة 1998.

وقد تبنى حزب الشباب الإسلامي الصومالي هذه العملية، بعدما غير وجهة عملياته إلى كينيا منذ أن قامت الحكومة الكينية بإرسال جنود لمساعدة الحكومة الإنتقالية الصومالية، حيث توعد بالقيام بتفجير ضخم في العاصمة الكينية. وقد أختار هذه المرة مركز تجاري فخم يرتاده الكثير من الناس، من بينهم الأجانب وطبقة الأثرياء لتنفيذ عمليته الإرهابية، بهدف إحداث أكثر ما يمكن من التأثير الدولي، إلى جانب إرهاب الحكومة الكينية وسكان نيوربي. ووفقا للإحصاءات ذات الصلة، فقد أجرى حزب الشباب الإسلامي الصومالي مابين أكتوبر 2011 ومارس 2013 العديد من العمليات الإرهابية خلفت 60 قتيلا وجرحا. وقد كان هذا الهجوم الذي إستهدف المركز التجاري إستمرار للعمليات السابقة، ولم يكن حادثا معزولا أو مفاجئا.

ويمثل تحالف المنظمات الإرهابية وإتساع نطاق وتأثير الهجمات الإرهابية ناقوس خطر بالنسبة للإستقرار في إفريقيا، وهو ما يستدعي تعاون إفريقي جديد في مقاومة الإرهاب لمجابهة التغيرات الجديدة على الأنشطة الإرهابية.
أولا، على الدول الإفريقية والمناطق المعنية تعزيز التأهب الأمني، وملازمة الحذر من التواصل بين القوى المناوئة للحكومة في الداخل مع المنظمات المتطرفة في الخارج.

في ذات الوقت، على الدول والمنظمات الإقليمية المعنية تعزيز التعاون في مجال مقاومة الإرهاب، من خلال مراقبة الحدود، وتقاسم المعلومات الإستخباراتية، والتعاون على تتبع الملفات الإرهابية، ورفع قدرات الدولة والمنطقة على مقاومة الإرهاب وغيرها من الإجراءات الملموسة الأخرى التي تعزز الضمانات الأمنية، وتبني شبكة أمنية جماعية مقاومة للإرهاب.

من جهة ثانية، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية وواجب تقديم المساعدة إلى الدول الإفريقة لمقاومة الإرهاب. وهذه المساعدة، إلى جانب الدعم المالي والإرشاد التقني اللازم، وتوفير المعدات وتدريب الأمنيين، الأهم من ذلك هو تبادل المعلومات الإستخباراتية.

إلى جانب الضحايا الكينيين،خلف هذا الهجوم الإرهابي الذي إستهدف نيروبي، ضحايا من أمريكا، بريطانيا، فرنسا، كندا والصين وغيرها من الدول. وهو ما يدل على أنه ليس هناك دولة يمكنها تنأى بنفسها عن الهجمات الإرهابية وصراع مقاومة الإرهاب. وعلى تخوم الأقاليم الغربية الصينية، تنشط أيضا "تركستان الشرقية" وغيرها من القوى الإرهابية والمتطرفة والإنفصالية، وهذه أيضا في حاجة إلى نواجهها من خلال تعزيز التعاون الدولي.

خه ونبينغ: باحث بمركز دراسات غرب آسيا وإفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/